تساؤلات وتوصيات عن إصابات كرة القدم

  • 10/2/2018
  • 00:00
  • 204
  • 0
  • 0
news-picture

كرة القدم تعتبر الرياضة الأولى في العالم إذ تدل إحصائيات الفيفا عن وجود 265 مليون لاعب حول العالم و 5 مليون إداري ولجنة تحكيم وبذلك يصبح 4% من سكان العالم ذو علاقة برياضة كرة القدم. وتعتمد هذه الرياضة على الجري السريع والتوقف المفاجئ والاصطدام إما بأرض الملعب أو بلاعبين آخرين مما يجعل إصابات القدم شائعة جداً فمنها الطفيفة أثناء اللعب مثل الكدمات ومنها الحوادث الكبيرة مثل الكسور أو تمزق أربطة الكاحل أما الإصابات الأكثر تأثيراً على اللاعبين وعلى مدى قدرتهم على اللعب فهي الإصابات المزمنة مثل التهاب او تمزق وتر العرقوب أو خشونة الفاصل. تدل الإحصائيات أن إصابات رياضة كرة القدم عالية جداً إذ تفوق الإصابات أثناء لعب كرة الطائرة والسلة واليد حتى لعب رياضة الرغبي الشهيرة في استراليا والمعروفة بخشونة وعنف اللاعبين. إن الكم الأكبر (74%) من إصابات لعب كرة القدم تحصل جرّاء التصادم بين اللاعبين والأكثر شيوعا هي حوادث مفصل الكاحل (77%) والتي عادةً تحصل أثناء الجري أو المراوغة أو محاولة اللاعب التصدي لهجوم الفريق المقابل مما يجعل اتجاه التصادم من الناحية الجانبية للقدم والكاحل الذي يرتكز به اللاعب على الأرض أثناء التصادم. أما الإصابات الحادة فأكثرها شيوعاً هي كسور عظام مشط القدم خصوصاً عندما يقوم أحد اللاعبين بدهس قدم الآخر أثناء اللعب مما يؤدي إلى ألم شديد وعدم مقدرة اللاعب على متابعة المباراة والحاجة الفورية لنقله إلى المستشفى. وكم من اللاعبين الذين يعانون من الأظافر السوداء الناتجة عن نزيف دم أسفل الظفر بسبب كدمة أو بسبب الحذاء إذا كان غير مناسب لقدم اللاعب وقد يسبب أرتداء نفس هذا الحذاء إلى نفطات أو فقاقيع بالجلد بعضها مؤلم وعادةً تكون مؤقتة وتلتئم تلقائياً. وقد أنهت إصابات كرة القدم الحياة الكثير من اللاعبين المهنية ومن أشهرهم في العالم دين أشتون من نادي ويست هام يونايتد البريطاني والذي أصيب بكسور في مفصل الكاحل أثناء التدريب مما أدى في نهاية المطاف إلى توقفه عن اللعب. أما إدواردو داسيلفا من نادي أرسينال فقد تعرض أيضاً لكسر بالكاحل والساق عام 2008 أثناء مباراة ضد بيرمنجهام مما أوقفه عن اللعب لمدة سنة كاملة. وقد يتذكر البعض اللاعب الهولندي جاكوب أولسن الذي خلع قدمه من مكانها كلياً أثناء اللعب عام 2006 وجبريل سيسي الذي خلع ساقه أيضاً في نفس العام أمام الملايين من المشاهدين. أما الفائز بلقب أكثر الإصابات فهو اللاعب أبو دياب أثناء فترة لعبه مع فريق أرسينال إذ بلغت إصاباته أربعين إصابة مما أدى إلى توقفه عن اللعب أو التدريب 2156 يوم حقى نهاية عقده. وعلى المستوى المحلي فقد تعرض لاعب المنتخب السعودي وفريق الاتحاد فهد المولد لإصابة بالكاحل أخرجته من المواجهة في مباراته أمام نادي الفيصلية وأصيب اللاعب أحمد عسيري من نادي الاتحاد أيضاً بكسور في مشط القدم تطلبت إجراء تدخل جراحي وذلك أثناء مباراة فريقه مع الجزيرة الإماراتي العام الماضي. ولم يسلم نادي الأهلي فقد نقل على عواجي إلى أحد المستشفيات الخاصة في جدة بعد دخوله مباراة ناديه مع الاتحاد