بدأت في أفغانستان الحملة لانتخابات نيابية طال تأجيلها، وسط مخاوف وشكوك من اندلاع عنف ومزاعم بتزوير. ويتنافس في الانتخابات المرتقبة في 20 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، على 249 مقعداً في البرلمان، 2565 مرشحاً، معظمهم مستقلون، بعد استبعاد 35 مرشحاً، ومقتل 5 آخرين. وتطاول اتهامات بفساد نواباً حاليين، لكنهم مرشحون لإعادة انتخابهم، وينافسهم مئات من الوافدين الجدد إلى العمل السياسي، من أحفاد أمراء حرب سابقين، أو رجال أعمال، أو أعضاء في المجتمع المدني. ويُعتبر الاقتراع الذي تأخر 3 سنوات، تجربة عامة قبل انتخابات رئاسية مرتقبة في نيسان (أبريل) المقبل، وقبل شهر من مؤتمر مهم تنظمه الأمم المتحدة، ويأمل المجتمع الدولي بأن يقنع خلاله الدول المانحة بتقدّم أنجزته في أفغانستان، علماً أن مؤتمرَين للمانحين في طوكيو (2012) وبروكسيل (2016)، أثمرا عن 16 بليون دولار ثم 15 بليوناً. ورأى ديبلوماسي غربي أن الاقتراع سيكون «سيئاً جداً»، مشيراً إلى شكوك متزايدة لدى المجتمع الدولي، فيما طالب قادة المعارضة بتأمين 22 ألف جهاز بيومتري، للحؤول دون تصويت الشخص ذاته أكثر من مرة، سُلِم 4400 منها فقط. لكن اللجنة الانتخابية المستقلة تصرّ على تنظيم الانتخابات، بوجود الآلات أو عدمه. وللمرة الأولى، سيُكلّف 54 ألف عنصر من قوى الأمن الأفغانية، تأمين الحماية لـ5 آلاف مركز اقتراع، فيما أُلغي ألفا مركز، لأسباب أمنية. وستنأى مهمة الدعم الحازم التابعة للحلف الأطلسي عن التدابير الأمنية التي تتخذها القوات الأفغانية، لكن سلاح الجوّ الأميركي سيواصل دعم القوات البرية، متى دعت الحاجة. الى ذلك، نفذت مقاتلات الشبح «أف- 35» الأميركية أولى طلعاتها القتالية في أفغانستان. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن المهمة نُفذت في ولاية قندهار، واستهدفت مواقع لحركة «طالبان»، بمشاركة أكثر من مقاتلة أقلعت من سفينة الهجوم البرمائية «يو أس أس أسيكس»، مؤكداً أن «الضربة كانت موفقة». كما شاركت في المهمة مقاتلات من طراز «أف- 35 بي» تستخدمها البحرية الأميركية، وهي قادرة على الإقلاع من مدرج قصير، والهبوط عمودياً. وتُعدّ مقاتلات «أف- 35» التي بدأ العمل لصنعها في تسعينات القرن العشرين، أغلى منظومة عسكرية في التاريخ الأميركي، إذ تُقدّر كلفة المشروع بنحو 400 بليون دولار.
مشاركة :