العدوان الطائفي على مدينة الزبير - جاسر عبد العزيز الجاسر

  • 1/5/2015
  • 00:00
  • 42
  • 0
  • 0
news-picture

وفرت الحملة الشعبية في العراق لمحاربة داعش غطاءً للمليشيات الطائفية لتفريغ المحافظات والمدن في جنوب العراق من أهل السنة، فبالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بأهل السنة جراء جرائم تنامي تنظيم داعش كبيرة، إذ دُمرت مدنهم وشرد أهلهم، وواجهوا القتل والإبعاد من قبل عناصر داعش مباشرة، فإن المليشيات الطائفية قامت تحت ستار محاربة داعش بإخراج العوائل السنية من المناطق التي أخرجت منها قوات داعش. حملات ابعاد وقتل المسلمين من أهل السنة تخصصت بها مليشيات طائفية معروفة لجميع العراقيين، ويوصفونها بمليشيات (الغدر) تحويراً للاسم الذي تسمى به (منظمة بدر) التي وسعت نشاطها الاجرامي لتشمل كل مناطق العراق، فبعد الحملة الطائفية التي نفذتها تلك المليشيات في محافظات الناصرية والبصرة والعمارة والكوت استهدفت عشيرة السعدون العشيرة العربية السنية التي أنجبت العديد من الشخصيات الوطنية العراقية، منذ اقناع شيوخها بالقدوم للعراق من المملكة العربية السعودية حيث كانت الاراضي العربية مفتوحة لبعضها البعض وكان الهدف من استدعاء شيوخ العشيرة حكم العراق كون العشيرة هاشمية الجذور حسنية الأصول، إلا أن المليشيات الطائفية ضايقت أبناء هذه العشيرة وأجبروا العديد منهم على مغادرة البصرة والناصرية والكوت المحافظات التي كان يمثلها في مجالس النواب العراقيين وحتى مجلس استانة شيوخ آل سعدون. الآن تطور الأمر وبدأت المليشيات الطائفية توسع جرائمها واعتداءاتها لتشمل رموز أهل السنة من وجهاء المدن وأئمة المساجد وحتى مرتادي المساجد، وهو ما شهدته مدينة الزبير جنوب مدينة البصرة، فقد ترصد مجرمون من المليشيات الطائفية سيارة كانت تقل ثلاثة من أئمة المساجد في مدينة الزبير، وهم الشيخ يوسف محمد ياسين امام جامع الزبير، والشيخ ابراهيم شاكر امام جامع البسام، والشيخ أحمد موسى امام جامع المزروع، وكان هؤلاء الأئمة يصطحبون معهم في نفس السيارة اثنين من طلبة العلم الذين ذهبوا جميعاً شهداء بعد قتلهم بدم بارد من قبل مجرمي المليشيات الطائفية، والهدف واضح هو ارهاب أهل السنة واجبارهم على الهجرة والخروج من مدينة الزبير التي يقطنها أغلبية من أهل السنة وتضم أسراً وعوائل من أصول نجدية استقرت في المدينة منذ مئات السنين وعملت في التجارة والتعليم مما جعل التجارة والعلم مزدهران في كل مدن محافظة البصرة التي تدين لهذه الأسر بكل ما شهدته مدن البصرة والمحافظات المجاورة من نشاط تجاري ونشر للعلم والمدارس في الزبير والبصرة وأبي الخصيب وبطيحة والناصرية وسوق الشيوخ والسماوة.

مشاركة :