تراجعت أسعار النفط، أمس، عن أعلى مستوى في 4 أعوام الذي سجلته في الجلسة السابقة، بفعل زيادة المخزونات الأميركية، وبعد أن قالت مصادر: «إن روسيا والسعودية أبرمتا اتفاقاً خاصاً في سبتمبر لزيادة إنتاج الخام». وبحلول الساعة 0625 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتاً أو 0.4% عن الإغلاق السابق، ليجري تداولها عند 85.99 دولار للبرميل. وبلغ خام «برنت» أعلى مستوى في 4 أعوام عند 86.74 دولار للبرميل أمس الأول، بسبب توقعات انخفاض المعروض في السوق قبيل عقوبات أميركية على صادرات النفط الإيرانية من الشهر المقبل. وتراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 29 سنتاً أو 0.4% إلى 76.12 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام الأميركية زادت نحو 8 ملايين برميل الأسبوع الماضي إلى 404 ملايين برميل تقريباً، وهي أكبر زيادة منذ مارس 2017. ويأتي الاتفاق السعودي الروسي في وقت تصعد فيه الأسعار في الأسواق قبل بدء فرض عقوبات أميركية على قطاع النفط الإيراني اعتباراً من 4 نوفمبر المقبل، حيث يتوقع كثير من المحللين أن يؤدي ذلك إلى غياب إمدادات، تقدر بنحو 1.5 مليون برميل يومياً عن السوق. وأظهرت بيانات اقتصادية، أمس، أن إنتاج السعودية وروسيا من النفط الخام زاد بمقدار مليون برميل يومياً، مع إمكانية زيادة الإنتاج بصورة أكبر. وكانت أسعار النفط قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 4 سنوات، في أعقاب اجتماع الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» ومن خارجها في الجزائر الشهر الماضي، الذي أشار إلى إمكانية زيادة الإنتاج في الوقت المناسب. وبعد ارتفاع الأسعار مؤخراً سعت روسيا والسعودية، أكبر دولتين مصدرتين للنفط في العالم، إلى توجيه رسالة واضحة لتهدئة مخاوف المستهلكين. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قوله أمس: «إن «أوبك» تستطيع من الناحية الفنية زيادة إنتاج النفط 1.3 مليون برميل يومياً». وكان الوزير السعودي يتحدث خلال منتدى للطاقة يحضره في موسكو بين دول من «أوبك» ومنتجين غير أعضاء في المنظمة. كما أعلن الفالح أن جزءًا كبير من الطاقة الإنتاجية الفائضة المشتركة مع الكويت يمكن تشغيله خلال فترة وجيزة. وتبلغ طاقة إنتاج النفط السعودي 12 مليون برميل يومياً حالياً، وقال وزير الطاقة السعودي: «إن إنتاج السعودية كان أقل من 10 ملايين برميل يومياً خلال أول 5 أشهر من العام. وفي أكتوبر ننتج نحو 10.7 مليون برميل يومياً.. أتوقع أن يكون الإنتاج في نوفمبر أعلى»، متوقعاً تحطيم الرقم القياسي للإنتاج المسجل في نوفمبر 2016. كما أشار الفالح إلى أن السعودية ستستثمر 20 مليار دولار في الأعوام القليلة المقبلة للمحافظة على طاقتها الفائضة من إنتاج النفط وزيادتها. من جانبه، قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أمس: «إن موسكو أكدت التزامها الذي قدمته في يونيو بزيادة إنتاج النفط». وكان نوفاك يتحدث إلى الصحفيين على هامش منتدى الطاقة في موسكو. وأضاف أن كل الدول المشاركة في المنتدى غير الرسمي أكدت التزامها بزيادة الإنتاج بموجب اتفاق يونيو. جاء ذلك، فيما دعا فاتح بيرول، مدير وكالة الطاقة الدولية، أمس، كبار منتجي النفط لاتخاذ «الخطوات الصحيحة» لتهدئة المخاوف بشأن الإمدادات التي دفعت أسعار الخام لأعلى مستوى في 4 سنوات. وقال في مكالمة هاتفية: «إن الوقت الحالي هو المناسب لكل اللاعبين، خاصة كبار منتجي ومصدري النفط، لدراسة الوضع، واتخاذ الخطوات الصحيحة لتهدئة السوق، وإلا فلا أتوقع استفادة أي طرف». وأضاف أن زيادة أسعار النفط إلى أكثر من 85 دولاراً للبرميل، تزامناً مع مخاوف بشأن التجارة العالمية، تفرض ضغوطاً كثيفة على الاقتصادات الناشئة. وقال بيرول: «الطاقة باهظة الثمن تعود في وقت سيئ للاقتصاد العالمي». وأكد بيرول أن وكالة الطاقة الدولية، التي مقرها باريس، وأسستها دول غربية في 1974 للتعامل مع صدمات الإمدادات، لا تدرس الإفراج عن أي مخزونات طارئة، لكنها تراقب الوضع في الأسواق عن كثب. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال أمس الأول: «إنه يجب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوم نفسه على ارتفاع أسعار النفط». وقال بوتين، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «تاس» الرسمية: «إذا كنت تريد العثور على الشخص المسؤول عن ارتفاع الأسعار يا ترامب، فعليك النظر إلى المرآة». وفي تغريدة سابقة، ألقى ترامب باللوم على دول غير محددة في الشرق الأوسط على مواصلة «الدفع بأسعار النفط لأعلى وأعلى». وأضاف بوتين: «إن الولايات المتحدة الأميركية مسؤولة عن العوامل الجيوسياسية التي أدت إلى رفع الأسعار». وأكد أن روسيا سوف تكون «راضية للغاية» عندما يبلغ سعر النفط 65 إلى 75 دولاراً للبرميل. السعودية تستثمر بمصفاة نفط في باكستان قال وزير البترول الباكستاني غلام سرور خان أمس، إن السعودية وافقت من حيث المبدأ على الاستثمار بمصفاة نفط جديدة تمولها الصين بميناء المياه العميقة في جوادر. وقال الوزير للصحفيين، إن شركة النفط الوطنية الباكستانية ستشارك في المشروع مع شركة النفط العملاقة «أرامكو» السعودية. وأضاف أن التفاصيل الخاصة بتكلفة المصفاة وطاقة إنتاجها ستوضع في وقت لاحق بعد الانتهاء من مذكرة تفاهم رسمية اعتمدتها الحكومة الباكستانية اليوم. ويقع ميناء جوادر في إقليم بلوخستان في جنوب غرب البلاد، وهو أهم مشروعات مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تتجاوز تكلفتها 60 مليار دولار، في باكستان. وفي الشهر الماضي دعت باكستان السعودية إلى الاستثمار في المشروعات المتصلة بالممر الاقتصادي بين الصين وباكستان ضمن مبادرة الحزام والطريق، وإن كانت الحكومة أوضحت خلال الأسبوع الحالي أن الصين ما زالت الشريك الفعلي الوحيد. وقال وزير البترول الباكستاني، إن وفداً سعودياً زار جوادر الثلاثاء. وأضاف «أظهروا اهتماماً بالاستثمار الفوري في المصفاة». وقال «جلسنا وعقدنا مباحثات أولية معهم وقرر الجانبان من حيث المبدأ أنه سيكون اتفاقاً بين الحكومتين». ويأتي هذا العرض بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان للرياض في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه. الهند تخفض أسعار البنزين والديزل قال وزير المالية الهندي أرون جيتلي، أمس: «إن الهند خفضت أسعار البنزين والديزل 2.50 روبية (0.034 دولار) للتر»، في أحدث خطوة تتخذها الحكومة، لمواجهة ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام، وتراجع العملة المحلية. وأضاف أن الخفض نتاج تقليص ضريبي بقيمة 1.50 روبية للتر، مع فقد شركات تسويق النفط إيرادات قدرها روبية واحدة لكل لتر. وطلب الوزير من حكومات الولايات خفض ضريبة القيمة المضافة على الوقود بمقدار 2.50 روبية إضافية لكل لتر. وضرائب البنزين والديزل، التي تشكل أكثر من ثلث أسعار مبيعات التجزئة للوقود، هي أحد أكبر مصادر الدخل للحكومة ومسألة حساسة للناخبين. على الصعيد نفسه، نقلت قناتا تلفزيون محليتان عن وزير النقل الهندي نيتين جادكاري قوله أمس: «إن الهند تواجه «أزمة اقتصادية» بسبب وارداتها النفطية الضخمة، قبيل اجتماع لوزراء رئيسيين لمناقشة تراجع الروبية وتفاقم العجز التجاري للبلاد». وتعتمد الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، على الأسواق الخارجية لتلبية 80% من حاجاتها النفطية.
مشاركة :