أبدى مشرف عام الشؤون الإعلامية بإمارة الباحة خالد ظهران، تذمره من تغيّب أغلب إعلاميي المنطقة عن الاجتماع الذي عقده بمقر إمارة الباحة نهاية الأسبوع الماضي مع الإعلاميين، والذي وُجهت خلاله الدعوات برسائل عبر برنامج " الوتساب"؛ مؤكداً أن مَن تَغَيّب بلا عذر فغيابه محسوب عليه، ومنوهاً بوجوده لخدمة كل الإعلاميين بالمنطقة، وأن الشراكة قائمة وفق الأسس المهنية؛ واعداً بلقاء مع متحدثي الجهات الحكومية لحثّهم على التجاوب مع تساؤلات الإعلاميين، وملوحاً بمحاسبة الإعلاميين المتجاوزين والذين يحيدون عن المهنية بشخصنة المواقف أو تشويه صورة المنطقة بأخبار أو مقالات تشوه جمال "الباحة". في المقابل، أكّد عدد من رؤساء تحرير الصحف الإلكترونية ومديري مكاتب الصحف الورقية بالباحة، أن الصحافة هي مؤسسات مستقلة لها مرجعيتها في آلية النشر والمحاسبة؛ وفق لوائح وضوابط محددة صدرت بها أوامر ملكية كريمة وقرارات مجلس الوزراء. وقال مدير الشؤون الإعلامية بإمارة الباحة والمكلف حديثاً خالد ظهران لـ"سبق"، "الدعوة وُجهت، ومَن حضر له التقدير والغائب بلا عذر فمحسوب عليه هذا الغياب، وسنجتمع بالمتحدثين في اجتماع مماثل هذا الأسبوع في الإمارة للتأكيد عليهم بعدم التأخر في الرد على الإعلام، وبالطبع الجهات الأمنية لها عذرها في عدم الإفصاح عما لديها من قضايا والتي قد تؤثر على سير التحقيقات وغير ذلك فهو غير مقبول". وحول ما قد يكون من تجاوزات من بعض الإعلاميين والذي ورد في بيان الشؤون الإعلامية بالإمارة "أن المتجاوز سيحاسب"؛ أوضح ظهران أن أمير المنطقة إعلامي وكان يكتب في إحدى الصحف الورقية المعروفة لأكثر من عقد من الزمان، وهو متابع لما يدور في الإعلام، وتسوؤه كثيراً بعض المواد السلبية المنشورة التي تشوه صورة المنطقة أو فيها شخصنة مع مديري الإدارات للانتقاد وليس للإصلاح الفعلي، وسيكون بها تعديل كبير بإذن الله؛ فكل ما يخدم الإعلامي نحن معه، وفي المقابل أي تجاوز غير مسموح؛ لأننا جميعاً تحت أنظمة، والجهات الحكومية لم تسخّر إلا لخدمة المواطن، وأي إساءة من إعلامي لا تستحق سيتم الرفع بها لسمو الأمير، فبعض الإعلاميين لا يرتقي لمبادئ وأصول المهنية، ولا يمنع لو كان هناك ملاحظة فعلاً للنشر؛ فالصحافة هي مرآة المسؤول. وأضاف: "ليس عقاباً ولكن بقدر الإساءة ستكون المحاسبة؛ فلن نسمح بأي إساءة للمنطقة وتشويه سمعتها؛ فالبعض يكتب مقالات في غير محلها إساءة للمنطقة فبعض النقد في غير محله؛ حبذا لو يتم صرف النظر عنها؛ أما ما يتم طرحه من نقد يرتقي للإصلاح وبه رد الجهة المسؤولة؛ فسيتم علاجه بإذن الله ونحن نستفيد منها فلم نتواجد إلا لخدمتكم. من جهته قال مدير مكتب المدينة ورئيس اللجنة الإعلامية بالباحة عبدالرحمن أبو رياح، لـ"سبق": "كان الهدف من اللقاء تصحيحَ مسار النشر في المنطقة؛ ولكن يفترض أن الزملاء يعرفون مع مَن سيلتقون وما هي محاور اللقاء؟ ومن حضر ففيه الخير، وكنت أنا الوحيد من الصحف الورقية والآخرين من صحف إلكترونية ووسائل التواصل، وقد يكون غياب الزملاء بسبب توقيت اللقاء الذي كان في العاشرة صباحاً والذي يتعارض مع أعمال الكثير من الإعلاميين، بالإضافة إلى أن غياب محاور اللقاء قبل الاجتماع كانت سبباً للغياب، وباختصار كان اللقاء مع مدير الشؤون الإعلامية بإمارة الباحة والمكلف حديثاً خالد ظهران؛ للتأكيد على بعض الملاحظات التي نعمل عليها بالفعل نحن كإعلاميين؛ من إبراز الإيجابيات وعدم نشر السلبيات دون أخذ رد من الجهة الحكومية؛ وذلك حق مشروع وهو هدف الإعلام بأخذ رد الطرف الآخر (الجهة المعنية بذلك)، وقد أبلغناهم أن ذلك متبع؛ ولكن عند عدم تجاوب الجهة الحكومية يتم النشر بكتابة التواصل مع الجهة المسؤولة وعدم الرد، وأخذنا وعداً بتولي ذلك والتواصل مع الجهات الحكومية بالتأكيد على التعاون مع الإعلام والرد على ما يُنشر أو ما يتم التساؤل عنه.. وقد طالبنا وأكدنا، وكان ردي أنه لا يمكن حجر الإعلاميين من النشر، وأن ذلك مربوط بالرد الذي قد يتأخر أو تجاهل المسؤول للاستفسار، ومن باب تقدير