تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بمحاربة الفساد وتشكيل مفوضية متخصصة لذلك، وخفض الإنفاق الحكومي وتقليص هياكل الحكم في المحافظات والولايات، وشكر مواطنيه على صبرهم على الضائقة الاقتصادية. وقال البشير في كلمة خلال افتتاح أعمال دورة برلمانية جديدة أمس، إنه أجرى مشاورات مع القوى المشاركة في الحكومة من أجل «تخفيض أجهزة الحكم على المستويين الاتحادي والولائي، وتشكيل جهاز تنفيذي يتواءم مع حاجات وطبيعة المرحلة، وذلك إيثاراً للوطن على المكاسب الشخصية والحزبية». وأعرب عن تقديره لما أبداه المواطنون من تفهمٍ عميق، وصبرٍ على المعاناة، وأملٍ كبيرٍ في تجاوزِ التحدياتِ والظروفَ التي مرت ولا تزال تمر بها بلاده على الصعيد الاقتصادي، من ارتفاعٍ في الأسعار وندرةٍ في السيولة، وأثرِ ذلك على الأحوال المعيشية للمواطن ودولابِ عمل الدولة. وأضاف البشير أنه سيتم التواصل في إعادة الهيكلة وضبط الإنفاق على مستويات أجهزة الدولة كافةً، في الحكومة الاتحادية والولايات، وذلك في إطار خطة متكاملة تستهدف خلقَ خدمةٍ مدنيةٍ مؤهلة، ومدربة على أحدث التقنيات، ووفقَ أعلى معايير الجودة والتميُّز، وتطوير الوظيفة العامة، بهياكل تتجاوز الترهلَ والصرف غيرَ المُرشَّد كما تعهد الرئيس السوداني، تخفيض هياكل الحكم الولائي على مستوى الوزارات والمحليات حرباً على الترهل، وضبطاً للإنفاق، وفق آلية تضمن تقديمَ الخدمة للمواطن بأفضل جودة، وأقل التكاليف. وأكد أن الجهود ستتواصل لمكافحة الفساد واجتثاثه عبر الأجهزة القائمة، وكشف عن تشكيل مفوضية متخصصة لذلك. وفي السياق منع البرلمان أمس صحافيين من تغطية الجلسة التي خاطبها البشير، من دون توضيح أيّ أسباب. وساءت العلاقات بين الصحافيين البرلمانيين والبرلمان، قبل نحو شهرين، بعد مقاطعتهم أنشطته يومين احتجاجاً على منع زميلة لهم من دخول مباني المجلس، مما قاد الأخير إلى منعهم نهائياً من تغطية أعماله. وأتهم الصحافيين في تقارير نُشرت في الصحف آنذاك البرلمان بالعمل على حجب المعلومات عن المواطنين، واعتبروا قرار منعهم تعسفاً يدل على استبدادية قيادات المجلس الوطني. من جهة أخرى كشف رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر، عن لقاء برلماني سوداني- مصري نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الجاري لدراسة الجهود والخطوات والإجراءات المطلوبة لإحياء برلمان وادي النيل، وتنسيق العمل بين البرلمانين خدمة لقضايا الشعبين. والتقى عمر أمس وزير مجلس النواب المصري المستشار عمران الخطاب مروان، وناقش الجانبان العلاقات بين البرلمانين وسبل وتطويرها، كما تطرق اللقاء إلى الجهود المبذولة لإعانة برلمان وادي النيل، وكان للبلدين برلمان خلال فترة الرئيسين الراحلين جعفر النميري وأنور السادات.