«ما تكرر تقرر» هذا ما يخشاه العقلاء وقد تمددت ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية، تحديدا مناسبات الأعراس، حيث تستعمل الذخيرة الحية بشكل عشوائي للتباهي والتعبير عن الفرح، وهذا النوع من التعبير قبيح مذموم عطفا على محاذيره، ففيه مخالفة صريحة للنظام، ليس هذا فحسب، بل يهدد حياة الأبرياء ويسحب جهود رجال الأمن ويشغلهم عن أعمالهم أيضا، فهل يجوز رغم كل هذه المحاذير أن يكون إطلاق النار بين الأحياء السكنية وفي الطرقات أو صالات الأفراح وغالب الأحايين من قبل صغار السن في حضرة الكبار تعبيرا عن الفرح؟ الحقيقة أنه لا فرح مع مخالفة النظام أو ترويع الناس.على أي حال، الرصاص لا يمكن أن يكون نذير فرحة في وقتنا الحالي، ويمكن مشاركة الناس أفراحهم وبهجتهم دون وجوده الذي يعبر بشكل أو بآخر عن الفوضى. هذا هو الأصل ومقابله فإن المجتمع قبل غيره معني بالإجابة عن السؤال، وعليه مصارحة نفسه، وكفى به أن يمرر الظاهرة السلبية المهددة لسكينته على أقل تقدير، والصحيح في السياق أن تحصين المجتمع لنفسه من الأفكار السلبية المهددة للأمن والسلامة وتخلصه من العادات المفتوحة على الإخلال بالسكينة العامة من علامات القوة المجتمعية المولدة للاطمئنان على قدرة جيل المستقبل على مواجهة الظواهر السلبية ونفيها بعيدا عن تواجده. وفي هذا كل الخير للوطن والمواطنين حاضرا ومستقبلا. في وجه العموم كثر إطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية، خاصة الأعراس، وتوسع التكرار وعم المدن وزاد التباهي حضورا في المحافظات والقرى، وهذا يعني تصاعد فرص الأضرار والإصابات، ولا يستبعد حدوث وفيات رغم تشديد الدولة ممثلة في إمارات المناطق المتواصلة توجيهاتها للجهات المعنية للتصدي لإطلاق النار في المناسبات. الأعراس وغيرها تحتاج بجدية لحماية الأهالي من الأضرار والإصابات وتحول الأفراح إلى أحزان موجعة. ختاما، المعطيات تؤكد أن تطبيق النظام بحق المخالفين بحزم أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى، وعلى وجهاء المجتمع والمثقفين توسيع مدى التوعية قبل أن تتحول هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية المنكرة إلى مشكلة فعلية تشكل بدورها تحديا أمنيا. وبكم يتجدد اللقاء.
مشاركة :