حذرت معلومات جديدة، من استمرار النهج القطري الحالي، وعدم إصلاح النظام الداخلي بشكل جذري؛ كونه ينعكس على ملف شديد الحساسية بالنسبة للنظام الحاكم في الدوحة (ممثل في تنظيم بطولة كأس العالم 2022) وسط تأكيدات أنه: "من الصعب تصور أن قطر ستنجح في تنظيم المونديال المقبل، خلال أربع سنوات دون حدوث أي عيبٍ أو خلل". وتطرق موقع "هافينجتون بوست" (وفق نسخته الفرنسية) لما أوردته منظمة العفو الدولية، من أن "هناك أكثر من اثني عشر عاملًا من الذين يعملون في مواقع البناء لكأس العالم المقبلة في قطر، لم يتم دفع رواتبهم منذ عشرة أشهر، وسط انتقادات أخاذة في التنامي في هذا الشأن. وأكد الموقع الأمريكي (الذي تمول قطر وتركيا نسخته العربية)، أن حقوق العمال "تضاف للعديد من الإخفاقات القطرية الأخرى، تتعلق بظروف العمل السيئة للغاية، وحدوث الآلاف من الوفيات في مواقع البناء، بالإضافة إلى عدم احترام الاتفاقيات الدولية وتوصيات مكتب العمل الدولي". وقال: "بوسعنا ملاحظة أيضًا عدم الشفافية بالنسبة إلى النقابات وجمعيات الدفاع العمّاليّة، وهو نظام قانوني، يسمى "الكفالة"، القسري والغامض، والبنى التحتية العملاقة لم تسِر على الإطلاق على المعايير البيئية الرئيسة، وترمي بحصيلة انبعاثات كربونية كارثية". وأوضح الموقع أن "القرار الأحادي من الهيئات الرياضية لتحويل المونديال في فصل الشتاء، من أجل التمتع بدرجات حرارة معتدلة، سيؤدي إلى تغيير جدول البطولات الأوروبية ويرهق كاحل المنظمات، وهناك خطرٌ على العرض واللعب وعلى الصحة البدنية والعقلية للاعبين". وحول عمليات الفساد المالي التي صاحبت إسناد البطولة لقطر، استشهد الموقع بالصحفيين في "الصنداي تايمز"، هايدي بليك، وجوناثان كالفيرت (مؤلفا كتاب: التحقيق، الرجل الذي اشترى كأس العالم لـرياضة الهوجو، 2016م). وقال إن الصحفيين شرحا بالتفاصيل في كتابهما الأعمال غير المشروعة التي قامت بها اللجنة الرياضية القطرية للحصول على تنظيم كأس العالم، والإنفاق المهول هنا وهناك من إسناد مونديال عام 2022 للدوحة. وفيما قلل الموقع من "استضافة وتنظيم قطر لحدث كبير مثل كأس العالم لكرة القدم"، فقد كشف عن حالة السفه الشديدة التي ستعقب انتهاء البطولة؛ حيث "ستبقى المنشآت التي أنفقت عليها قطر مليارات الدولارات مهجورة بكل تأكيد بمجرد الانتهاء من المباريات". وفيما شدد الموقع على أنه "طفح الكيل، كون الفاتورة في ازدياد"، فقد طالب بـ"سرعة التصرف، عبر مساءلات شاملة، وعملية حصر حقيقية، وتحقيق رسمي وموضوعي وجدّي من أجل مواجهة كل العقبات التي تهدد بطولة كأس العالم 2022". وتساءل الموقع: "أين يتحتم علينا أن نصل؟ ألم تكن أعداد الموتى كافية؟ وكذلك الفضائح وما تم اكتشافه، ألم يحرك ذلك ساكنًا؟ ما الذي تحسن خلال الـ 8 سنوات الماضية؟ هل بذلت قطر أدنى جهدٍ من أجل إعادة تحسين صورتها وسمعتها؟". وتابع: ما الذي قد نفعله في الـسنوات القادمة، حينما سيتعلق الأمر بالتصفيق لفريقها المفضل؟ وكيف سيكون بوسع فرنسا القدوم دون خجلٍ أو ندمٍ للدفاع عن لقبها بعد النصر الرائع لعام 2018"، مضيفًا: "لا يزال هناك ما يجب القيام به". وقال: "لم يتغير أي شيء، وإذا لم تتخذ قطر وممثلوها السياسيون قرارات كبيرة ولم يقرروا إصلاح نظامهم بشكل جذري، فستصبح المقاطعة الاستراتيجية الوحيدة الممكنة والنهج الوحيد الموثوق به، لأنه قد طفح الكيل بالفعل".
مشاركة :