استبقت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل وصولها إلى إسرائيل مساء أمس، بتهديد الدولة العبرية بإلغاء الزيارة إذا هدمت قرية الخان الأحمر الفلسطينية وأخْلتها، مستجيبةً بذلك إلى مناشدات أطفال القرية لها التدخل لمنع «مخطط الاحتلال» ترحيلهم القسري عن أرضهم، إذ حملوا صورها (مركل) مرفقةً بعبارات تحذر من الهدم. وتزامن موقف المستشارة الألمانية مع إعلان واشنطن «قبولها» قرار المحكمة العليا الإسرائيلية هدم الخان الأحمر الواقعة بين مجموعة مستوطنات شرق القدس، ما لاقى إدانة فلسطينية بوصفه «صفعة في وجه مركل». ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي «غاليه تساهال» عن مكتب المستشارة الألمانية، أن مركل «أبلغت إسرائيل بأنه في حال تم الهدم قبل الزيارة، فستلغيها»، ما يشكل تهديداً للدولة العبرية، خصوصاً أن محادثات مركل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين خلال يومين، ستناقش المسألة الإيرانية، إضافة إلى التصعيد في قطاع غزة مع حركة «حماس»، الذي تتوسط ألمانيا ومصر لتهدئته. وكشفت صحيفة «هآرتس» نقلاً عن مصادر في السفارة الألمانية في إسرائيل، أن المستشارة ستناقش إلى جانب هاتين المسألتين البالغتي الأهمية لإسرائيل، «نشاط الحكومة الإسرائيلية في المنطقة «ج» من الضفة الغربية المحتلة، ومخطط هدم الخان الأحمر وتهجير سكانه» الذي «تحتجّ عليه». ومن المتوقع أن تعقد مركل مؤتمراً صحافياً اليوم بعد اجتماع ثنائي مع نتانياهو، وأن يجتمع وزراء من الجانبين في جلسة مشتركة تغادر بعدها المستشارة الألمانية عائدة إلى بلادها، من دون أن تمرّ بمقرّ السلطة الفلسطينية رام الله. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استبق زيارة مركل بتضمين مطالبه في برقية تهنئة لمناسبة يوم الوحدة الألمانية أمس، أعرب فيها عن تقديره «لتضامن ألمانيا مع شعبنا ودعمها له من أجل تخفيف معاناته وبناء اقتصاده ومؤسساته»، قبل أن يجدد «التعويل الكبير» على دورها «المهم والفعال»ودعمها جهودنا الصادقة من أجل تحقيق السلام العادل في منطقتنا، القائم على أساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة ومبدأ حل الدولتين». وبموازاة الضغط الشعبي على برلين للتدخل من أجل منع هدم الخان الأحمر، تفعّل السلطة الفلسطينية قنواتها الرسمية في هذا المجال. وتجلى ذلك من خلال مطالبة رئيس حكومة الوفاق الوطني رامي الحمدالله ممثل ألمانيا الجديد لدى فلسطين كريستان كلاغيس بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، خصوصاً توسعها الاستيطاني ومخططاتها للتهجير القسري، لا سيما في الخان الأحمر، إضافة إلى عرضه الوضع أمام رئيس مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية جيمس هينن، خلال استقبالهما في رام الله أمس. في غضون ذلك، دانت منظمة التحرير الفلسطينية تصريحات للناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أعلنت فيها أن «قرار المحكمة العليا الإسرائيلية هدم قرية الخان الأحمر مقبول لدى الحكومة الأميركية». واعتبرت المنظمة في بيان، أن تصريحات نويرت «عبارة عن تحريض مباشر على هدم الخان الأحمر وتهجير مواطنيها، واستهتار بالإرادة الدولية الرافضة القرار الإسرائيلي، وصفعة في وجه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي تزور المنطقة». وأضاف البيان أن «جيش الاحتلال يواصل استعداداته لهدم القرية، وتهجير مواطنيها الشرعيين قسراً، وإحلال مستوطنين غاصبين مكانهم، حيث حوّل المنطقة إلى ثكنة عسكرية من خلال تجميع مئات الجنود بكامل أسلحتهم فيها، فيما يواصل المستوطنون استفزازاتهم بفتح المياه العادمة تجاه القرية، وإلقاء الحجارة على السيارات المارة وإلصاق التهم بمواطني القرية لإيجاد مبررات لجيش الاحتلال لاقتحامها». ودعت المنظمة المجتمع الدولي وقوى السلام إلى «التصدي لمثل هذه المواقف اللامسؤولة المنحازة لقوة الاحتلال من قبل الإدارة الأميركية، والتي تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين».
مشاركة :