أرسل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة مسجلة تم بثها خلال صلاة تجنيز مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير الشهيدة دميانة بالبراري، وذلك خلال تواجده بالولايات المتحدة الأمريكية وتعذر حضوره. جاءت الكلمة كالتالي: "يعز علينا أن نودع هذا المطران الجليل مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير الشهيدة دميانة بالبرارى، نودع في شخصه المبارك مسؤوليات كثيرة تحملها وخدم في الكنيسة قرابة النصف قرن، أسقفًا ومطرانًا وممثلًا للكنيسة في كثير من المؤتمرات على مستوى العالم كله. ونودع في شخصه المبارك عمود من أعمدة الكنيسة المعاصرة في خدمتها وفي عملها وفي بحثها الدائم. نودع هذا المطران الجليل الذي تعاملنا معه، وكان له عملًا كبيرًا في حقل الكنيسة، ليس في مصر فقط ولكن في كل العالم. مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوى كانت له صفات كثيرة. ومن صفاته الجميلة أنه كان باحث ومدقق في الكتاب المقدس وبالأحرى كان موسوعة في الكتاب المقدس. وكان له التدقيق الشديد حتى في الحروف وليس الكلمات فقط. ومحبته للكتاب المقدس جعلته سابحًا في الكتاب ليبحث عن الجواهر ويبحث عن الجدد والعتقاء. ويستخرج المفاهيم اللاهوتية والمفاهيم الروحية الكثيرة ويغوص في أعماق الكتاب المقدس. كثيرً ما كنا نراه فى عظاته وسط الشعب يوصل لنا أعماق مواضيع كثيرة في العهد القديم والجديد، وكان الأنبا بيشوى ممثلًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في كثير من المحافل وكان عضوًا في مجلس الكنائس العالمي وعضوًا في مجلس كنائس الشرق الأوسط. وعضوًا في مجلس كنائس مصر. وهذه المجالس الكثيرة كان يعمل فيها بكل جد وكل إخلاص. وعلى يديه وبعلمه الغزير تحققت نجاحات كثيرة في هذه اللقاءات. كما أنه رئيس اللجنة المشتركة بين الكنائس الـ ORIENTAL (الشرقية القديمة) وبين الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية في الحوارات اللاهوتية عبر عشرات السنين. وكنا نراه أنه كان الذراع الأيمن للمتنيح البابا شنودة الثالث في مثل هذه الحوارات الكثيرة بدءًا من التسعينيات وصاعدًا، في سنوات كثيرة وفي اجتماعات كثيرة، حتى الوصول إلى صياغات إيمانية مقبولة من الجميع، كان عمله دؤوب وبحثه دقيق. وكان يتميز دائمًا بالاحتمال وطولة البال في البحث وفي الحوار. وليس فقط في هذه الحوارات اللاهوتية ولكن أيضًا في لجان المجمع المقدس، فكان مقررًا في عدد من اللجان الموجودة في المجمع المقدس في لجان العلاقات الكنسية ولجان التشريع والإيمان ولجان القنوات الفضائية وعدد آخر من اللجان شارك فيها وكان حضوره دائمًا يتميز بعمله الدقيق حتى في الكلمة والتعبير عن كل شيء، وكان يهتم بخطه الجميل ويكتب الكلمات والتوصيات والقرارات. كما أنه عمل سكرتيرًا للمجمع المقدس على مدار ٢٧ سنة وكان عمله يكتب تقرير في كل جلسة بخطه ويوقع عليه البابا وأعضاء المجمع ويحفظها في سجلات، حيث إنه كان دقيقًا في كل كلمة تذكر. كما أنه رأس العديد من مجالس الكنائس الكبرى لإضافتها وحسن استخدام مواردها في الخدمة. ونذكر له أيضًا أنه كان يعمل معمرًا في إيبارشيته الواسعة ويبني الكنائس واهتم كثيرًا بتعمير دير القديسة دميانة للراهبات والمكرسات، وصار رئيس لأكبر دير في الكنيسة القبطية يحوى عددًا كبير من الراهبات. وله خدمة كثيرة في كل مكان واهتم أيضًا بالتعمير في إنشاء عدد من الكنائس خارج مصر، وكان له علاقة قوية جدًا بالكنيسة الإثيوبية والكنيسة الإريترية. وفوق كل هذا نذكر له محبته للفقراء حيث أن هذا الجانب قد لا يعلمه الكثيرون، ولكنه كان يخدم حالات كثيرة تحتاج مساندة ومعونة ورعاية بكل صورها، ونحن بألم شديد يعز علينا فراقه المفاجئ ولكننا نراه يصلي من أجلنا في السماء. بسم المجمع المقدس والآباء المطارنة والأساقفة وبسم الكنيسة وكل هيئاتها نعزي أبنائه الأحباء وكل محبيه وأيضًا الأمهات والمكرسات في هذا الدير ونعزي كل الذين تعاملوا معه، وليس في مصر فقط ولكن خارج مصر أيضًا، في كل المحافل التي تواجد فيها، نودعه على رجاء القيامة ونصلي أن يعطينا الله النهاية الصالحة ويعطينا أن نمجده، خالص التعازي للجميع. ولولا السفر وبرنامج الزيارة في الولايات المتحدة الأمريكية المعد مسبقًا لكنت أحضر معكم لكنني أحضر معكم حضورًا فرضيًا. وأشارككم الألم والعزاء، راجيًا أن يعزينا المسيح جميعًا، له كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد أمين."
مشاركة :