يرى تيم بيرنرز لي مخترع الويب أن شبكة الإنترنت الحالية خذلت البشرية بدلا من أن تخدمها، كما كان مفتَرَضا أن تفعل، وفشلت في أماكن عديدة، بسبب هيمنة شركات التكنولوجيا العملاقة على بيانات المستخدمين، ما دفعه لتطوير منصة بديلة يمتلك المستخدم فيها زمام المبادرة في إدارة بياناته الشخصية. لندن- وجه تيم بيرنرز لي مخترع الويب انتقادات عديدة للطريقة التي تعمل بها شبكة الإنترنت، وعبر عن استيائه لرؤية اختراعه يتعرض للتشويه، واستباحة البيانات الشخصية من قبل شركات التكنولوجيا العملاقة، لذلك يعمل على بناء شبكة إنترنت المستقبل، تتيح للمستخدم التحكم ببياناته الشخصية. وبحسب ما ذكرت البوابة العربية للأخبار التقنية، يعمل بيرنرز لي على تأسيس شركة ناشئة تتمثل مهمتها الأساسية في مساعدة الناس على التحكم في بياناتهم، حيث توفر هذه الشركة منصة مفتوحة المصدر تسمى “سوليد”، تتيح للمستخدم تحديد كيفية تخزين بياناته، بما في ذلك جهات الاتصال والصور ومكتبة الموسيقى وأحداث التقويم وبيانات اللياقة البدنية والنشاط الصحي والتحكم في الوصول إلى تلك البيانات. وتكمن مشكلة التعامل مع شبكة الإنترنت الحالية، رغم سهولة استخدامه، في قيام شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون وفيسبوك وغوغل وغيرها من الشركات الأخرى بالاحتفاظ بالبيانات والمعلومات الشخصية التي يقوم المستخدم بمشاركتها أثناء استخدامه للشبكة العنكبوتية، مما يعني أنه لا يتحكم في كيفية استخدام الشركات لتلك البيانات. وقال تيم بيرنرز لي الذي اخترع الإنترنت في أواخر الثمانينات “لطالما اعتقدت أن الويب مخصص للجميع، ولهذا السبب نقاتل أنا وآخرون بشراسة لحمايته، ولقد أحدثت التغييرات التي نجحنا في جلبها عالما أفضل وأكثر اتصالا، ولكن على الرغم من كل النتائج الجيدة التي حققناها، فقد تطورت الشبكة لتصبح محركا للظلم والانقسام وتستخدم من قبل القوى القوية وفقا لأجنداتها الخاصة”. وأضاف “أعتقد أننا وصلنا اليوم إلى نقطة تحول حاسمة، وأن التغيير نحو الأفضل ممكن وضروري، وتهدف منصة سوليد إلى تغيير النموذج الحالي، حيث يتعين على المستخدمين توفير البيانات الشخصية إلى عمالقة رقميين مقابل القيمة الملموسة، وكما اكتشفنا جميعا، فإن هذا لم يكن في مصلحتنا، وقد طورنا منصة من أجل استعادة التوازن، وذلك من خلال منح كل واحد منا السيطرة الكاملة على البيانات الشخصية أو غير ذلك بطريقة ثورية”. وكان بيرنرز لي قد أشار في مقابلة سابقة مع مجلة فانتي فير، إلى فضائح الإنترنت الأخيرة، مثل فضيحة شركة كامبردج أنالاتيكا، التي جمعت معلومات عن 87 مليون شخص من مستخدمي فيسبوك، وتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، قائلا إنه “سُحق” بهذا المآل الذي انتهى إليه اختراعه. وأعلن “إننا أثبتنا أن الشبكة خذلت البشرية بدلا من أن تخدمها، كما كان مفتَرَضا أن تفعل، وفشلت في أماكن عديدة”. ورأى أن تمركز الشبكة المتزايد هو المشكلة الرئيسية، وبالتحديد احتكار شركات تكنولوجية عملاقة، مثل فيسبوك وغوغل للشبكة. وقال إن هذه المركزية “أسفرت، من دون قصد من الذين صمموا المنصة، عن ظاهرة ناشئة واسعة النطاق، معادية