عندما يكون القلم سلاحاً يذود عن الوطن وأمنه وأمانه

  • 9/29/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من الكتاب أن اليوم الوطني ليس فقط مناسبة لإلقاء الشعر والمديح ورفع الأعلام، وإنما مناسبة عظيمة لتعزيز الانتماء لهذا البلد العظيم وأن الوطن هو ولاء لله وطاعة لولي الأمر ونهضة بالإنسان للإنسان، موضحين أن الدعم الكبير لهم جاء حينما صدر أمر ملكي بإنشاء وزارة مستقلة للثقافة وفصلها عن وزارة الإعلام وقد كان استشعاراً من حكومتنا الرشيدة بأهمية هذا الجانب للنهوض بالمجتمع فالأمم تتباهى بمثقفيها، وأدبائها. ولهذا حرصنا على معرفة دور الكتاب والمثقفين تجاه وطنهم وما الذي قدموه للدفاع عنه أمام المجتمعات الدولية. رؤية 2030 ومستقبل باهر: قال الكاتب والمؤلف السعودي نبيل المعجل: للكتَّاب واجب أدبي وأخلاقي ووطني في توثيق وشرح مسببات ونتائج الأحداث التاريخية الفاصلة للمملكة إضافة لإبراز الدروس المستفادة منها، السؤال: هل قام الكتَّاب بهذا الدور؟ والجواب قطعًا لا، وحتى لا أكون متشائمًا فهناك بعض المقالات واللقاءات المتناثرة التي نشرت في وسائل إعلامية مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة ولا أجزم بأنها دراسات وأبحاث علمية مستقلة، حيث إن جلها للاستهلاك الدعائي والتنظير قليل الفائدة، وكان الأجدر قيام الجامعات وبعض المؤسسات ذات الصلة في تاريخ البلاد، من خلال مراكز أبحاثها (إن وجدت) في التعاون مع المفكرين والكتَّاب في دراسة وتوثيق الأحداث الفاصلة في تاريخ المملكة العربية السعودية. لقد مر على الدولة السعودية الثالثة -حماها الله- أزمات وأحداث كثيرة لو مرت على دول أخرى لمحتها من الوجود ولكن بعون الله ثم بحكمة قادتها استطاعت الدولة تجاوزها، ولي هنا أن أسأل: هل وثّق كاتب أو مركز أبحاث أحداث الحرم المكي الشريف أو ما يسمى بحركة جهيمان بكل أبعادها الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية؟ ينطبق نفس الأمر عن غزو العراق للكويت وتهديدها للمملكة، أين المراجع والأبحاث التي درست أسباب الغزو وتأثيره على المملكة والخليج تحديدًا خلال الثمانية وعشرين عامًا؟ وأين الكتَّاب من توثيق أحداث سبتمبر 11 والتي أعتبرها أكبر عاصفة سياسية مرت، والحمد لله مرت بسلام أيضًا بحكمة الدولة وتكاتف شعبها معها، باختصار الكتَّاب مقصرون، و دورهم كان مغيباً ومن تجربتي أرى أن صوتنا في الخارج ليس قوياً بالدرجة الكافية مقارنة بمكانة المملكة الاقتصادية والدينية والسياسية والاجتماعية، ويجب أن نعترف بأن علاقتنا التاريخية المتميزة مع بعض الحكومات الغربية المؤثرة ربما أشغلتنا عن منظمات أخرى لها نفس أهمية تلك الدول الكبرى، وأتكلم عن تجربة عندما عملت في منظمة أوبك في فيينا بالنمسا 2008-2013، فأثناء لقاءاتنا مع المنظمات الأخرى كان الوجود السعودي معدومًا وضعيفًا في أحسن الأحوال، وأستثني منظمتي أوبك وصندوق أوبك اللذين لهما تمثيل سعودي معقول جدًا، ولكن ولله الحمد أجد الآن مع رؤية 2030 مستقبلاً باهرًا في تنمية هذا الدور حيث إنها تقوم بنشاط دؤوب وملحوظ ومثمر في سد هذا الفراغ، ومن الضروري أن يزداد تمثيلنا الخارجي ليكون صوتًا مساندًا مدافعًا عن سياسات المملكة سواء الداخلية والخارجية. فالوطن أعطانا الكثير ويستحق أن نرد له الجميل لنمثله خير تمثيل. وبمناسبة اليوم الوطني قال: إن هذا اليوم هو تذكير بأن لدينا وطناً نحبه ويحبنا، ومن واجب كل منا الذود عنه بكل الطرق المتاحة وأن نبرز ونفخر بإنجازاتنا وأيضًا نراجع أنفسنا، حكومة وشعباً، في ماذا قدمنا للوطن وللشعب وكيف نستطيع أن نصل به لمصاف الأمم المتقدمة، فاليوم الوطني ليس فقط مناسبة لإلقاء الشعر والمديح ورفع الأعلام، وإنما مناسبة عظيمة لتعزيز الانتماء لهذا البلد العظيم. ثقل إقليمي: من جهته أوضح الكاتب الصحفي ومسؤول تحرير قناة فرانس في السعودية عن رأيه، مؤكداً أن دور الكُتّاب يعتبر دوراً توثيقياً مهماً من الصعب تجاوزه أو إغفاله، فالكاتب يلعب دوراً مهماً في عامل التوثيق وتوعية الرأي العام المحلي والدولي بما يدور في المنطقة بالمجمل من