ألقى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي خطبة الجمعة اليوم, في مسجد بوترا بمدينة بوتراجايا بالمدينة الحكومية بمملكة ماليزيا. وأوصى في خطبته المصلين بتقوى الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والعمل بطاعته، ومجانبة سخطه ومعصيته، وقال:” إن تقوى الله هي خير ما تزودتم وأحسن ما عملتم، وأجمل ما أظهرتم، وأكرم ما أسررتم، وهي وصية الله لكم ولمن كان قبلكم فتمسكوا بها وحققوا مضامينها في شؤون حياتكم. وأشار فضيلته إلى أن الله تعالى قد مّن على هذه الأمة، بإنزال كتابه على أشرف رسله، فأحيا به القلوب، وأضاء به الدروب، وأرشد به العباد إلى ما تسعد به نفوسهم، وتحسن به عاقبة أمرهم، فهو الدال على الرحيم، وصراطه المستقيم، والنور الذي أشرقت له الظلمات، والرحمة التي بها صلاح المخلوقات. وبين أن مداومة قراءة القرآن الكريم تعرف العباد بربهم سبحانه، وتدلهم عليه، وتبين لهم أسماءه وصفاته وأفعاله، وتفصل لهم بداية خلقهم ونهايته، ومصيرهم بعد موتهم، وطريق السعادة ليسلكوه، وسبيل الشقاء ليجتنبوه، ومآل أهل الخير، وعاقبة أهل الشر، ففي مداومته يقف قارئه على أنباء الأمم السابقة، فيرى أيام الله فيهم، والمثلات التي حلت بهم، أو قريبا من دارهم. وقال: “إن من فضائل كتاب الله، أنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، الذين يعملون به، ففي صحيح مسلم: قال صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتَى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تُحاجان عن صاحبهما، وأصحاب القرآن وأهله، هم أهل الله وخاصته، وأرفع الناس منزلة في جنته. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن ما تمسك أحد بالقرآن، إلا عز وساد، وعلا شأنه بين العباد، حيث إن فضائل القرآن الكريم، تجاوزت كل الفضائل، وحاز أهله أعلى المنازل، فخير الناس وأفضلهم، من تعلم القرآن وعلمه، والماهر به ، مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران ، أجر التلاوة، وأجر المشقة، وله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. وقد شهد الصلاة وخطبة الجمعة, معالي وزير الشؤون الدينية الماليزية داتوك ستيا الدكتور محمد نعيم بن مختار، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا مساعد بن إبراهيم السليم وعدد من المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى ماليزيا.
مشاركة :