بيّن إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط خلال خطبة الجمعة، سبل السعادة قائلًا: "إن عُنْوانُ سعادةِ العَبْدِ إخلاصُه للمَعْبُودِ، وسَعْيُه في نَفْعِ الخَلْقِ، كما أنَّ عنوانَ شَقَاوَةِ العَبْدِ: عَدَمُ هذَيْنِ الأَمْرَيْنِ مِنْهُ، فلا إِخْلاصَ ولا إِحْسانَ". وأضاف فضيلته أن "الذين يصحُّ وصفهم بأنهم المفلحون أي الذين أدركوا ما طلبوا، وسلموا مما منه هربوا، إنما هم «المتقون» الذين اتقوا الله تبارك وتعالى، متابعًا: إنَّها لصفاتٌ مُضِيئةٌ، وعلاماتٌ جَلِيَّة، وأحوال رَضِيَّةٌ، يبلغ بها أصحابُها أشرفَ المنازل في حياتهم الدُّنيا وفي الآخرة، وتَصِل بهم إلى الغاية من رضوان الله ومحبته، ونزول الجنة دار كرامته". وأكمل أنَّهُم "يقيمون الصَّلاة بأدائها بحدودها وفرائضها الظاهرة منها، من تمام ركوعٍ وسجودٍ وقيامٍ -للقادر عليه- وتلاوةٍ وتسبيحٍ وتحميدٍ وصلاة على النبي، والباطنة: من خشوعٍ فيها وإخباتٍ، وحضورِ قلبٍ، وتفهُّمِ معاني ما يُتلى فيها من آياتِ اللهِ، وامتثالٍ صادقٍ يَظْهَرُ فيما يأتي المرءُ وما يَذَرُ من أقوالٍ وأعمالٍ، ولذا؛ فإنَّ من لم تنهه صلاته عن الإثم، فهو ممن أخلَّ بها ولم يُقمها كما أمر الله". وأردف أن "ثالث صفاتهم كما قال الإمام محمد بن جرير الطبري: لجميع اللازم لهم في أموالهم مؤدِّين، زكاةً كان ذلك أو نفقةَ مَنْ لَزِمَتْه نفقتُه، من أَهْلٍ وعِيالٍ وغيرهم، ممن تجب عليهم نفقتُه بالقرابة، والمِلك وغير ذلك". ونصح فضيلته المسلمين قائلًا: فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ، وحَذَارِ منَ الاغترارِ بدعاوى مُدَّعي الهداية والفلاحِ بغيرِ بُرْهانٍ أتاهم، وبغَيرِ حُجَّةٍ يعْتَدُّونَ بها، أو نَقْلٍ صحيحٍ، أو عَقْلٍ سَلِيمٍ، أو واقعٍ لهمْ رَشيدٍ سَديدٍ
مشاركة :