200 متطوع من "تكاتف" نجوم "العين للكتاب"

  • 10/2/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، تختتم، اليوم، فعاليات الدورة العاشرة من معرض العين للكتاب، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي من 23 سبتمبر الماضي، في مركز العين للمؤتمرات. وأشادت الدائرة بدور متطوعي جامعة الإمارات، وبرنامج «تكاتف» التابع لمؤسسة الإمارات، المؤسسة الوطنية الرائدة في مجال رفع كفاءات الشباب وترسيخ المسؤولية المجتمعية بين القطاعين العام والخاص، في تنظيم المعرض ومساهماتهم الفاعلة في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية. وتم تشكيل فرق متعددة من المتطوعين الذين بلغ عددهم 200 متطوع ومتطوعة، وللتعامل مع الشرائح والفئات المجتمعية والعمرية من زوار المعرض. وحرص المتطوعون على تقديم أرقى الخدمات التطوعية لجمهور المعرض، ومنها تقديم ورش عمل إبداعية وفكرية. والإشراف على سير العمل في تنظيم الندوات التي عقدت، حيث قام المتطوعون باستقبال الضيوف والمشاركين وإرشادهم إلى مكان انعقاد الفعاليات، وغيرها من الأعمال والخدمات الفنية المساندة. وأعرب عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عن سعادته بهذه المشاركة، وقال: «نحن سعداء بمشاركة متطوعين من برنامج تكاتف وجامعة الإمارات في هذه التظاهرة الثقافية، وأتمنى أن تسهم هذه المشاركة في تطوير معارف وخبرات الشباب الإماراتيين، وتمكنهم من اكتساب مهارات جديدة، من خلال التعرف على ثقافات وعادات جديدة من خلال التعامل مع زوار المعرض والاطلاع على الكتب المعروضة. وفي ختام معرض العين للكتاب، لا يسعنا إلا شكر المتطوعين لجهودهم التنظيمية التي أسهمت في إظهار الصورة الحضارية اللائقة للدولة، والتعريف بتراثها الثقافي العريق والتعامل برقي مع زوار المعرض من مختلف الجنسيات والثقافات». من جهته، أكد الدكتور محمد البيلي، مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة على أهمية مشاركة طلبة الجامعة في معرض العين للكتاب في دورته العاشرة، من خلال تطوعهم في اللجان المختلفة المسؤولية عن تنظيم فعاليات المعرض، ومن خلال فريق (وحدة العمل التطوعي)، وقال: «تأتي هذه المشاركة إيماناً بدور الجامعة بأهمية المشاركات المجتمعية، وتعزيز دور الطالب الجامعي في النشاط المجتمعي لتعزيز مفهوم العطاء والثقة بالنفس، واستغلال طاقات الشباب في خدمة المجتمع». وأضاف: نحن في جامعة الإمارات - الجامعة الوطنية الأم - نعمل على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي للطلبة، ونشر التماسك الاجتماعي، والوطني وإبراز الصورة الإنسانية من خلال ابتكار أساليب جديدة وتطبيق التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، وتوفير التدريب المسبق مع الإشراف والمتابعة لنجاح العمل التطوعي الذي أضحى سلوكاً حضارياً يتوافق مع المفاهيم الثقافية والاجتماعية لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد محمد الحوسني - مدير البرامج في مؤسسة الإمارات - أهمية الشراكة والعمل مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في الدورة العاشرة من معرض العين للكتاب، مشدداً على التزام مؤسسة الإمارات وبرنامج تكاتف بتقديم كل الدعم لمثل هذه الفعاليات الثقافية المهمة. كما عبر الحوسني عن فخره بشباب برنامج تكاتف الذي يُثبت يوماً بعد الآخر أن الشباب على استعداد كامل للعطاء للوطن من خلال العمل التطوعي، والمُشاركة في مسيرة التنمية بعدما أصبح جُزءاً لا يتجزأ من يومهم العادي، لافتاً إلى أن أهمية الفعاليات الثقافية مثل معرض العين للكتاب للشباب لإتاحة الفرصة لهم لاكتساب خبراتٍ ومفاهيم عميقة في مجال التطوع وأهمها التماسك الاجتماعي. وحرص متطوعو برنامج تكاتف وجامعة الإمارات على توفير سبل الراحة والمتعة كافة للأطفال المشاركين في ركن الإبداع، حيث قام المتطوعون بقراءة الروايات والقصص