دعت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إلى الوحدة ورص صفوف المحافظين خلفها الأحد في المؤتمر السنوي للحزب الذي يعقد في برمنغهام وسط إنجلترا، في حين قاطع خصمها بوريس جونسون افتتاح المؤتمر بشنّ هجوم جديد على خطة الحكومة بشأن بريكست.وانتهز وزير الخارجية السابق جونسون ومنافس ماي المحتمل مقابلة للتنديد بخطتها لعلاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد الأوروبي واعتبرها "غير معقولة".وجونسون بين عدد من المتشككين في الاتحاد الأوروبي في صفوف حزب المحافظين الذين سيغتنمون المؤتمر السنوي لعرض وجهة نظرهم لإقامة علاقات اقتصادية أقل مع التكتل الأوروبي.وانضم عدد من نواب البرلمان الى زعيم حزب الاستقلال وأحد قادة حملة بريكست نايجل فاراج في مسيرة في برمنغهام الأحد مطالبين ماي بـ"الغاء" خطتها.وتواجه ماي ضغوطا إثر رفض قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي خطتها المتعلقة بعلاقات اقتصادية مستقبلية وطالبوا بإعداد اقتراح بديل يطرح في قمة أوروبية في منتصف أكتوبر المقبل.كما نظّم مئات من المحافظين المؤيدين للاتحاد الأوروبي مسيرة مطالبين تنظيم استفتاء جديد على خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي.وجددت رئيسة الحكومة استبعاد تنظيم تصويت جديد بشأن بريكست وردت بأن خطتها هي المقترح الوحيد المعروض الذي يتيح مبادلات تجارية بسلاسة والإبقاء على الحدود مفتوحة مع أيرلندا، ومثل هذا الأمر نقطة خلاف اساسية في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.وشددت الأحد عبر بي بي سي على "أني أؤمن ببريكست" مضيفة "ان ما نقترحه يخدم المصلحة الوطنية. وأنا أدعو الحزب الى رص الصفوف للحصول على أفضل اتفاق (ممكن) للمملكة المتحدة".وأبدى محللون اعتقادهم بأن على ماي تقديم تنازلات للاتحاد الأوروبي لضمان التوصل لاتفاق قبل بريكست في أواخر مارس المقبل، إلا أنه من غير المتوقع أن يتم الإعلان عن شيء خلال مؤتمر الحزب.بدوره، حذّر وزير الخارجية جيريمي هانت قادة الاتحاد الأوروبي من تحويل التكتل الى سجن قائلا "لن نكون السجين الوحيد الذي يريد الهرب".كما حذر الزملاء في الحزب من أن حربهم الداخلية تهدد بتقويض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو تسليم السلطة إلى المعارض جيريمي كوربن.وقال "لا تنسوا أبدا أن الانقسام والفرقة لن يعطينا بريكست أفضل بل البريكست الخطأ أو كوربن بريكست أو ربما لا بريكست على الإطلاق".لكن من غير المتوقع أن تكشف ماي التي تختتم المؤتمر الأربعاء كيف ستعيد النظر في خطتها كما طلبت المفوضية الأوروبية، مع اقتراب القمة الأوروبية التي ستعقد في 18 و19 أكتوبر.ورأى الخبير السياسي سايمن هاشروود، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساري، أنها "إذا قدمت تنازلات الآن فستبدو ضعيفة وتحت ضغوط الاتحاد الأوروبي".لا تملك ماي سوى غالبية ضئيلة في البرلمان وباتت بالتالي تحت رحمة نوابها.وكان جونسون دعا في مقال نشرته صحيفة "التلغراف" الى التخلي عن خطة ماي، و"الا فاننا معرضون لخسارة السلطة".وينتقد جونسون خطة ماي التي تنص على علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي من خلال الإبقاء على القواعد التجارية المشتركة. وسيلقي خطابا مرتقبا الثلاثاء.وقال جونسون "بخلاف رئيسة الحكومة، لقد قمت بحملة من اجل بريكست، وما يجري الآن للأسف ليس ما وعد به الناس عام 2016" بعد فوز "نعم" في استفتاء على الخروج من الاتحاد الاوروبي.بسبب هذه الخلافات، يرى روبن بيتيت الأستاذ في جامعة كينغستن في لندن أن المؤتمر سيشهد صراعا على النفوذ بين كبار شخصيات الحزب.وقال "حاليا لا أحد يريد الحلول مكان تيريزا ماي حتى لا يضطر الى التعامل مع بريكست". وأضاف "لكن سيكون هناك الكثير من المؤامرات، وسيحاول كل واحد أن يضع نفسه في موقع القائد المقبل".وقبل انطلاق المؤتمر شهد الحزب خللا أمنيا في تطبيقه على الجوال حيث كشفت مؤقتا السبت المعطيات الشخصية لوزراء ونواب بينها رقم هاتف جوال جونسون.وإزاء حجم الانقسامات والتهديد الذي يطرحه حزب العمال الذي ينتقد "ثماني سنوات من التقشف المدمر" في حكم المحافظين، يدعو بعض النواب إلى صحوة. ويدعون الحزب إلى التركيز على قضايا الصحة والتعليم لمواجهة حزب العمال.وتسعى ماي أيضا الى إعادة تركيز النقاش على قضايا السياسة الداخلية. وأعلنت الأحد نيتها زيادة الرسوم على المنازل التي يشتريها الأجانب من غير المقيمين الذين يرفعون الأسعار برأيها. والهدف مساعدة من لا مأوى لهم.وفي المؤتمر السنوي لحزب العمال في ليفربول الأربعاء، قدّم كوربن نفسه بصفته الرجل المناسب لقيادة البلاد خلال مفاوضات بريكست المحفوفة بالمخاطر.ولا يزال المحافظون يتقدمون على العمال في استطلاعات الرأي بفارق بسيط، لكن عددا من كبار قادة الحزب حّروا من أن الحزب الحاكم يحتاج إلى أفكار جديدة للمحافظة على تقدمه.
مشاركة :