(معادن ) تعزّز ريادة المملكة للصناعات المعدنية بالشرق الأوسط

  • 1/4/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عزّزت شركة التعدين العربية السعودية "معادن" ريادة المملكة العربية السعودية في مجال الصناعات المعدنية بمنطقة الشرق الأوسط، وضاعفت من تنوع الصناعات الوطنية غير النفطية والبتروكيماوية، بتدشينها مؤخرًا باكورة إنتاج الألومينا "المادة الأساس في صناعة الالمونيوم" من مصفاتها في رأس الخير بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع شركة " ألكوا" الأمريكية. وتأتي هذه الخطوة في إطار المشروع المتكامل لإنتاج الألمنيوم الذي بدأت العمل فيه "معادن" عام 2012م من مصهرها برأس الخير، باستثمار ثنائي مع شركة "ألكوا" قدرت قيمته 40.5 مليار ريال، ويشتمل على : مصفاة الألومينا، ومصهر، ومصنع درفلة، ومصنع لإعادة التدوير يمد المشروع بخام "البوكسايت" الذي يأتيها من منجم البعيثة بمنطقة القصيم عبر سكة حديد طولها 600 كيلومتر.وتسعى "معادن" بحلول عام 2015م لتحقيق هدفها المتمثل في إنتاج سلسلة امدادات متكاملة ، بدءً من استخراج المواد الخام حتى مرحلة خروج المنتج النهائي، في حين أن اكتمال هذا المشروع يرجّح دول الخليج العربي لاستحواذها على نسبة 15% من حصة الإنتاج العالمي من مادة الألمنيوم.وينسجم هذا المشروع مع ما ورد في الاستراتيجية الوطنية للصناعة السعودية التي أقرت عام 1428هـ، حيث ستعطي نتائجه – بإذن الله – توسعًا اقتصاديًا كبيرًا في مجالات إنتاج السيارات بالمملكة، ومشتقات الألمنيوم، وزيادة الاستثمار في الصناعات التحويلية التي تدعم الخطط التنموية للبلاد في مختلف المجالات ومنها مجالي : توطين الصناعة، وتوظيف الكوادر الوطنية. ويعد إنتاج "الألومينا" نقطة تحول كبيرة في مشروع الألمنيوم، إذ أن بداية الإنتاج تعني اكتمال دورة إنتاج الألمنيوم في جميع مراحله، ولقد بدأت شركة "معادن" بالفعل في إنتاج سبائك وقضبان الألمنيوم من المصهر والصفائح وعلب المشروبات من مصنع الدرفلة في 2012/12/12م . ويصف رئيس شركة معادن للألومنيوم المهندس عبد العزيز الحربي، هذه الخطوة بأنها حدث اقتصادي مميز تنفرد به المملكة عن بقية دول منطقة الشرق الأوسط ، كون المنتج يخرج من مصفاة تعد الأولى والوحيدة في المنطقة، ما يشكل ذلك بعدا استراتيجيا مهمًا في صناعة الألمنيوم، ومن شأنه إيجاد فرص متعددة في الصناعات التحويلية أمام المستثمرين. وتمر عملية انتاج "الألومينا" بأربع عمليات أساسية تبدأ:بعملية الاستخلاص ثم عملية التصفية وفصل الشوائب، فعملية الترسيب، وتختتم بمرحلة التجفيف. وأشار الحربي إلى أن "معادن" ستنتج 1.8 مليون طن متري سنويا من الألومينا المستخرج من خام البوكسايت قبل تحويله إلى المصهر لإنتاج 740 ألف طن من الألمنيوم على شكل سبائك قضبان تستخدم منها معادن 380 ألف طن لإنتاج صفائح الألمنيوم وعلب المشروبات، و50 ألف طن لصفائح صناعة هياكل السيارات في مصنع الدرفلة. وبحسب مدير عام العمليات في المصفاة المهندس عبد الغفور الدبيسي، فإن الألومينا المنتجة في مصفاة "معادن" تتميز بجودتها العالية نتيجة ارتفاع نسبة تركيز الخام وقلة المواد المصاحبة لها، موضحا أن مرافق المصفاة تعمل حاليًا بالكامل، بما في ذلك الورشة والخدمات المساندة. وتستقبل المصفاة في الحمولة الواحدة من القطار "11 ألف طن" من خام "البوكسايت" الذي يُشحن