للإنسانية”. وتعتبر منصة سوليد عبارة عن مجموعة من المواصفات القياسية، والتي تعتمد على التكنولوجيا الأساسية لشبكة الإنترنت العالمية، وهي متوافقة مع شبكة الإنترنت الحالية بنسبة 100 بالمئة، حيث توفر المواصفات المعتمدة ميزات إضافية للنظام القائم، ولكن عند استخدامها من خلال التركيبة الجديدة، فإنها تتيح إمكانيات جديدة ومثيرة لمواقع الويب والتطبيقات. وفقا لمخترع الويب، شبكة الإنترنت تطورت لتصبح محركا للظلم والانقسام وتستخدم من قبل القوى القوية لأجنداتها الخاصة وفقا لمخترع الويب، شبكة الإنترنت تطورت لتصبح محركا للظلم والانقسام وتستخدم من قبل القوى القوية لأجنداتها الخاصة ويتم تخزين البيانات الخاصة بالمستخدم في مخزن البيانات الشخصية عبر الإنترنت، وهو في الأساس نقطة آمنة على خادم مستضاف أو خادم يقوم بإدارته بنفسه، ويحصل على هوية مرتبطة بهذا المخزن، وبمجرد فرز وترتيب هذه البيانات فإنه بإمكان المستخدم الاشتراك لاستخدام التطبيقات في النظام الإيكولوجي لمنصة سوليد، والذي هو قيد التطوير حاليا. ويفترض أن تتضمن المنصة عددا من الخدمات المتوفرة في الوقت الحالي عبر شبكة الإنترنت مثل شبكة اجتماعية وصندوق بريد إلكتروني وخدمة بث موسيقى، ولكن هذه التطبيقات لا تتمكن من الاتصال بمخزن البيانات الشخصية عبر الإنترنت وقراءة البيانات أو كتابتها إليه إلا في حالة منحها حق الوصول، وبعبارة أخرى، المستخدم هو المسؤول عن التحكم ببياناته ضمن المخزن الخاص به، ولا توجد بيانات على خوادم تلك الشركات. ويتلخص خطر قيام الشركات بتخزين بياناتك على خوادمها في أنها قادرة على تقرير ما يجب فعله بها، حيث يمكنها إنشاء ملفات تعريف تفصيلية للمستخدمين تسمح للمعلنين باستهداف مجموعات محددة من الأشخاص أو معالجة تلك البيانات للحصول على إحصاءات وبيعها إلى أطراف ثالثة، مما يشكل مصدر دخل إضافي لمقدمي الخدمات الذين قمت بالتسجيل معهم، وتحولك إلى هدف للشركات والمؤسسات التي تريد بيعك منتجاتها وأفكارها. ويعمل بيرنرز لي أيضا على تطوير طريقة لإنشاء نسخة لا مركزية من أليكسا، مساعد أمازون الرقمي، ويطلق على هذه النسخة اسم تشارلي، ولكن على عكس أليكسا، فإن مستخدمي تشارلي يمتلكون جميع بياناتهم، وهذا يعني أنه يمكن أن يثقوا في تشارلي لمشاركة سجلاتهم الصحية أو سجلاتهم المالية. ويأمل مخترع الويب في أن يتمكن من تقليص وتحويل قدرات الويب من أيدي الشركات إلى أيدي المستخدمين من خلال هذه الأفكار، ويعتقد أن منصة سوليد تمثل حاليا إطار عمل، لكنها ستمنح مستقبلا الأفراد والمطورين والشركات طرقا جديدة تماما لتصميم وبناء وإيجاد تطبيقات وخدمات مبتكرة وموثوقة ومفيدة، وذلك بدلا من الطريقة الحالية التي تعتمد بشكل كبير على الأشخاص الذين يقدمون بياناتهم الشخصية للشركات. والسير بيرنرز لي، يعمل أستاذا في علوم الحاسب بجامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة، وفاز بجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، في دورتها الأولى عام 2014، مناصفة مع مؤسس ويكيبيديا جيمي ويلز، وذلك تقديرا لجهودهما المتميزة في بناء أكبر منصات بالعالم لنشر ونقل المعرفة.
مشاركة :