وافق مجلس النواب الأميركي (الكونغرس) على مشروع قانون للإنفاق الحكومي بقيمة 854 بليون دولار، يعزز التمويلات العسكرية لكن يستثني الجدار الحدودي الذي يريده الرئيس دونالد ترامب، ما سيتيح تفادي شلل مؤسسات الحكومة. ويموّل القانون الذي حصل على تأييد 361 عضواً مقابل 61، وزارة الدفاع وعدداً من الوكالات، ويتضمن تمديداً قصير الأمد لتمويل عمليات أخرى حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل، سعياً إلى تفادي إغلاق مؤسسات الحكومة. ويخصص القانون لاستثمار كبير في عمليات الدفاع التي رصدت لها 674.4 بليون دولار، بزيادة 17 بليوناً على معدلات 2018، ويتضمن أيضاً 67.9 بليون دولار لجهود الحرب على الإرهاب وتمويلات الحرب المستمرة المعروفة بعمليات الطوارئ في الخارج. ويرفع مشروع القانون تمويلات المعاهد الوطنية للصحة إلى 39 بليون دولار، أي ما يزيد ببليوني دولار مقارنة بالعام الماضي، ويرصد 6.7 بليون لبرامج محاربة أزمة الأفيونيات في أميركا. ومع اقتراب مهلة انتهاء السنة المالية في 30 الجاري، يعوّل الجمهوريون على توقيع ترامب على المشروع ليصبح قانوناً، على رغم عدم تضمنه تمويلاً لبناء الجدار الموعود على الحدود الأميركية مع المكسيك. وقال ترامب للصحافيين في نيويورك حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: «ستواصل الحكومة عملها». وقال رئيس مجلس النواب بول راين إن الإجراءات تمول 75 في المئة من الإنفاق التقديري الإجمالي وتعدّ المرة الأولى منذ 22 عاماً التي يتم فيها تمويل هذا الجزء الكبير من الموازنة الفيديرالية قبل بدء العام المالي. وعبر النائب الديموقراطي ستيني هوير عن سروره لأن الحزبين عملا سوياً «لتمرير حزمة الاعتمادات الصغيرة هذه في الكونغرس من دون شروط حزبية أو اقتطاعات كبيرة لبرامج تساعد العمال في الوصول إلى فرص اقتصادية». إلى ذلك أكد ترامب أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين «لا تؤثر بتاتاً» في الاقتصاد الأميركي. وأضاف: «علينا أن نجعلها عادلة، لذلك فنحن الآن عند 250 بليون دولار ونسبة تبلغ 25 في المئة»، في إشارة إلى الرسوم الجمركية التي فرضها على صادرات صينية إلى الولايات المتحدة. وأضاف: «هناك مال كثير يأتي إلى خزائننا، وهذا الأمر لم يكن له أي تأثير بتاتاً في اقتصادنا». وأكد ترامب أنه اتفق مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على البدء في محادثات في شأن اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين، كانت طوكيو تقاومه. وقال ترامب خلال قمة مع آبي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: «اتفقنا اليوم على البدء في مفاوضات تجارة بين الولايات المتحدة واليابان، وهذا شيء لم تكن ترغب فيه اليابان من قبل، وأنا واثق من أننا سنتوصل إلى نهاية مُرضية». ولفت ترامب إلى أنه رفض لقاء رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، متّهماً كندا بأنها عاملت الولايات المتحدة «معاملة سيئة جداً» في إطار «اتفاق التجارة الحرّة لأميركا الشمالية» (نافتا). وقال ترامب: «أنا لا أحب نافتا، ولم أحبّه يوماً، لقد كان سيئاً للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، وجيداً جداً بالنسبة إلى كندا والمكسيك». وأعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها ناقشت مع ترامب رغبتهما في إبرام اتفاق تجارة «كبير وطموح» بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف المكتب في بيان أن «الرئيس ورئيسة الوزراء بدآ بمناقشة رغبتهما المشتركة في أن يبرما اتفاق تجارة واسع النطاق (...)، واتفقا على أن الانفصال البريطاني يمنح فرصة رائعة لإبرام اتفاق تجارة حرة بريطاني أميركي يكون كبيراً وطموحاً». إلى ذلك، نما الاقتصاد الأميركي في الربع الثاني الماضي بأسرع وتيرة في نحو 4 سنوات، بما يتفق مع التقديرات السابقة، بما يضع الاقتصاد على مسار تلبية هدف إدارة ترامب المتمثل في تحقيق نمو سنوي نسبته 3 في المئة. وأكدت وزارة التجارة الأميركية أمس في تقديرها الثالث لنمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني، أن الناتج المحلي الإجمالي زاد بوتيرة سنوية نسبتها 4.2 في المئة، وهي الأسرع منذ الربع الثالث عام 2014، ولم تتغير منذ التقديرات المنشورة في آب (أغسطس) الماضي. ونما الاقتصاد 2.2 في المئة خلال الربع الأول، و3.2 في المئة في النصف الأول من العام الحالي. وقاد النمو في الربع الثاني حزمة تخفيضات ضريبية نفذتها إدارة ترامب بقيمة 1.5 تريليون دولار، ما عزز إنفاق المستهلكين بعدما بقي شبه راكد في أوائل العام.
مشاركة :