بدقيقتين في شهر فبراير من هذا العام إثر عدة إصابات خطيرة منها كسور بالقدم. وفي خطوة جريئة من نادي الأهلي في عام 2016 والذي كثرت فيه إصابات اللاعبين فقد أصدرت الإدارة بيان رسمي لإصابة كل لاعب, منهم فهد حمد بإلتواء مفصل الكاحل و كلا من حسين قهوجي و فتفاتزيدس كلاهما بإصابات وتمزق عضلي. ولم يسلم لاعبي نادي النصر من الكم الكبير من الإصابات بالقدم والكاحل بل طالت إصاباتهم الرأس والجمجمة مثل ما حصل للاعب برونو أوفيتي وعبد الله الأسطاء شافاهم الله. ومن المذهل أن حصيلة إصابات لاعبي الهلال معظمها في عضلات الفخذ والساق مثل عبد الله الزوري وياسر القحطاني ونيكولاس ميليسي الذي اضطر إلى الانسحاب من مباراته أمام التعاون في الدور الثاني من الدوري السعودي الماضي وللأسف فقد أنهت نفس الإصابة لعب الموسم كاملاً لياسرالشهراني. لا نستطيع الحديث عن إصابات لاعبي كرة القدم دون استعراض تلك التي حدثت في مباريات كأس العالم 2018 فكان له محصول كبير من الإصابات بشكل عام إذ امتازت المباريات بالحماس والعنف الشديد. من المباريات الأكثر عنفا وإصابات كانت مباراة البرازيل وسويسرا التي حصدت إصابتي كاحل الأولى للاعب نيمار الذي ترك الملعب عرجا والثانية للاعب دانيلو الذي أضطر للتوقف عن اللعب بعد هذه المباراة ولم يتمكن من مساندة فريقه الوطني الذي يعد من الأكثر حصدا للإصابات. أما لاعب منتخب كولومبيا الوطني جيمس رودريجيز, الفائز بجائزة الحذاء الذهبي لعام 2014 والذي يعاني من إصابة قديمة بالكاحل أدت إلى سحبه من مباراة بلده بعد ثلاثون دقيقة أمام منتخب السينغال والتي تعد من أعنف الفرق والأكثر حصدا للمخالفات. نشرت المجلة البريطانية للطب الرياضي دراسة عن إصابات اللاعبين أثناء مباريات كأس العالم لكرة القدم (Junge A, Dvořák J Football injuries during the 2014 FIFA World Cup Br J Sports Med 2015;49:599-602) منذ عام 1989 حتى عام 2014 والتي نتجت عنها انخفاض في نسبة الإصابات حتى 37% خلال هذه اللقاءات مما قد يكون نتيجة مباشرة للبرامج التعليمية والتثقيفية التي تقوم بها الفيفا لهذا الغرض. يبقى التساؤل هنا عن تكرار نفس الإصابات لدى لاعبي الفرق الرياضية المحلية وأسبابها؟ فهل السبب هو الخطة التدريبية نفسها أو وجود عقبات أو أخطاء من المدربين, أم العقبة في الطاقم الطبي المصاحب للاعبين وعدم تعرفهم المبكر عن أسباب هذه الإصابات؟ مثل وجود إصابات قديمة لم تعالج بشكل كامل, او وجود انحرافات خلقية او ميكانيكية لدى اللاعب لم تشخص ولم يتم التعامل معها بشكل جيد مثل التأهيل المتخصص او إجراء تعديلات على الأحذية واستخدام المقومات الطبية. في الغالب السبب هو مزيج ما بين الخطة التدريبية وعدم التواصل والدمج بينها و بين الخطة التأهيلية والعلاجية للاعبين. اقترح على الأندية ضرورة تواجد الطاقم الطبي وأخذ مداخلاته عند وضع خطة التدريب العامة لجميع اللاعبين وأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية والجسدية لكل لاعب على حده مع تعديل التدريبات عند الحاجة وأخذ كل سبل الوقاية للتقليل من هذه الإصابات والتي أولاً وأخيراً تكون عواقبها سلبية على النادي ونتائجها في المباريات.

مشاركة :