صراحة-وكالات:قتل ثلاثة رجال دين سنة وجرح اثنين اخرين في هجوم قرب مدينة البصرة في جنوب العراق نفذه أربعة مسلحين فتحوا النار من سيارة مسرعة على مركبة كانت تقل رجال الدين. وقال رئيس اللجنة الامنية في قضاء الزبير مهدي ريكان ان مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية هاجموا بنيران اسلحتهم رجال دين كانوا يستقلون سيارة مساء امس (الخميس)، ما ادى الى مقتل ثلاثة منهم. واشار الى ان الهجوم وقع عند مدخل الزبير عندما كان الضحايا، وهم خطباء وائمة مساجد في القضاء، في طريق عودتهم من مدينة البصرة بعد حضور اجتماع في مقر الوقف السني في المدينة الواقعة على مسافة 450 كلم جنوب بغداد، مخصص لبحث استعدادات الاحتفال بعيد المولد النبوي الذي يصادف السبت. واكد مدير الوقف السني في البصرة الشيخ محمد بلاسم مقتل رجال الدين الثلاثة، وهم امام مسجد الزبير يوسف محمد ياسين، وامام مسجد البسام ابراهيم شاكر، وامام مسجد زين العابدين احمد موسى. ويقول مراقبون إن الجهة التي نفذت الهجوم تريد تعميم الحرب الطائفية على عموم العراق، وإن إيقاظ هذه الحرب في الجنوب معناه زيادة اشتعالها في الشمال، وفي كل مدينة ومنطقة عراقية تحتوي بين مكوناتها السكانية سنة وشيعة. والبصرة من المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية. الا ان المدينة تتمتع بخليط من السنة والشيعة، وبعض المسيحيين. وبالنسبة لهؤلاء المراقبين، فإن اتساع رقعة الحرب الطائفية يهدد العراق جديا بالتفكك الذي تبدو دلائله في اكثر من مشهد يومي يشهده هذا البلد العربي الذي يواجه صراعا قاتلا مع تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد الذي يسيطر على مناطق شاسعة في شمال العراق. والمح سياسيون سنة الى مسؤولية الميليشيات الشيعية عن العملية. وقال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ان هذه الجريمة لا ينبغي أبدا ان تمر من دون الكشف عن الجناة لينالوا العقاب. واضاف في تصريحات وزعها مكتبه الاعلامي لن نسمح باستبدال الدولة المدنية التي نسعى الى بنائها بزمرة من أمراء الحرب وقادة المليشيات. واعتبر ان الايادي المجرمة التي نفذت والجهة الخبيثة التي خططت انما تحاول افراغ بلدنا الحبيب عموما ومحافظة البصرة خصوصا من امثال هذه الشخصيات، والتي نحن بامس الحاجة اليها في الوقت الحاضر. واتهم الحزب الاسلامي العراقي الذي ينتمي اليه الجبوري ميليشيات لم يذكرها بالاسم، بمسؤوليتها عن الجريمة. وقال في بيان يبدو ان مجرمي الميليشيات اغاظتهم مشاعر المحبة للنبي () واثارهم هذا التمسك الطيب بهوية المدينة (البصرة) الاصيلة والتي تواجه اليوم مخططا خبيثا لمحوها. كما أدان نائب الرئيس اسامة النجيفي العمل الجبان، مطالبا السلطات ببذل اقصى الجهود للقبض على القتلة وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، وذلك من اجل تفويت الفرصة على الاعداء الذين يحاولون وبأساليب دنيئة اثارة الخلافات الطائفية. وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الجمعة بإجراء تحقيق عاجل في الجريمة. وقالت مصادر بالشرطة ان الهجوم الذي وقع في وقت متأخر يوم الخميس. وتسببت هجمات سابقة على رجال دين من السنة والشيعة في إطلاق موجات من أعمال القتل الانتقامية في العراق حيث العنف الطائفي في أسوأ مراحله منذ ذروة الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد قبل حوالي ثماني سنوات. وقال بيان اصدره مكتب العبادي -وهو شيعي- ان رئيس الوزراء أمر قادة الامن في البصرة بالعمل على وجه السرعة لكشف ملابسات الهجوم والقبض على الجناة. واعلن المكتب أن العبادي تابع جريمة العصابات الارهابية، موعزا بضرورة كشف ملابسات الجريمة التي تريد الايقاع بين العراقيين، والقبض على الفاعلين من خلايا الارهاب، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له (نفسه) العبث بأمن البصرة واحداث فتنة بين مكوناتها. ورأى العبادي ان جريمة الامس تأتي في الوقت الذي يتصدى ابناء شعبنا بجميع طوائفه ومكوناته لعصابات داعش والجماعات الارهابية المرتبطة بها خصوصا، وان رجال الدين الذين قتلوا كانوا ممن يدعون الى وحدة الكلمة والذين يقفون بالضد من جرائم داعش الارهابية. واعلنت وزارة الداخلية ان الوزير محمد سالم الغبان امر بتشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على خلفيات واسباب الحادث الاجرامي. واعتبرت ان الهجوم اتى في اجواء من التفاؤل والوحدة تكرست بشكل ملحوظ بعد تشكيل حكومة الدكتور العبادي، مما يشير الى سعي قوى تخدم مشروع داعش (الاسم الذي يعرف به تنظيم الدولة الاسلامية) في العراق الى شحن الاجواء مجددا واعادة تصعيد الخطاب الطائفي من خلال استفزاز المشاعر المذهبية. ويقول محللون إنه وبالنظر الى الوضع القائم في العراق وفي المنطقة حيث ينتشر في اكثر من مكان صراع طائفي سني شيعي ضار، فإن أكثر من جهة سياسية ودينية يمكن أن تكون في موقع الاتهام بهذا الهجوم، وهذا ما يزيد من خطورة هذه الجريمة في هذا التوقيت بالذات. ولم يعلن أحد حتى الان المسؤولية عن الهجوم. والميليشيات الشيعية متهمة بشن هجمات على شخصيات دينية سنية في البصرة في السابق. لكن ضابطي شرطة قالا انهما يشتبهان بتورط متشددين سنة من تنظيم الدولة الاسلامية الذي حث رجال الدين المعتدلين السكان المحليين على معارضته. وقال ضابط شرطة برتبة عقيد متحدثا شريطة عدم الكشف عن اسمه التحقيقات الاولية أظهرت ان الهاتف المحمول لأحد رجال الدين كان يتلقى رسائل تهديد بالقتل تحمل توقيع الدولة الإسلامية.. مازلنا نعمل لكشف القتلة وتقديمهم للعدالة. وقتل العنف في العراق ما لا يقل عن 12282 مدنيا في 2014، مما يجعله العام الاكثر دموية منذ حملة القتل الطائفية في 2006-2007 عندما تجاوز العدد الشهري للقتلى 3000 وفقا للامم المتحدة. وشهد العراق نزاعا طائفيا داميا استمر قرابة عامين، اثر تفجير متطرفين ينتمون الى تنظيم القاعدة، مرقدا شيعيا مهما في مدينة سامراء شمال بغداد في العام 2006.
مشاركة :