من منجم البعيثة بمنطقة القصيم، فيما أفاد محمد العصيمي مشرف المواد الخام في المصفاة، أن كل حمولة يتم طحن المواد الخام فيها، ثم خلطها بالصودا الكاوية، فتخزينها في خزانات حتى تبدأ عملية الاستخلاص الأولية. وتستخدم معادن الصودا الكاوية المنتجة في مشروعها مع شركة الصحراء في مدينة الجبيل، فيما توفر الماء والكهرباء من أكبر محطة في المملكة للإنتاج المزدوج في مدينة رأس الخير وهو مشروع مشترك بين معادن وشركة الكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه. ولم تغفل شركة "معادن" اهتمامها بالبيئة فصممت مصفاة الألومينا كصديقة للبيئة مثل بقية مكونات مشروع الألمنيوم، وتم وصلها بنظام لإدارة مياه الصرف يعد الأول من نوعه في معالجة المياه المستنفدة طبيعيًا دون إضافة أي مواد كيماوية. ويتكون النظام من ثلاث مراحل تشتمل على حاويات معالجة لا هوائية يتم فيها تحلل وفصل المواد العضوية الموجودة في المياه المستنفدة، وبرك مبطنة ومنشأة يستزرع فوقها طبقة من الغطاء النباتي الطبيعي الذي ينمو في المستنقعات، لنزع النيتروجين وامتصاص العناصر الضارة، ومعالجة المواد العضوية. بعد ذلك، يتم تضخ المياه المعالجة لغرفة حفظ ليضاف إليها "البوكسايت" الذي يقوم بتعقيم وتحسين نوعية الماء الناتج من العملية بحيث يعطي نفس الجودة أو أفضل من تلك التي تعطيها الأنظمة التقليدية، إذ يُعاد تدويره واستعماله عدة مرّات في العمليات التشغيلية. وحصلت شركة " معادن" على جائزة البيئة من مؤتمر "عربال" الذي اختتم مؤخرًا في البحرين، تقديرا لتميزها البيئي والمساهمة في جهود الاستدامة في منطقة الخليج العربي، فيما تعمل الشركة حاليًا على استثمار تربة "البوكسايت" من خلال توزيعها في محيط مشروع الألمنيوم في رأس الخير، وهي تربة خصبة ومناسبة لزراعة الأشجار التي تدعم البيئة وترفع من مستوى الغطاء النباتي. ورغم حداثة صناعة الألومنيوم في المملكة، إلا أن نسبة السعودة في مشروع معادن للألمنيوم تجاوزت 60%، وفقا لما ذكر مدير الموارد البشرية في المصفاة سعود الزهراني. وأفاد الزهراني في ذلك الصدد، أن "معادن" بدأت منذ وقت مبكر في إعداد الموارد البشرية تزامنا مع مراحل إنشاء مشروع الألمنيوم، وصممت عدة برامج لاستقبال الشباب السعوديين حديثي التخرّج من حملة البكالوريوس والثانوية العامة، و تدريبهم في كليات الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمعهد السعودي للتعدين في عرعر، وفي عدد من المصافي العالمية، وذلك للرفع من كفاءة وجودة مخرجات الكوادر الوطنية. وأعرب رئيس قسم التجفيف في المصفاة فيحان السبيعي عن ثقته في الكوادر الوطنية التي تعمل في مشروع معادن للألمنيوم والمصفاة، مبينا أنهم يعملون في مختلف أقسام المشروع بجد واجتهاد، وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل العزيمة الصادقة التي تؤكد ما يتمتعون به من طموح وإمكانيات عالية لا تختلف عن نظرائهم في مختلف دول العالم. وفي لحظة تدشين هذا المنتج الاقتصادي، وقف أبناء الوطن الذين يعملون في مشروع "معادن" فخورين بهذا الإنجاز الكبير، وقال أحد المشرفين في وحدة المرافق والصيانة بالمصفاة مشاري المحيفيظ، : إنني أتابع مع زملائي خطوط الإمداد لنزود المصفاة بالماء البارد والساخن، والغاز، ونحن نعمل بروح واحدة، من أجل إتمام نجاح هذا المشروع الذي يعد أحد نجاحات اقتصاد الوطن ".

مشاركة :