أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن إيران عبر تدخلاتها في شؤون دول المنطقة تقوّض الأمن وتنشر الإرهاب والطائفية، وأن الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعية إلى مكافحة الإرهاب ضد قطر محورية وفاصلة في سياق الحرب على التطرف والإرهاب. وألقى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أمس، كلمة دولة الإمارات في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. واستهل سموه كلمة الدولة بالقول إن دولة الغمارات تحتفل بمئوية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد المؤسس الذي رسّخ أسس وقيم الإنسانية في دولة الغمارات وجعل منها نموذجاً يحتذى. وأضاف سموه: «في ظل احتفالنا بمئوية زايد، ندرك أننا لسنا بمعزل عن محيطنا، وأن القيم التي قامت عليها الدولة زادت من مسؤولياتنا في منطقة تواجه العديد من التحديات». تغيرات عالمية وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن العالم يشهد تغيرات كبيرة، أبرزها صعود الجماعات المتطرفة وتقديم الدول المارقة الدعم لهذه الجماعات، وشدد سموه على أنه يجب أن نكون فاعلين من أجل الحفاظ على الأمن الدولي. وأضاف سموه: «ندرك أنه لا يمكن مواصلة الاعتماد على الآخرين في حل أزمات المنطقة، كما ندرك أنه لا يسعنا القيام بذلك بشكل منفرد لحل كل المشكلات التي تواجهها المنطقة». وأوضح سموه أن رؤية دولة الإمارات لحل أزمات المنطقة تعتمد على مقاربة شاملة تحدد الأبعاد الشاملة للأزمات. وحدّد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أربعة تحديات تواجه المنطقة. أولاً: التدخلات الخارجية قال سموه إن بعض الدول، وفي مقدمتها إيران، تسعى إلى تقويض الأمن ونشر الإرهاب والطائفية في المنطقة، وقد امتد التوغل الإيراني إلى حد وصلت تهديداتها إلى المملكة العربية السعودية واليمن، حيث تتعرض المملكة إلى وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأضاف سموه أن «أمننا من أمن المملكة، لذا جاء تحرك دولة الإمارات ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من أجل التخلص من الانقلاب». أشار سموه إلى ضرورة التمييز بين جماعة مسلحة غير شرعية، وبين الإجراءات القانونية التي تتخذها دول التحالف العربي الذي يهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن بطلب من الحكومة اليمنية الشرعية. تعنت الحوثي وأكد سموه أنه بالرغم من محاولات التحالف دعم الاستقرار والحل السياسي وإنهاء معاناة الشعب اليمني، فإن تعنت الحوثي فاقم الوضع الإنساني وواصل الحوثي تلقي الأسلحة الإيرانية، كما أن هذه الميليشيا رفضت حضور محادثات جنيف. وأضاف سموه: «على ضوء هذه التطورات، أطلق التحالف العربي والحكومة الشرعية في اليمن معركة تحرير محافظة الحديدة بهدف إحداث تغيير استراتيجي في المعادلة وتعزيز فرص الحل السياسي». ولفت سموه إلى أن عملية تحرير الحديدة راعت الجانب الإنساني الذي يعد أولوية للتحالف، واتخذت العديد من الإجراءات في هذا السياق بما يتوافق مع القانون الدولي. وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إنه بينما يتم التصدي للحوثي في الشمال، تواصل دولة الإمارات جهودها في الحرب ضد تنظيم القاعدة الإرهابي جنوبي اليمن. وأوضح سموه أن جهود الإمارات أثمرت عن توجيه ضربات كبيرة للتنظيم، وحرمانه من الأراضي التي كان يسيطر عليها، وكذلك مصادر تمويله. وأضاف سموه أن عدم الثقة بنيات إيران لا يقتصر على منطقتنا فحسب، بل جاء الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي متماشياً مع هذا السياق، فإيران لم تتوقف عن تهديد الأمن والاستقرار. ودعا سموه إلى توحيد الموقف الدولي ضد التهديدات الإيرانية، وكذلك برنامجها لتطوير الصواريخ، ودعمها الإرهاب. ثانياً: انتشار التطرف أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خطورة استغلال الجماعات الإرهابية وسائل التكنولوجيا من أجل نشر فكرها المتطرف. وأضاف سموه أنه بالرغم من تحقيق تقدم ضد الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا واليمن وليبيا، فإنها ما زالت تشكّل تهديداً، لافتاً إلى أن بعض الدول سخّرت منصات إعلامية من أجل التحريض على العنف ونشر خطاب الكراهية وتوفير مساحة إعلامية لهذه الجماعات. وتُعدّ دولة الإمارات في مقدمة الدول التي تتصدى للتطرف، إذ قدّمت الدولة دعماً لدول الساحل في إفريقيا، كما أنشأت مؤسسات ضد الفكر الإرهابي، كما أطلق منتدى تعزيز السلم مبادرة للحوار بين أتباع الديانات السماوية من أجل تعزيز الفضائل المشتركة. وأكد سموه أن قيم دولة الإمارات في رفض الإرهاب والتطرف ثابتة، لذا شاركت الإمارات ضمن مجموعة الدول العربية الداعية إلى مكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) في اتخاذ التدابير السيادية بمقاطعة دولة قطر. ووصف سموه هذه الإجراءات بأنها «محورية وفاصلة وضرورة ملحّة» في سياق الحرب على الإرهاب. ثالثاً: استمرار الأزمات انتقد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أسلوب الاكتفاء بإدارة الأزمات في المنقطة والعالم بدلاً من إيجاد حلول جذرية لها. وقال سموه إن دولة الإمارات لن تألو جهداً من أجل دعم المسار السياسي في حل الأزمات. وقال إن القضية الفلسطينية تنتظر من المجتمع الدولي الوصول إلى حل شامل ينهي معاناة الأشقاء في فلسطين. وحذّر سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان من أن هذه المأساة يتم توظيفها من قِبل الدول المارقة والجماعات الإرهابية. رابعاً: تحديات التنمية أكد سموه أن القيادة الرشيدة والعمل بعز يصنعان الأمم في العالم. وأوضح سموه أن دولة الإمارات حرصت على تحقيق الأبعاد التنموية من أجل تحقيق الرخاء والازدهار، وفي مقدمتها تمكين النساء ودعم الشباب. وعبّر سموه عن أمله بأن تتحول المنطقة إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار، لافتاً في هذا الإطار إلى المبادرات الإماراتية في التقنية والذكاء الاصطناعي. وأضاف أن الاستفادة من طاقات الشباب والنساء تعني أن لدينا مجتمعاً آمناً ومستقراً. وأشار سموه إلى إعادة بناء العراق من أجل تقديم الدعم وإعادة الاستقرار إليه من خلال توفير سبل التنمية. حماية الاقليات ولفت سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى ضرورة حماية الأقليات في العالم، ومنع حدوث عمليات إبادة جماعية مثل الإيزيديين والروهينغا. وشدد على ضرورة نقل المنطقة من حالة الفوضى إلى الاستقرار، ومن الأحادية إلى الانفتاح، وذلك لن ينجح بدون العمل الجماعي.وأكد سموه الدور الحيوي الذي تؤديه الأمم المتحدة، خاصة في ظل الظروف المقلقة التي يمر بها العالم. ودعا سموه إلى اتخاذ موقف دولي حازم ضد الدول التي تنتهك القانون الدولي. وفي هذا الإطار، جدّد سموه تأكيد حق الإمارات في السيادة على جزرها الثلاث المحتلة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التي تحتلها إيران منذ 47 عاماً. ودعا سموه إيران إلى إعادة الحقوق إلى أصحابها، إما سلماً أو عبر التحكيم الدولي. وضوح سياسي قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن كلمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تعبّر عن وضوح سياسة الإمارات تجاه تحديات المنطقة واستحقاقات التنمية والتطّور. وأضاف معاليه في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، أن «ثبات الموقف السياسي ومصداقيته مع الجار والصديق يعززه الازدهار الداخلي وراية التواصل والتسامح. هذه هي الإمارات الواثقة الناجحة».طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :