قرار مفاجئ صدمت به «دار الصياد» الوسط الإعلامي في لبنان، إثر قرار وقف جريدة «الأنوار» بعد حوالي 58 عاما على صدورها، ولم يتوقف قرار الإيقاف «الأنوار»، إذ تجاوز ذلك إلى مطبوعات أخرى تابعة للدار، مثل «الصياد» و«الشبكة» و«فيروز» و«الفارس» و«الدفاع العربي».ابنة سعيد فريحة مؤسس الدار إلهام فريحة، قالت: «أدينا قسطنا للعلا والوطن. وحان الوقت للتوقف، حفاظا على كرامة سعيد فريحة»، وفقا لما نشره موقع «قناة الحرة» الإخباري.وفيما ارتبط اسم مطبوعات بتاريخ نهضة الصحافة في العالم العربي، يطوي إغلاق صحيفة «الأنوار» صفحة ذهبية من عمر الصحافة اللبنانية، ويبرهن على أزمة الصحافة في لبنان.ولم يكن قرار إغلاق «دار الصياد» الأول في لبنان، إذ سبقه إغلاق صحف أخرى مثل «السفير»، وإغلاق صحيفة الحياة مكتبها في بيروت وتسريح العاملين فيه، ما دفع وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي إلى عقد اجتماع طارئ، للتباحث في «أزمة الصحافة المكتوبة». وأشار الوزير إلى عدة صحف تعيش حالة «خطر حاليا»، معتبراً الصحافة الورقية هي «الخزّان الاستراتيجي لكل الإعلام المرئي والمسموع والرقمي.. وتعرّض هذه الصحف لأي عطب يعني تعرض كل الإعلام لعطب».ويرى مراقبون أن الدعم العربي وتمويل وسائل إعلام لبنانية خاصة المكتوبة منها تراجع بشكل كبير في السنوات الـ10 الأخيرة، إضافة إلى المنافسة الكبيرة التي فرضها التقدم التكنولوجي في السوق الإعلامية.وكان قد أسس الصحافي والكاتب اللبناني سعيد فريحة دار الصياد عام 1943. في ذلك العام خرجت إلى النور أولى مطبوعاته مجلة «الصياد» التي اشتهرت بالشخصية الكاريكاتورية «أبو خليل».وصدر العدد الأول من «الصياد» في 24 صفحة من بيروت. لكن سعيد فريحه الذي أصر على أن تطبع مجلته «طباعة متطورة» نقل موادها إلى مطابع «دار الهلال» القاهرية في 1948 محتفظا بمكاتب التحرير في بيروت، وظلت انطلاقة مطبوعاتها من القاهرة حتى عام 1954.تابعت إصدارات سعيد فريحه، رغم الأزمات التي عاشها لبنان والمنطقة العربية، لتتوزّع بين الفن والسياسة والاقتصاد، فصدرت مجلة جديدة عام 1956 للفن والمجتمع والجمال هي «الشبكة».وصد العدد الأول من «الأنوار» بتاريخ 25 أغسطس 1959، وتوالت بعد ذلك الإصدارات مثل: «سمر»، «الدفاع العربي»، «الإداري»، «تقارير وخلفيات»، «سحر»، «الطيار»، «فيروز».وأوردت صحيفة «الأنوار» اللبنانية في خبر على صفحتها الأولى بأقل من 50 كلمة في عدد يوم (الجمعة) الماضي بعنوان «قرار يعلم الجميع أسباب صدوره» أنها ستتوقف عن الصدور، رغم أن الصحيفة كانت تستعد للاحتفال العام القادم بمرور 60 عاما على ولادتها، إلا أن الخسائر المادية اضطرها للتوقف، كما اضطرت 5 مجلات أخرى تصدر عن «دار الصياد» التي أسسها الراحل سعيد فريحة إلى التوقف تباعا.كما ستتوقف بجانب «الأنوار» مجلة الصياد التي ظهر عددها الأول في 1943 تزامناً مع استقلال لبنان، إضافة إلى مجلة «الشبكة» التي بدأ صدورها 1959 كمطبوعة فنية اشتهرت سريعا، إلى درجة أن مبيعات عددها الأسبوعي «كانت تزيد عن 60 ألف نسخة بستينات القرن الماضي» وفقا لما نشرته «العربية» في الوارد بسيرتها. كذلك ستتوقف عن الصدور مجلة شهرية أصدرتها الدار في 1980 باسم «فيروز»، وهي متخصصة بشؤون المرأة وقضاياها، إلى جانب توقف مجلة «الفارس» المتخصصة بالرجل وشؤونه، ومجلة «الدفاع العربي» الخاصة بالأسلحة والشؤون الدفاعية، وكلها كانت ثمار جهود مشهودة في شجرة طالما وصفوها بأنها إحدى أهم القلاع الإعلامية في لبنان.
مشاركة :