خَطَت شركة "معادن" خطوة متقدمة تجاوزت الشركات المنافسة بانتهاجها آلية جديدة رافقت فيها المنتج من بداياته كمادة خام، وخلال مختلف المراحل وصولاً إلى المرحلة النهائية في عملية تصنيعه كمنتج يتجه من المصنع مباشرة إلى الأسواق. بدأت "معادن" إنتاج الألمنيوم العام 2012م من خامات البوكسايت من منجم البعيثة في منطقة القصيم، وتولت نقله إلى مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية على ساحل المملكة الشرقي على الخليج العربي؛ حيث مجمعها للألمنيوم، الذي تمتلكه بالشراكة مع شركة "ألكوا" الأمريكية أكبر منتجي الألمنيوم في العالم. ويضم المشروع الذي يدشّنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ضمن حزمة من مشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية في مدينة رأس الخير (مصهراً ومصفاة للألومينا، ومصنعاً للدرفلة، إلى جانب مصنع لإعادة تدوير الألمنيوم). وقال المهندس عبدالعزيز الحربي مدير شركة "معادن للألمنيوم": "إن افتتاح خادم الحرمين الشريفين لهذا المشروع الكبير من مشاريع صناعة التعدين في المملكة، يعكس ما تُبديه قيادتنا الرشيدة، وما تقدمه من دعم لمشاريع الاستثمار الصناعي في المملكة، ومشاريع قطاع التعدين على وجه الخصوص". ونوّه "الحربي" بأهمية مجمع الألمونيوم في رأس الخير، الذي تجاوزت تكاليفه أكثر من أربعين مليار ريال موزعة بين شركة "معادن" التي تمتلك (74.9%) منه مقابل (25.1%) لشركة "ألكوا"؛ مشيراً إلى أن المشروع يسهم في تطوير الموارد المعدنية ويوفر فرصاً استثمارية في الصناعات التحويلية، وأكثر من 4000 فرصة عمل. وتنتج "معادن" 1.8 مليون طن متري سنوياً من الألومينا المستخرج من خام البوكسايت قبل تحويله إلى المصهر؛ لإنتاج 740 ألف طن من الألمنيوم على شكل سبائك (قضبان)، يتم استخدام 380 ألف طن منها لإنتاج صفائح الألمنيوم وعلب المشروبات، و50 ألف طن صفائح خاصة بصناعة هياكل السيارات في مصنع الدرفلة. وأوضح المهندس "الحربي" أن الطاقة الإنتاجية القصوى لمصفاة الألومينا ستصل إلى (1.8) مليون طن سنوياً في بداية العام المقبل؛ مبيناً أنه بعد الوصول إلى هذه المرحلة سيتم تلبية كل الاحتياجات السنوية لمصهر الألمنيوم والمُقدرة بـ1.4 مليون طن سنوياً. وأكد أن هذا المشروع يأتي منسجماً مع ما ورد في الاستراتيجية الوطنية للصناعة السعودية التي أُقرت العام 1428هـ، ورؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020. ويعد إنتاج "الألومينا" نقطة تحول كبيرة في مشروع الألمنيوم؛ إذ تمرّ عملية إنتاج "الألومينا" بأربع عمليات أساسية تبدأ: بعملية الاستخلاص، ثم عملية التصفية وفصل الشوائب؛ فعملية الترسيب، وتُختتم بمرحلة التجفيف. وتتطلع "معادن" من خلال افتتاح مصنعها للدرفلة في مدينة رأس الخير الصناعية إلى التأسيس لصناعة السيارات في المملكة، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في الصناعات التحويلة التي تدعم خطط التنمية الوطنية، ويشار إلى أن دول الخليج من خلال هذا المشروع ستستحوذ على نسبة (15%) من حصة الإنتاج العالمي من مادة الألمنيوم. وفيما يتعلق بالبيئة، أوضح مدير "معادن" للألمنيوم أن مصفاة الألومنيا صُممت كصديقة للبيئة كما هو حال مكونات المشروع الأخرى، وهذا ما أهّلها للحصول على جائزة البيئة من مؤتمر "عربال" المنعقد في دولة البحرين مؤخراً، بالإضافة إلى حصول مصهر الألمنيوم ووحدة الصب (المسبك) على شهادة الآيزو 9001/2015، كأول مصهر مصدّق في المنطقة من المعهد البريطاني للمعايير BSI. وكشف "الحربي" أن نسبة السعودة في مشروع "معادن للألمنيوم" تجاوزت (70%)؛ مؤكداً أن معادن بدأت منذ وقت مبكر في إعداد الموارد البشرية تزامناً مع مراحل إنشاء مشروع الألمنيوم؛ إذ صممت عدة برامج لاستقبال الشباب السعوديين حديثي التخرج من حملة البكالوريوس، وكذلك خريجي الثانوية العامة الذين يتم تدريبهم في كليات ومعاهد الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمعهد السعودي التقني للتعدين في عرعر، الذي أسهمت الشركة في تأسيسه بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، كذلك أوفدت الموظفين إلى عدد من المصافي العالمية؛ وذلك للرفع من كفاءة وجودة مخرجات الكوادر الوطنية.
مشاركة :