أكد الخبير الإستراتيجي العراقي معن الجبوري أن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز منذ تبوئه ولاية العهد في المملكة العربية السعودية والحراك السياسي والعسكري في المنطقة لم ولن يهدأ؛ لما يتمتع به من رؤية إستراتيجية وطموح وديناميكية استطاع من خلالها أن ينفض غبار الماضي وما ترسب من شوائب وإخفاقات سابقة غيرت معالم الخريطة الجيوسياسية والجيوعسكرية في الشرق الأوسط والمنطقة، واستطاع أن يقفز بصهوة جواده إلى العالم الرحب ويتفاعل بهمم وعزم الرجال الكبار، ويوجد تحالفات إستراتيجية أعطت الثقة للعمق العربي المتصدع، ويخلق نواة لوبي عربي عالمي يترك بصمته على مجريات الأحداث المحلية والدولية. فضلا عن ما حققه من انعطافة تاريخية في معادلة التغول الإيراني الواسع والسريع والتمدد المذهبي والطائفي، بل وأخذ زمام المبادرة في تقليم مخالب ذلك النظام وتحجيم دوره في اليمن وسورية، وقبلها في البحرين، ثم استطاع أن يخلق رأيا عاما محليا وإقليميا ودوليا مناهضا لإيران وسياساتها السلبية وتدخلاتها.وأضاف: زيارته للكويت تأتي في إطار توحيد الصف الخليجي أولا، والعربي ثانيا، أمام كل الاحتمالات الواردة والمفتوحة التي قد تشهدها المنطقة بما فيها احتمال العمليات العسكرية التي قد تنشب جراء الصراعات الكبيرة الحاصلة بين أمريكا وإيران وانعكاساتها على المنطقة، ودليل ذلك ما حدث من حرق القنصلية الإيرانية في البصرة، حيث وجهت إيران الاتهام لأمريكا، وكذلك القصف الصاروخي للقنصلية الأمريكية في البصرة، ثم أخليت لأسباب أمنية، وإعلان أمريكا إبلاغ إيران مسؤوليتها عن ذلك، وسبق أن هددت إيران بضرب المصالح الأمريكية أينما وجدت.وخلص الجبوري إلى القول: «كل هذا يجب أن لا يترك مجالا للصدف أو الأقدار، إنما يجب أن تحسب الأمور بدقة متناهية، كما أن الكويت هي الأخرى معنية بالشيء ذاته، ولها ثقلها السياسي والعسكري والاقتصادي في المنطقة، وحتما يحمل الأمير محمد بن سلمان في حقيبته خريطة طريق وبرنامجا حافلا لكل الاحتمالات الواردة في المنطقة حاضرا ومستقبلا. والأيام القادمة حبلى بالتطورات والمتغيرات، ورجل المرحلة يتحرك في كل الاتجاهات بخطى واثقة، ورؤية صائبة».
مشاركة :