صحفنا وقرائنا سننشر القضية بكتابة أنه تم التواصل مع المتحدث الرسمي للجهة ولم يتجاوب، والذي وعد بتولي هذا الموضوع، وقد طلبت منه التأكيد على المتحدثين بالرد. وأضاف "ظهران": "كانت دعوتي للاجتماع برسالة على برنامج "وتساب"؛ ولكن مقام الإمارة جدير بتلبية الدعوة وأي شخصية من الإمارة لها تقديرها وإجلالها. وأوضح: "كما تم ترتيب طلب تصريحات أمير المنطقة الصحفية أثناء الاحتفالات الرسمية، وأنه يجب أن تكون في وقت مناسب، وقت انتهاء الفعالية وخروج سموه من مقر الفعالية. بدوره أكد مدير مكتب عكاظ بالباحة الدكتور علي الرباعي، أن ما تبادر لذهنه أن اللقاء سيكون مع أمير المنطقة، وبعد العودة من سفر قصير أبلغني الزميل عبدالله راشد أن الاجتماع سيكون مع مدير الشؤون الإعلامية الزميل خالد ظهران؛ فظننت أنها دعوة عامة لجميع الزملاء وما يدور في اجتماع كهذا سيبلغني؛ إلا أني لم أتمكن من الحضور لعدم مناسبة توقيت الموعد مع ظروفي الخاصة. وحول ما ورد بعد الاجتماع على لسان مشرف الشؤون الإعلامية بالإمارة بأن "من يتجاوز سيحاسب"، أكد الرباعي أن الصحف مؤسسات مستقلة ومرجعيتها وزارة الإعلام، ومن يخالف أنظمة النشر تحاسبه لجنة المطبوعات، وألتمس العذر للزميل "ظهران" فلعله غلبه الحرص وسيطر عليه الحماس فخانه التعبير". أما مشعل السوادي مدير مكتب صحيفة "الرياض" بالباحة فقال: "تغيبي عن الاجتماع لم يكن إلا اعتراضاً على الأسلوب الذي نحاول أن نكون بعيدين عنه بما يخالف عدم الاحترام لمديري المكاتب الصحفية، كانت الدعوة برسالة عبر الواتساب، وقد اعتدنا دائماً أن يكون لقاء الإعلاميين مع رأس الهرم الإداري وليس مديري العلاقات العامة أو مديري الشؤون الإعلامية. وأضاف: "لا أ علم من قاد اللقاء وما هي التوجهات والتوجيهات التي كانت في اللقاء، وهناك جهة وحيدة هي التي تحاسب الإعلاميين وهي وزارة الإعلام (لجنة النظر في المخالفات الصحفية). وقال رئيس تحرير صحيفة "الباحة اليوم" الإلكترونية أحمد راشد: "لم يصلني أي دعوة لا رسمية ولا من خلال برنامج الوتساب، لا أعلم بماذا خرجت الجلسة، ولم يصلني أي توصيات، ولم اطلع على أي بيان، والمناسب في وجهة نظري لمثل هذا الأمر في حال رغبت أي جهة كانت في عقد لقاء مع وسائل الإعلام والإعلاميين لأي هدف كان؛ أن يتم توجيه خطاب رسمي من تلك الجهة، وتحديد المكان والزمان مرفقاً مع الخطاب الهدف من اللقاء وجدول الأعمال المسبق؛ حتى يكون لقاءً مثمراً واضح الأهداف مكتمل الأركان". وأضاف: "بالنسبة لجزئية أخذ الرد من الجهات المعنية قبل نشر أي خبر صحفي؛ فهذا أمر متعارف عليه في الوسط الإعلامي منذ سنوات بموجب الأمر الملكي رقم أ/93 والصادر بتاريخ 25/ 5/ 1432هـ، وأيضاً بموجب قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 209 وتاريخ 29/ 9/ 1434هـ، والجهة المسؤولة والتي تحاسب الصحف ووسائل الإعلام المختلفة والإعلاميين؛ فهي وزارة الإعلام بحسب ما ورد في المادة الثامنة والثلاثين من اللائحة التنفيذية ضمن نظام النشر الإعلامي بمختلف وسائل الإعلام. من جهته قال رئيس تحرير صحيفة "أنباء الباحة" الإلكترونية ومحرر صحيفة "الحياة" فواز المالحي: لم توجه دعوة رسمية -دعوات الواتساب الجماعية هذه غير الموجهة؛ ليست دليل اهتمام بحضور مديري المواقع، ولا هدف واضح للاجتماع"؛ مضيفاً: "من يتجاوز سيحاسب، أحترم هذه العبارة الجادة؛ ولكن كيف يتم رصد التجاوز، هل من خلال استقبال الشكاوى الصحيحة أم الكيدية؟! ما هو معيار الأداء والقياس المنشود حتى لا يتم التجاوز ولا يقع الحساب ولا نضيع الوقت خلف التشاكي والتبرير". وأوضح أن "المحاسب للإعلاميين نظاماً، هو وزارة الإعلام؛ أما ما يمارس من سلطوية وتحكم بالإعلام ووسائله والتدخل في التوجه الخبري والتقرير من قِبَل لجان الإعلام في الإمارة؛ فهو التضليل بعينه، مَن يجب أن يحاسب هو المسؤول المتراخي؛ ولكن كالعادة هناك من يحول الخطاب ضد الآخرين ويعيش أزهرية عالية بظنه أن تعريته ومحاسبته ليست سهلة وبسيطة على أصغر فرد يثور ضد هذا السلوك التخويفي.
مشاركة :