أحداث. ولدينا في المملكة العربية السعودية كُتّاب رأي ذوو ثقل إقليمي ودولي ومن هذا المنطلق يُشكِّل الكتاب في المملكة صوتاً وطنياً لا يمكن القفز بعيداً عنه باعتبارهم يشكلون قوةً ناعمة في إيصال الصوت السعودي للخارج. و يجدر بِنَا الإشارة إلى أن الدور الإعلامي كان له صوت مسموع في إبراز قضايا المملكة والذود عنها في آن واحد، إذ تتمثل أصوات الأقلام السعودية بتشكيل جبهة مضادة لكل ما يُحاك ضد المملكة من وسائل إعلامية وسياسية معروفة في الإقليم. ومن هذا المنطلق تُقدَّر الدولة ممثلة في وزارة الإعلام الدور الريادي الذي يضطلع به كتاب الرأي في المملكة، ومن هذا الجانب نؤكّد أن دور الأقلام السعودية يتمحور في تجسيدها قوة ناعمة لإيصال الرسالة والصوت السعودي بالإضافة إلى قيامها بدور جبهة دفاعية تذود عن مصالح المملكة العليا وتسعى جاهدة في الحرص على استقرار المملكة الواقعة في إقليم ملتهب. ولا يجب أن نغفل دور السعوديين في منصّات التواصل الاجتماعي والذين يشكلون وفق إحصائيات القوة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط من حيث التأثير وصناعة المحتوى إذ يشكلون المغردون في السعودية قوة جبارة في التأثير على مستوى المنطقة والعالم أجمع، ومن هنا نتلمّس الدور الوطني الذي يقوم به المُغرّد السعودي في وسائل التواصل الاجتماعي في الدفاع عن قضايا وطنه وتشكيلهم صوتا واحدا لا يعلو على صوت الدولة، فقضية الخلاف مع دولة قطر مؤخراً أثبتت بما لا يدع للشك من مجال أن المغرد السعودي لا يقبل المساس بوطنه العظيم. وبحسب تقارير إعلامية غربية اعتبرت أَن المغرد السعودي بات يمثل وسيلة إعلام دفاعية عن وطنه، وهو الأمر الذي أثار استغراب عدد من مراكز القياس والإحصاء والإعلام الغربية نظير الحراك الوطني الذي يقوم به المُغرّد السعودي. ومن هنا يبرز لدينا ضرورة وضع المغرّد السعودي في موضع اصطفافٍ واحد مع كُتّاب الرأي العام من حيث الذود عن وطنهم والتسامي في الدفاع عن قضاياه، ومن هذا الجانب يجب الإدراك والتذكير بأن المغرد السعودي كان له الدور الأكبر في كشف أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، بل كان عاملاً هاماً في ارتداد وانشقاق عدد من الشخصيات الخليجية عن هذا التنظيم المحظور دولياً. وفِي ذلك دلالات ملموسة على ثقل المغرّد السعودي وهو الثقل الذي يوازي دور كُتّاب الرأي في المملكة. واختتم حديثه بهذه الكلمات بمناسبة اليوم الوطني الـ88 قائلاً: هبةُ منان... الوطن،، رشفة ماءٍ للظمآن... ‏وحضن دفء وحنان... ومظلة أمن وأمان.. ‏الوطن، لوحة فنان... ويراع كاتب هيمان... الحركة الثقافية للمرأة السعودية: ‏وأكدت الدكتورة والكاتبة د.لمياء عبد المحسن إبراهيم أن المرأة السعودية ساهمت إعلامياً وثقافياً في الحركة الثقافية في المملكة سواء بحضورها ومشاركتها المباشرة، أو بالدعم الذي تقدمه للرجل ليكون له وجود على الساحة الثقافية. ‏وبالطبع بتمكين المرأة من توجهات الحكومة يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سيكون للمرأة السعودية حضور أكبر وتميز في الساحة الإعلامية والثقافية. وتعيش المملكة العربية السعودية ذكرى اليوم الوطني هذه الأيام ذكرى ملحمة التحدي والتوحيد التي خاضها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- صانع هذه المعجزة التي تجلت في فاصل تأريخي في بناء الإنسان السعودي والبناء التنموي الشامل على أسس راسخة قوامها دين التوحيد ووحدة الأمة على ثرى هذا الوطن المملكة العربية. ‏في هذا اليوم المجيد نحتفل مجدداً مع قيادتنا شعباً وحكومة بتجديد البيعة في المنشط والمكره وعلى السمع والطاعة، يتجدد دعاؤنا بأن يستمر الأمن والأمان في وطننا وأن يظل الخفاق الأخضر شامخاً مرفرفاً رمزاً للدولة القوية التي استطاع المؤسس غفر الله له و أبناؤه من بعده رحمهم الله ومليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، الاستمرار في نهج سلفهم والنهضة بالسعودية العظمى برؤية 2030 الذي بتنا نلامس نتائجها لتستمر هذه المملكة فتية بروح مفعمة بالولاء والوفاء والنماء والازدهار.

مشاركة :