جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة سجل معرفي يثري الفكر الإنساني

  • 10/2/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يتسع الفضاء المعرفي كلما اتسعت نوافذ الترجمة، هكذا يمكن أن يحلق المعنى بعيدا حين يقترب من وصف جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للترجمة، التي أسهمت خلال السنوات القليلة الماضية في توسيع الدائرة المعرفية العالمية، وأثرت الفكر الدولي وقربت ما بين الحضارات عبر إتاحة المجال للباحثين والعلماء والمترجمين من مختلف أنحاء العالم في الإسهام في هذه المدونة والسجل المعرفي الكبير من خلال ترجمة فلذات الإبداع الإنساني في المجالات اللغوية والأدبية والثقافية والعلمية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، ومن اللغات العالمية إلى اللغة العربية. هي جائزة تعمل دائما على تحويل الفكر الإنساني إلى رسالة توصيلية عالمية، فيما تعمل على تعميق الوعي الإنساني وتزويده بكل المثل والقيم العلمية والإبداعية الجديدة. وتأكيدًا على عالميتها وتحولها في غضون سنوات تسع إلى واحدة من أكبر الجوائز العالمية في مجال الترجمة واحتفاء باليوم العالمي للترجمة الذي يقام في الثلاثين من سبتمبر من كل عام، نقدم هذا التقرير حول الجائزة وفعالياتها المتميزة . تعزيز التواصل الحضاري: تم إنشاء الجائزة في أكتوبر/تشرين الأول 2006 ومقرها مكتبة الملك عبد العزيز العامة بـالرياض، وهي جائزة تقديرية تمنح سنويا للأعمال المترجمة من اللغة العربية وإليها ، وتعمل الجائزة على تحقيق أهدافها النبيلة في تعزيز التواصل بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى، وإثراء المكتبة العربية باحتياجاتها من مصادر المعرفة التي تدعم خطط وبرامج التنمية والتعريف بالنتاج الثقافي والإبداعي والعلمي العربي على المستوى العالمي. وهي تأتي ضمن مسار التواصل الحضاري الذي تقدمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض والدار البيضاء بالمغرب وبكين بجمهورية الصين الشعبية، بهدف التواصل المعرفي بين الأمم والثقافات، وإقامة جسور ثقافية بين مختلف الحضارات عبر ترجمة العلوم والآداب والمعارف المختلفة من اللغات الأجنبية إلى العربية، ومن العربية إلى لغات العالم الحية. أفق عالمي: تعزيزاً لعالمية الجائزة فقد تم اعتماد إقامة حفل توزيع جوائزها في عدة عواصم عالمية في كل دورة . وتعتبر جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة ، من الجوائز العالمية الحديثة المتجددة التي حققت طموحات عالمية في خلال 12 عاما حيث بدأت الدورة الأولى منذ إعلان الترشيح للجائزة في العام 1427 هـ، ووصل عدد الأعمال المقدمة 186 عملا من 30 دولة عربية وأجنبية، في استهلالية تؤكد أن المبادئ والأهداف التي انطلقت منها الجائزة، تسمو بالبشرية والتلاقي المعرفي وبما يثري الحراك والتبادل المعرفي العالمي. أما في الدورة الثانية فإنه كان لنتائج الدورة الأولى وما اتسمت به من نزاهة وحيادية وموضوعية، دور كبير في تزايد حجم الثقة في مصداقية الجائزة ونبل أهدافها لتيسير حجم الإقبال الكبير على الاشتراك فيها والتنافس عليها في جميع الدورات التي تلت الدورة الأولى، حيث بلغ عدد الأعمال التي تقدمت للمنافسة على الجائزة في دورتها الثانية عام 1429هـ 127 عملا تمثل 25 دولة. وواصلت الجائزة مسيرة النجاح