القصيرة للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية وتنظيم المسابقات الثقافية بأسلوب تربوي هادف ومشوق، إلى جانب إرشاد الأطفال وأولياء أمورهم إلى الفعاليات وأماكن انعقادها. استشراف مستقبل القصة على إيقاعات «جاز وجاز» تواصلت، أمس، فعاليات المعرض الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وأقيمت جلسة حوارية بعنوان «القصة الإماراتية، استشراف مستقبل السرد»، مع القاصة شيماء المرزوقي، وأدار الحوار الكاتب الدكتور محمد بن جرش، تناولت مدى تأثير العولمة في السرد والعمل الإبداعي الإماراتي، والتحديات الحالية والمستقبلية التي تواجهها القصة الإماراتية، واختتمت فعاليات اليوم قبل الأخير بالعرض الموسيقي «جاز وجاز» موسيقاي من دبي من تقديم مؤسسة «ماي ميوسك هيد»، والتي استطاعت أن تجذب زوار المعرض للاستمتاع إلى أداء الفنانين صوتاً وعزفاً. واستهل الدكتور بن جرش، ندوة القصة القصيرة، مشيراً إلى أنّ «الكثير من النصوص الأدبية تتجاوز ذاتية الكاتب وعوالمه الداخلية لتكون نافذة يطل معها القرّاء على عالم أوسع، حيث نتعرف إلى حياة شعوب أخرى وعاداتها وقيمها، وأنماط حياتها اليومية، وهي بذلك تقربنا من مجتمعات لم نكن نعرف عنها سوى بعض المعلومات الجافة ذات الطابع التوثيقي المحض، وفي الإمارات سعت الكثير من الأعمال الأدبية إلى النهل من الواقع المحلي، خاصة في النتاج الروائي والقصصي، وهو ما يعكس وعياً مهماً لدى الكاتب الإماراتي بواقعه المحلي، وبعلاقة الأدب عموماً بذاكرة الشعب وهويته، ولكن أيضاً لا يكفي تعاطي الكاتب مع قضية محلية ليكون نصه الأدبي قادراً على تكوين ذلك الجسر المطلوب بين ذاكرة الشعب والقارئ، فالنص الأدبي هو أولاً وأخيراً عمل إبداعي، أي أنّ الإبداع فيه هو الأساس، لذلك فإن التصدي لسرد ذاكرة الشعب، أي شعب، أدبياً وجمالياً، يتطلب من المبدع تطوير أدواته، لتكون على المستوى الذي يليق بذاكرة شعبه، وليكون قادراً على ملامسة الآخر، ما يجعل نصه الأدبي عملاً إبداعياً مهماً، ووثيقة متعددة الأبعاد والفضاءات لذاكرة الشعب في الآن نفسه». أما الكاتبة شيماء المرزوقي، فاعتبرت أنّ القصة «قد تكون واحدة من أشهر الأصناف الأدبية التي تمت الكتابة فيها منذ حقب طويلة في تاريخ الإنسان، وقلما تجد أمة من الأمم أو حضارة إلا وتجد عندها كنزاً وموروثاً قصصياً كبير جداً، ورأت الكاتبة أنّ العرب كان لديهم موروث كبير في مجال القصة»، مدللة على رأيها بما ورد في القرآن الكريم من القصص عن الأمم السابقة. وأكّدت الكاتبة أنّ تمازجاً بين الحضارات يحدث اليوم بفضل المعلوماتية ووسائل الاتصال والتقنيات الحديثة، ما ساهم في تطور القصة العربية والسرد الإماراتي وحداثة عناصره، مشيرةً إلى أنّ استشراف مستقبل السرد هو هاجس تحوّل إلى ما يشبه العلم، له مبادئه وله طرقه، وله الأسس التي يمكن البناء عليها، ولا يمكن محاولة التنبؤ بالمستقبل دون أن تكون هناك أرضية قوية واضحة يمكن الانطلاق منها. وفيما يتعلق بالأدب والقصة في الإمارات، فترى الكاتبة أنه خلال العقد القادم ستتصدر الإمارات الهرم العربي أو على مستوى الشرق الأوسط في مجال دعم القراءة والتأليف والكتابة، في ظل الدعم المتنامي الذي يأتي من أعلى الهرم السياسي في البلد، وصولاً إلى الوزارات والهيئات، مشيرة إلى أن الحراك الثقافي والأدبي في الإمارات مستمر وينمو، وبالتالي لن تكون القصة في معزل عن هذا التوجه والحراك، بل إنها تتقدم وتكتسب مساحات أكبر، سواء في شكلها المعتاد أو كرواية، وستكثر المنجزات في الكتابة السردية، ولن يبقى إلا الأسماء التي تعبت على أعمالها، وحرصت على أن تكون بوهج كبير وعلى درجة عالية من التميز، وسيكون للقصة الإماراتية حضور على مستوى العالم قريباً، لسبب بسيط آخر هو أن الإمارات تحقق منجزات عدة في مجالات أخرى، إضافة إلى ما تحظى به الحركة الأدبية من تشجيع ودعم من حكومتنا الرشيدة.

مشاركة :