قللت الولايات المتحدة من طلب محكمة العدل الدولية وقف العقوبات على السلع الإنسانية ضد طهران. وذلك بعد تقدم طهران بشكوى لوقف العقوبات الاقتصادية التي أعاد دونالد ترامب فرضها على طهران بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران. واعتبرت محكمة العدل الدولية أن هذه العقوبات تشكل انتهاكا "لمعاهدة الصداقة" بين البلدين والتي أعلنت واشنطن لاحقا إلغائها. وأشادت طهران بقرار محكمة العدل الدولية الذي اعتبرته انتصارا للقانون. أمرت محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة بوقف العقوبات على السلع الإنسانية المفروضة على إيران في قرار شكل ضربة قوية لواشنطن، لكن الأخيرة قللت من أهميته. وأشادت طهران بالقرار الذي اعتبرته "انتصارا للقانون" ويؤكد أنها "محقة". لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اعتبر أن القرار يشكل "هزيمة لإيران" مؤكدا أن بلاده تتخذ تدابير تأخذ في الاعتبار الحاجات الإنسانية للإيرانيين. وأضاف أن القرار "رفض في شكل قاطع كل طلبات إيران التي لا أساس لها" لرفع العقوبات الأمريكية في شكل شامل. كذلك، أعلن بومبيو أن الولايات المتحدة أنهت "معاهدة الصداقة" التي وقعت العام 1955 مع إيران والتي استندت إليها محكمة العدل لتبرير قرارها، وقال "إنه قرار كان ينبغي، بصراحة، اتخاذه قبل 39 عاما" خلال الثورة الإسلامية في 1979 والتي أفضت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويأتي القرار المفاجئ للمحكمة، أعلى هيئة قضائية لدى الأمم المتحدة تتخذ من لاهاي مقرا لها، بعدما نظر القضاة في الشكوى المقدمة من إيران لوقف العقوبات الاقتصادية التي أعاد ترامب فرضها في ايار/مايو الفائت بعد انسحابه من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى في تموز/يوليو 2015. وحكم القضاة بالإجماع بان العقوبات على بعض السلع تشكل انتهاكا "لمعاهدة الصداقة" المبرمة بين إيران والولايات المتحدة عام 1955. وقال رئيس المحكمة القاضي عبد القوي أحمد يوسف إن "المحكمة توصلت بالإجماع الى أنه على الولايات المتحدة أن ترفع وعبر وسائل من اختيارها، كل عراقيل تفرضها الاجراءات التي أعلنت في 8 ايار/مايو 2018 على حرية تصدير أدوية ومواد طبية ومواد غذائية ومنتجات زراعية إلى ايران". واعتبرت المحكمة أن العقوبات على سلع "مطلوبة لاحتياجات انسانية قد تترك أثرا مدمرا خطيرا على صحة وأرواح أفراد في ايران". ورأت أيضا ان العقوبات على قطع غيار الطائرات يمكن أن "تعرض سلامة الطيران المدني للخطر في ايران وكذلك أرواح مستخدميها". ورحّبت وزارة الخارجية الإيرانية بقرار المحكمة باعتباره "إشارة واضحة" الى أن إيران "محقة". وقالت الوزارة في بيان إن الحكم الذي أصدرته المحكمة "يظهر مجددا أن الحكومة الأمريكية .. تصبح معزولة يوما بعد يوم". وتعليقا على قرار واشنطن الغاء معاهدة الصداقة، كتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على تويتر "اليوم، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة حقيقية بين الولايات المتحدة وايران بعدما أمرتها محكمة العدل الدولية بوقف انتهاك المعاهدة عبر فرضها عقوبات على الشعب الايراني. نظام خارج عن القانون". فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 04/10/2018
مشاركة :