.. أهداني الأستاذ السيد محمد بن حسن الحداد آخر مؤلفاته بعنوان (الطيبات للطيبين) الذي طبع بخط النسخ وهو عن أمهات المؤمنين أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن. يقع الكتاب في نحو 280 صفحة، وقد خص سيدتنا خديجة بنت خويلد أولى زوجات النبي عليه الصلاة والسلام بكتابة سيرتها شعرا في أكثر من 160 بيتا، وختم الكتاب بدعاء تضمن التحميد والتمجيد لله جل جلاله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه المهاجرين والأنصار. وكتب عن أمنا عائشة رضي الله عنها فقال عند خطبتها : وكان عمرها إذ ذاك ست سنوات أو سبع، وكان لا بد من الانتظار حتى يكتمل نمو الزرع، فقبل الهجرة كانت الخطبة والعقد، لكن الدخول لم يتم إلا فيما بعد.. وقال: «ومن خصائصها أن برأها الله من فوق سبع سماوات وأنزل في براءتها آيات محكمات ومن خصائصها قوله عليه الصلاة والسلام: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام». وكتب السيد الحداد عن أم المؤمنين سودة بنت زمعة، وكانت قد تزوجت من قبل ابن عمها السكران بن عمرو، ولما أسلمت هي وزوجها واضطهدهما المشركون في مكة هاجرا إلى الحبشة مع من هاجر من المسلمين ثم عادا إلى مكة، ولكن زوجها أصابه مرض أدى به إلى الموت فخطبها رسول الله وتزوجها، وقد حكى السيد الحداد تفاصيل قصة زواجه على النهج الذي كتب به الكتاب، وهو السجع إلا في النقل عن الآثار أو أقوال النبي المختار صلى الله عليه وسلم . أما زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش فقد تمخض عن قصة عجيبة، إذ تزوجها أولا سيدنا زيد بن حارثة، ولكنها لم تكن راضية إذ شمخت بأنفها عليه فطلقها. وتزوجها بعده رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبطال العرف الجاهلي وقتذاك بعدم زواج المرء ممن تزوجها مولاه . والقصة أشارت إليها سورة الأحزاب وشرف الله زيدا بذكر اسمه في الذكر الحكيم. ولما استشهد عبد الله بن عبد الأسد المخزومي زوج أم سلمة في غزوة أحد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة فقالت إنها تقدمت في السن وإنها غيور وإنها ذات عيال، لكنها لما رأت إصرار رسول الله ودعاءه لها قبلت الزواج . قال المؤلف وكانت من أرجح الناس عقلا ومن أجلهن نبلا وفضلا، وقد قالت لرسول الله لا أسمع الله يذكر النساء بشيء في الهجرة فنزلت: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} وللحديث بقية. السطر الأخير : صلاة من المولى على المصطفى تترى وعترته لا سيما أمنا الكبرى.
مشاركة :