تواصل إيران سياسة الهروب إلى الأمام مع تردي الأوضاع الاقتصادية وتغلغل الفساد في مؤسسات الدولة، حيث قضت محاكم (ثورية) خاصة تأسست في إطار مسعى لمحاربة الجرائم المالية، بإعدام ثلاثة أشخاص، في خطوة تنبئ بتشدد السلطات أكثر، في ظل عودة العقوبات الأميركية على طهران وحالة استياء عام من الانتهازية والفساد. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين محسني اجئي، في تصريحات صحافية، ان المحاكم الخاصة التي تم تشكيلها في طهران لمحاكمة المفسدين الاقتصاديين ادانت 35 شخصا من ضمنهم 3 حكم عليهم بالاعدام في المحكمة الابتدائية لادانتهم بتهمة «الافساد في الارض»، مضيفاً انه يتعين مصادقة المحكمة العليا على الأحكام لتنفذ. وأشار إلى أن أحكاما بالسجن لما يصل إلى 20 عاما صدرت بحق 32 متهما آخرين. وتأسست المحاكم الثورية الإسلامية الخاصة في أغسطس الماضي لمقاضاة المشتبه بهم بسرعة بعدما دعا المرشد الأعلى علي خامنئي إلى إجراءات قانونية «سريعة وعادلة» لمواجهة «حرب اقتصادية» يشنها أعداء من الخارج. إلى ذلك، عقد مجلس الشورى الإيراني، اجتماعا مغلقا لأربع ساعات للبحث في المشاكل الاقتصادية من بينها تذبذب العملة الصعبة وسبل السيطرة عليها. وبعد تهديد طهران مرارا بإغلاق أهم شريان مياه استراتيجي (مضيق هرمز) بسبب سياسة العقوبات الأميركية، بث التلفزيون الإيراني، مشاهد مصورة لمواجهة وقعت أخيرا في مضيق هرمز بالخليج العربي بين قوات البحرية التابعة للحرس الثوري وحاملة الطائرات الأميركية «يو اس اس تيودور روزفلت»، في تحد جديد يأتي ربما في إطار سعي القيادة الإيرانية، الى الحفاظ على رأسمالها السياسي ومنع أي إجراء دولي جديد ضدها، من خلال رفع وتيرة المواجهة مع الولايات المتحدة. وظهرت في التسجيل زوارق سريعة لـ «الحرس» تقترب من حاملة الطائرات الأميركية، لمسافة قريبة جدا، حيث كاد الأمر يصل إلى احتكاك مباشر بين الجانبين، ثم حذر البحارة الإيرانيون الأميركيين، عبر مكبرات الصوت، بوجوب الابتعاد عن قواربهم، وينصحونهم بـ «الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة في أي شكل». الخروج من الاتفاق على صعيد متصل، هددت إيران بالخروج من الاتفاق النووي في حال عدم فاعلية الآلية الخاصة التي طرحها الأوروبيون للحفاظ على الاتفاق. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريح لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، «إذا كانت الآلية الخاصة التي أنشأها الأوروبيون غير فاعلة، ربما تنسحب إيران من هذا الاتفاق». وردا على سؤال ان كان هذا الاجراء من جانب ايران سيفتح الطريق امام اميركا للمبادرة الى عمل عسكري ضدها، أعرب ظريف عن اعتقاده بانه لو كانت الولايات المتحدة تتصور بانه يمكنها تحقيق النجاح في مثل هذا الهجوم لكانت بادرت اليه. وأشار إلى أن إيران تعتزم الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة عليها عبر بيع نفطها والتعامل في تجارتها الدولية بالعملات الأخرى غير الدولار، قائلاً «الآلية الحالية ستكون لتجنب الدولارات»، مضيفاً أن دولاً لم يسمها بدأت التوصل لاتفاقات حول استخدام عملاتها المحلية في التبادل التجاري. من جهة أخرى، شدد اللواء يحيى رحيم صفوي كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة الايرانية، في تصريحات صحافية، على ضرورة اعتماد دبلوماسية «النظرة الى الشرق»، موضحاً أن القوى الكبرى في القرن الـ21 ستتمثل في شرق العالم وهي: روسيا والصين والهند، وأن علينا أن نطور علاقاتنا مع هذه الدول. ورأى أن قوة أميركا الاقتصادية والسياسية والعسكرية آلت الى الأفول، والتفرد الاميركي سيواجه الفشل في مختلف الاصعدة، وسيتحرك العالم في القرن الـ21 نحو التعددية القطبية. (ا ف ب، رويترز، فارس)
مشاركة :