خلال الدورة الثالثة التي تنافس على الفوز بها 118 عملا تمثل 23 دولة عربية وأجنبية وأقيم حفل تكريم الفائزين بالجائزة بمقر منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس بحضور رموز الفكر والثقافة من جميع أنحاء العالم. وفي الدورة الرابعة تنافس ما يزيد عن 96 عملاً تمثل أكثر من 20 دولة، حيث رسخت الجائزة في هذه الدورة أن هذا المشروع الثقافي والعلمي والمعرفي الرائد أصبح علامة مضيئة ودرة فريدة في عقد المشروعات الثقافية والعلمية العالمية الهادفة للتقارب الإنساني، وذلك من خلال أكثر من 96 عملاً تمثل 20 دولة تم ترشيحها للجائزة، التي تم تسليمها للفائزين في احتفال استضافته بكين تأكيدا لتأييدها هذا المشروع الثقافي والعلمي العالمي وسعيا للتعريف به في جمهورية الصين الشعبية والإفادة من تفعيل الترجمة العربية – الصينية في الاتجاهين. وفي الدورة الخامسة، استمر تكريم الجائزة لأصحاب العطاء المتميز في ميدان الترجمة من وإلى اللغة العربية، حيث تنافس عليها 162 عملا تمثل 25 دولة بما يزيد عن 15 لغة، وشهد الحفل عمدة برلين، ونخبة من المفكرين والمبدعين الألمان الذين أشادوا بانفتاح الجائزة على كل اللغات. أما الدورة السادسة، تكرر مشهد نجاح الجائزة في دورتها السادسة لعام 2013م خلال الحفل الذي أقيم بمدينة ساوباولو بالبرازيل ليصل عدد الأعمال التي تم ترشيحها للتنافس على الجائزة إلى 166 عملا تمثل أكثر من 30 دولة . ثم الدورة السابعة والتي أقيمت في جنيف ، حيث تنافس عليها 145 عملاً تمثل 18 دولة و 13 لغة وجميع ذلك تجسيداً للرؤية التي قامت عليها باعتبار الترجمة وسيلة لتأصيل ثقافة الحوار وترسيخ مبادئ التفاهم والعيش المشترك، ورافد لفهم التجارب الإنسانية والإفادة منها، تحقيقا لأهدافها في التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم، وسعيا لتحقيق التقريب بين الأمم والشعوب، وإرساء دعائم التعاون والبحث عن نقاط الالتقاء بين الحضارات الإنسانية. أما الدورة الثامنة التي أقيمت في مدينة طليلطة الإسبانية، وهي إحدى مدن التقاء الثقافات التي ازدهرت بالأندلس قبل أكثر من خمسة قرون فإن عدد الأعمال التي تقدمت للجائزة في دورتها الثامنة بلغ (118) عملاً مترجماً من (24) دولة و(10) لغة، ليصل إجمالي عدد الأعمال التي تم ترشيحها منذ انطلاق الجائزة لما يزيد عن 1132 عملاً بأكثر من 39 لغة في كافة مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية والصحية، وهذا يؤكد نجاح الجائزة في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها في جميع فروع المعرفة العلمية والثقافية، ويرسخ عالميتها ومكانتها الرفيعة في صدارة الجوائز الدولية المعنية بالترجمة، حيث تمثل الأعمال الفائزة بالجائزة إضافة كبيرة للمكتبة العربية والمكتبات العالمية لما فيه خير الإنسانية وتقدمها وتعميق أواصر التعاون بين أبنائها. وتطمح الجائزة أن يشجع هذا النجاح الذي تحقق لها منذ انطلاق دورتها الأولى في تعاون كافة الدول العربية في تبني مشروع متكامل لترجمة الأعمال المميزة في الثقافة العربية إلى اللغات العالمية، وكذلك ترجمة أهم الإصدارات الحديثة في العلوم الطبيعية إلى اللغة العربية، وإنشاء مرصد للترجمة من اللغة العربية وإليها لرصد وقياس كافة الأعمال في مجال الترجمة وإيجاد حلول لما قد يعترض حركة الترجمة من معوقات.

مشاركة :