يقع مسجد ابن برد بك فى نفس الشارع، بعد مسجد الجوكندار؛ لجي الجمالية، المسجد قام بإنشائه الأمير محمد بن برد بك الأشرفى الداودار، وهو أحد مماليك السلطان الأشرف أينال عام ٨٦٥ هـ، يتميز البناء فى هذا المسجد بالواجهة الخارجية التى تجعله منفرد البنيان، لأنه عبارة عن حجر غائر تغطيه طاقية على هيئة ربع قبة ترتكز على أربع حوائط من المقرنصات يحيط بها جفت لاعب ينعقد فى ميمة دائرية عند قمتها، وتكتنف هذا الحجر من أسفل مكسلتان حجريتان يعلوهما زجاج غائر بدون أى كتابات، وبين هاتين المكسلتين فتحة باب ذات مصراعين خشبيين فوقهما عتب مستقيم من صنجات حجرية معشقة،وحائطان توسطتهما نافذة مستطيلة تعلوها نافذة أخرى تصغرها فى الحجم مخطوط عليهما كتابة كوفية بارزة نصها (لا إله الا الله محمد رسول الله).وتتسم جدران المدخل الرئيسى بأربع حنيات متشابهة ذات صدور مقرنصة بمقرنصات من حائطين منها اثنتان على يمينه واثنتان على شماله بينهما قمرية دائرية وأسفل كل حنية من هذا الحنيات فتحة شباك مغطى بحجاب من المصبعات المعدنية يعلوه عتب مستقيم من صنجات حجرية معشقة فوقه عقد، وأعلاها نافذة مستطيلة معقودة بعقد مدببة يغشيها حجاب من السلك الرفيع. ويكمن جمال الفن الإسلامى فى الداخل حيث نجده عبارة عن دركاة صغيرة مربعة ذات أرضية من بلاطات حجرية وسقف من براطيم خشبية تفضى إلى ممر ينتهى لصحن مربع فرشت أرضيته ببلاطات حديثة محاط بها أربعة إيوانات أولهما للقبلة فى الناحية الجنوبية الشرقية عبارة عن مستطيل ذى أرضية من بلاطات حجرية وسقف من براطيم خشبية وتصدر جدار القبلة محراب مجوف عبارة عن حنية نصف دائرية ذات عقد مدببة يرتكز على عمودين رخاميين وعلى يمينه منبر خشبى رائع، يعد من أنفس المنابر الخشبية فى فن العمارة الإسلامية بمصر، فعند الوقوف أمام جدرانه تجده مغلقا ولا أحد يؤدى مناسك الصلاة به حاملا رقم أثر ٢٥ وآخر ترميم له كان عام ١٣٥١م، وإلى وقتنا هذا مغلق، بات هذا المسجد يهدده الإهمال الجسيم،حيث تحاصره مياه الصرف الصحي.مسجد بردبك الذى يتفرد بعدة أمور تجعلك تخرج من بيتك قاصدا مشاهدة زهوه، لكنك تصدم حينما تجدها غارقة فى المجارى الطافحة، والأسوار المتهالكة، والفرش البالى، والتجهيزات الخارجية المتخاصمة مع التراث وحتى مع الحداثة، مع وجود «كولديرات» مياه، وأبواب ومواتير مياه بأقفاص حديدية يأكلها الصدأ، وأصابه الزمن وتهدده الرطوبة، وتقشرت الجدران بفعل الرطوبة، وعوامل الجو، ويعد انتشار أكوام القمامة، أمام المساجد ظاهرة متكررة، دون تحرك المسئولين من حى المنطقة على رأسهم رئيس الحى، لإزالة تلك المخلفات والسيطرة على تلك التجاوزات من أصحاب عربات الكارو التى تقوم بإلقاء مخلفات البناء، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة الإهمال الذى أضر بالمسجد بسبب انتشار القمامة أمام مداخلها، مما يؤدى إلى الأضرار الصحية وانتشار الأوبئة للمجاورين.
مشاركة :