.. ونستكمل ما بدأناه من كتاب الطيبات للطيبين للسيد محمد حسن الحداد: وممن استشهد في غزوة أحد الصحابي خنيس بن حذافة السهمي زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب وبعد انقضاء عدتها عرض عمر تزويجها على عثمان وعلى أبي بكر فلم يجيباه ، وحنق عليهما، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها إليه فكان ذلك خيرا له ولها . غير أنها ذات يوم علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلا بمارية القبطية في بيتها فغضبت حفصة وخاصمت النبي عليه الصلاة والسلام فقال لها: «ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها» .. لكن القرآن نزل بسورة التحريم يلغي هذا التحريم. وسافرت أم حبيبة بنت أبي سفيان مهاجرة مع زوجها إلى الحبشة لكنه تنصر هناك، وحاول أن يستدرجها إلى النصرانية ، وبذلك تفرقا، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووكل النجاشي ملك الحبشة أن يعقد له عليها، ووكلت خالد بن سعيد بن العاص أن يعقد لها، ولما بلغ أبا سفيان نبأ هذا الزواج قال عن رسول الله هو الفحل لا يجدع أنفه أي أنه الكفء الكريم الذي لا يعاب ولا يرد . أما عن جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قبيلته فقد وقعت في الأسر في غزوة بني المصطلق فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له: قد أصابني من البلاء ما لا يخفى عليك ووقعت في السهم لثابت بن قيس فكاتبته على نفسي وجئت أستعينك على كتابتي. فقال لها صلى الله عليه وسلم: هل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو ؟ قال: أقضي عنك كتابتك وأتزوجك. فقالت: نعم يا رسول الله قد فعلت. وفي مستهل العام السابع للهجرة انطلقت جيوش النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى خيبر للقضاء على دسائس يهود هناك فلما انهزموا كانت صفية بنت حيي من بين الأسرى ، وقد خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العتق فتلحق بقومها، أو أن يعتقها فيتزوجها إذا أعلنت إسلامها، وهي التي ينتهي نسبها إلى نبي الله إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام. فقالت: إنها تختار الإسلام . ولما رأتها عائشة سألها النبي: كيف رأيت يا عائشة؟ فقالت: رأيت يهودية! فقال لها عليه الصلاة والسلام: لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسن إسلامها. ثم تزوج عليه الصلاة والسلام ميمونة بنت الحارث وكانت قانتة عابدة متصدقة زاهدة قالت عنها عائشة: إنها والله كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم. وقال المؤلف إنها شاركت في الجهاد وإنها أول امرأة كونت فرقة نسائية لخدمة المجاهدين في ساحة القتال . وقص علينا السيد الحداد قصة زواج النبي عليه الصلاة والسلام من زينب بنت خزيمة ومن ريحانة بنت شمعون رضي الله عنهما ويكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق. السطر الأخير: قال تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}.
مشاركة :