واشنطن تتهم إيران بتهديد بعثاتها الدبلوماسية في العراق

  • 10/4/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - حمّل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران مسؤولية التهديدات التي تواجهها البعثات الأميركية في العراق وقال إن الولايات المتحدة تعمل على إنهاء معاهدة صداقة مع طهران. وأضاف للصحفيين في وزارة الخارجية "إيران هي مصدر التهديد الحالي للأميركيين في العراق. مخابراتنا قوية في هذا الصدد. بوسعنا رؤية يد آية الله (خامنئي) وتابعيه تدعم هذه الهجمات على الولايات المتحدة". وجاءت اتهامات بومبيو لإيران بعد أيام قليلة من قرار الولايات المتحدة اغلاق قنصليتها في البصرة، كما حذرت رعاياها من السفر إلى العراق بسبب التهديدات الإرهابية والعنف. وأكدت الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي أن مواطنينا في العراق معرضون لخطر كبير جراء العنف والإرهاب. وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن التهديدات ضد الأميركيين والمنشآت الأميركية في العراق من قبل إيران وحرسها الثوري والمليشيات التابعة لها قد تزايدت خلال الأسابيع الماضية. وأضاف أن حوادث إطلاق نار متكررة من عناصر هذه الميليشيات وقعت على القنصلية العامة في البصرة والسفارة الأميركية في بغداد. وكان الوزير الأميركي قد لفت إلى أن الولايات المتحدة ستحمل إيران بشكل مباشر مسؤولية أي أذى يتعرض له أميركيون أو المنشآت الدبلوماسية في العراق، مشيرا إلى أن سيتم الرد بسرعة وبالشكل المناسب على أي اعتداء. وفي تطور آخر، اعتبر بومبيو اليوم الأربعاء أن قرار محكمة العدل الدولية في شأن العقوبات على طهران يشكل "هزيمة لإيران" رغم أنها أمرت الولايات المتحدة برفع العقوبات التي تستهدف السلع الإنسانية. وأوضح أن القرار "رفض في شكل قاطع كل طلبات إيران التي لا أساس لها" لرفع العقوبات الأميركية في شكل شامل. وقال "نعمل في شكل وثيق مع وزارة الخزانة لضمان استمرار بعض عمليات التبادل مع إيران التي تشمل السلع الإنسانية"، مؤكدا أن واشنطن تتخذ إجراءات لعدم المساس بالحاجات الإنسانية للإيرانيين. وأعلن كذلك أن الولايات المتحدة أنهت "معاهدة الصداقة" التي وقعت في العام 1955 مع إيران والتي استندت إليها محكمة العدل لتبرير قرارها. وقال "إنه قرار كان ينبغي، بصراحة، اتخاذه قبل 39 عاما" خلال الثورة الإسلامية في 1979 والتي أفضت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. لكنه لفت إلى أنه "أصيب بخيبة أمل لعدم إقرار المحكمة بأنها غير مؤهلة لاتخاذ قرارات في شأن قضايا مرتبطة بالعقوبات الأميركية"، معتبرا أن "إيران لجأت إلى محكمة العدل الدولية لأسباب سياسية ودعائية" ومنددا بملف "لا أساس له". وأمرت محكمة العدل الدولية الأربعاء الولايات المتحدة بوقف العقوبات على السلع "الإنسانية" المفروضة على إيران، في قرار اعتبرت طهران أنه يؤكد أحقيتها في حين أكدت واشنطن أن "لا قيمة له". ويأتي القرار المفاجئ للمحكمة وهي أعلى هيئة قضائية لدى الأمم المتحدة ومقرها في لاهاي، بعدما نظر القضاة في الشكوى المقدمة من إيران لوقف العقوبات الاقتصادية التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها في مايو/ايار الماضي بعد انسحابه من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى في يوليو/تموز 2015. وفي موضوع آخر دعا وزير الخارجية الأميركي طالبان الأفغانية إلى "اغتنام فرصة الحوار" مع حكومة كابول، وفق ما نقلت الخارجية في بيان الأربعاء. وأورد البيان أنه خلال لقائه الثلاثاء وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في واشنطن، "اعتبر بومبيو أن هناك دينامية لإحراز تقدم في عملية السلام الأفغانية". وتتكثف الجهود الدبلوماسية لدفع طالبان إلى التفاوض مع حكومة كابول، مع وقف غير مسبوق لإطلاق النار في يونيو/حزيران ولقاء بين مسؤولين أميركيين وممثلين للمتمردين في يوليو/تموز في قطر، لكن عدة هجمات أدت إلى تراجع الآمال بإحراز نجاح دبلوماسي. وأضافت الخارجية الأميركية أن بومبيو شدد مع نظيره الباكستاني "على الدور المهم الذي تستطيع أن تؤديه باكستان للتوصل إلى تسوية يتم التفاوض في شأنها في أفغانستان". وتتهم واشنطن المسؤولين الباكستانيين بتجاهل المجموعات الجهادية التي تشن هجمات في أفغانستان انطلاقا من قواعد خلفية على طول الحدود بين البلدين وخصوصا شبكة حقاني، الأمر الذي تنفيه إسلام أباد. وبعد اتصاله الأول برئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان اثر انتخابه، أثار بومبيو جدلا في اغسطس/اب حين أعلن أنه دعاه "إلى اتخاذ تدابير حاسمة بحق جميع الإرهابيين الذين ينشطون في باكستان". لكن إسلام أباد نفت كلام بومبيو، مؤكدة أنه لم تتم الإشارة أبدا "خلال الحديث إلى إرهابيين ينشطون في باكستان". ومنذ ذلك الوقت التقى بومبيو السلطات الجديدة معلنا أنه يريد "طي صفحة" العلاقات المتوترة مع إسلام أباد. وأكد بومبيو الأربعاء بحسب بيان الخارجية أن "الولايات المتحدة تتطلع إلى العمل مع الحكومة الجديدة في باكستان"، مضيفا أنه يريد "مواصلة حوار بناء".

مشاركة :