"الاقتصادية" من الرياض استقر الدولار عند أعلى مستوى في ستة أسابيع أمس بعدما ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية على خلفية بيانات قوية ما دفع المستثمرين للمراهنة على صعود العملة الأمريكية مقابل العملات ذات العائد الأعلى وعملات الأسواق الناشئة. وبحسب "رويترز"، زاد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام نحو 12 نقطة أساس أول أمس ليقفز إلى 3.23 في المائة وهو أعلى مستوى منذ منتصف 2011 بعدما جاءت بيانات الوظائف بالقطاع الخاص أقوى من المتوقع. ودفع مزيج من البيانات القوية وتعليقات مسؤولي البنك المركزي الأمريكي بشأن سعر الفائدة مؤشر الدولار إلى الارتفاع 0.2 في المائة إلى 96.1 وهو أعلى مستوى منذ 20 آب (أغسطس) ويقترب من أعلى مستوى منذ بداية العام الحالي 96.99 المسجل في منتصف آب (أغسطس). وتدعم الدولار أكثر ببيانات تظهر قوة في سوق العمل الأمريكية وتسارع نشاط قطاع الخدمات إلى أعلى مستوياته في 21 عاما في أيلول (سبتمبر). وواجهت عملات الأسواق الناشئة بعض الضغط بفعل ارتفاع الدولار حيث تراجعت الروبية الهندية إلى مستوى قياسي منخفض رغم تدخل البنك المركزي بينما نزل اليوان الصيني 0.1 في المائة مقابل الدولار. واستقر اليورو مقابل الدولار وجرى تداوله عند 1.1481 دولار بعدما سجل أدنى مستوى في ستة أسابيع في المعاملات الآسيوية عند 1.1463 دولار. واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.2933 دولار بعدما انخفض الأربعاء إلى أدنى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام عند 1.2925 دولار. وواصل الدولار الاسترالي خسائره التي بدأها الأربعاء وسجل أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 0.7091 دولار أمريكي. إلى ذلك، تحركت أسعار الذهب داخل نطاق ضيق أمس بعد بيانات للاقتصاد الأمريكي تبعث على التفاؤل وتصريحات من صناع السياسات بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) تعزز احتمالات أن يستمر البنك المركزي في مسار التشديد النقدي مما دعم الدولار. واستغل نحو نصف صناع السياسات بمجلس الاحتياطي، بمن فيهم رئيسه جيروم باول، مناسبات عامة الأربعاء للتعبير عن نظرة توافقية على نحو متزايد بأن الاقتصاد الأمريكي لا يواجه أي منزلقات. وقال جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي إن البنك المركزي قد يرفع معدلات الفائدة إلى مستويات يبدأ عندها عرقلة النمو الاقتصادي. ورغم أن باول يبدي تفاؤله بشأن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، إلا أنه أعرب عن مخاوف قال ممازحا إنها تحرمه من النوم. وذكر من بين الأسئلة التي تراوده: هل سيتسارع التضخم؟ وهل معدلات الفوائد أعلى أو أدنى مما ينبغي؟ وهل هناك مخاطر محدقة بأكبر اقتصاد في العالم؟. وأضاف باول بنبرة ساخرة خلال منتدى نظمه مركز "المجلس الأطلسي" للدراسات إنه "بالإجمال، كل شيء" يحرمه من النوم في حين أن الآخرين يرقدون مطمئنين مشيرا إلى أنه "لا أحد يريد حاكم مصرف مركزي ينام نوما عميقا". وفي طليعة هذه الأسئلة، تلك المخاوف المحيطة بالسياسة النقدية التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي، لكنه تابع "أعجز عن النوم بسبب مسائل تختلف ليلة عن ليلة". في المقابل، لفت باول إلى أن نسبة البطالة متدنية جدا في حين أن التضخم معتدل موضحا في تصريحات عكست التناقضات التي تتجاذبه "ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذه الدورة لن تتواصل لبعض الوقت". وتطرق باول إلى الأزمة المقبلة التي قد تحصل في المستقبل، فقال إنها ستكون مختلفة عن أزمة 2008 في غياب بوادر بلبلة مالية أو مشكلات في القطاع المصرفي، ورأى أنها قد تكون مشكلة مماثلة لهجوم إلكتروني. وحذر باول بأن السياسة الحمائية التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترمب وتباطؤ اقتصادات كبرى مثل الصين قد تكون عوامل "سيئة للعمال الأمريكيين والاقتصاد الأمريكي". وطرح سيناريو عكسيا، فقال إنه في حال أدت الحروب التجارية التي باشرها ترمب بقراره فرض رسوم جمركية إضافية على 250 مليار دولار من البضائع الصينية، إلى تخفيض الحواجز الجمركية وفرض احترام أكبر لقواعد التجارة الدولية، فإن "ذلك سيكون جيدا لنا". وارتفع السعر الفوري للذهب 0.1 في المائة إلى 1198.06 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن نزل 0.5 في المائة في الجلسة السابقة. وتحوم الأسعار في نطاق ضيق بين 1195.36 و1199.01 دولار، ونزلت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.1 في المائة إلى 1201.9 دولار للأوقية. ويعتقد ستيفن إينس مدير تداولات آسيا والمحيط الهادي لدى "أواندا" في سنغافورة، أن "الذهب مازال مثقلا بقوة البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تدعم لغة التشديد النقدي المتصاعدة في مجلس الاحتياطي وتعزز المعنويات إزاء الدولار". وصعدت الفضة 0.2 في المائة في المعاملات الفورية إلى 14.60 دولار للأوقية في حين استقر البلاديوم دون تغير يذكر عند 1055.70 دولار، وزاد البلاتين 0.2 في المائة مسجلا 823.5 دولار للأوقية.
مشاركة :