متحف لاستوريا الأردني يجيب عن جميع أسئلة السائحين من غير كلام

  • 10/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قام مرشد سياحي أردني بإنشاء متحف هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط بالقرب من جبل نيبو بمحافظة مادبا، بهدف التعريف بتراث وتاريخ وتقاليد الأردن عبر المعروضات دون الحاجة إلى مرشد يجيب عن تساؤلات الزائرين، ليصبح هذا المتحف على رأس المواقع السياحية جذبا للسياح المحليين والأجانب. يخطط سامر الطوال لإنشاء متحف المشاهير وضمه إلى متحف الحكاية الشعبية الذي افتتحه في 17 مارس 2013، ولديه أفكار أخرى للتطوير والتوسيع لكنه لم يفصح عنها، مكتفيا بالقول إن جميع أفكار التطوير ستنفذ واحدة بعد الأخرى. والطوال هو مواطن أردني عمل، في البداية، مرشدا سياحيا لآثار محافظة مادبا ومواقعها السياحية، وفي كل مرة، كان يواجه بسيل من أسئلة السائحين عن الأردن وتاريخها وحضارتها وتراثها، فقرر أن يبني مجمعا سياحيا، بموارده وجهوده الذاتية، قرب جبل نيبو وأنشأ فيه متحفا كبيرا سماه (متحف الحكاية التراثي)، أو متحف ومجمع لاستوريا، الواقع في منطقة صياغة بمحافظة مادبا، تجيب معروضاته عن جميع أسئلة السائحين، وهو، الآن، المتحف الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي يجسد قصة الزمان والمكان في المنطقة. مجمع التراث قال الطوال، مؤسس المتحف والمشرف عليه، لـ"العرب": إن متحف لاستوريا يهدف إلى تعزيز فكرة التآخي بين الأديان، فمنحوتاته تجسد أحداثا تبدأ من عصر النبي نوح، بالإضافة إلى احتوائه على اللباس الذي ينتمي لكل محافظات المملكة وفلسطين والشيشان والشركس والدروز والأرمن والسريان والأدوات التراثية، التي كانوا يستعملونها وبيت شعر بمحتوياته البدوية والتراثية كافة فضلا عن عرض بعض الأدوات والملابس والصور التي تبرز تطور القوات المسلحة الأردنية على مر السنين. اكتشاف الحرف اليدوية الأردنية اكتشاف الحرف اليدوية الأردنية وبالفعل، فإن الزائر لهذا المتحف يجد فيه معروضات تراثية قديمة كالمشغولات التراثية القديمة، التي كان يستخدمها الأردنيون في القرن الماضي والقرون التي سبقته، إلى جانب مشاغل للحرف اليدوية مثل الأرابيسك والحرف التقليدية والزراعة والكتاب، فيستطيع رؤيتهم وهم يمارسون هذه الحياة من خلال رحلة تجوال في أروقة القرية، بالإضافة إلى أجنحة تحكي بالمجسمات قصة سفينة نوح، وبرج بابل ومسلة ميشع وحياة النبي موسى وحياة النبي يوحنا المعمدان (يحيى) وحياة المسيح. ويرى الزائر إلى جانب ذلك مجسم الحرم المكي وقبة الصخرة المشرفة والحرم النبوي وحياة البادية الأردنية من خلال بيت الشعر والعزف على آلة الربابة والمنتجات الحرفية ومشاغل الحرف اليدوية، ويمكنه التعرف على الحرف اليدوية الأردنية كصناعة الصدف والحفر على الخشب وصناعة الفسيفساء والتطريز اليدوي والرسم على بيض النعام. سامر الطوال: متحف لاستوريا يهدف إلى تعزيز فكرة التآخي بين الأديان، فمنحوتاته تجسد أحداثا تبدأ من عصر النبي نوح وأنبياء الله موسى وعيسى والفترات الإسلاميةسامر الطوال: متحف لاستوريا يهدف إلى تعزيز فكرة التآخي بين الأديان، فمنحوتاته تجسد أحداثا تبدأ من عصر النبي نوح وأنبياء الله موسى وعيسى والفترات الإسلامية تشير إحصاءات مديرية سياحة مادبا إلى أن عدد المنشآت السياحية في المحافظة تبلغ 87 استثمارا سياحيا موزعة على الفنادق والمطاعم السياحية والبازارات يعمل فيها 643 شخصا، ومجمع لاستوريا من أهمها. وأوضح الطوال أن المتحف “يضم أقساما كثيرة هي أقسام: الديني، والعسكري، والتراث والأزياء، والبدوي وحياة الصحراء، والسوق القديم والحرف اليدوية والحياة المجتمعية قبل خمسين عاما وكيف كانت الزراعة والصناعة، ويضم مشغلا لصناعة الفسيفساء، تم فيه إنشاء أكبر خارطة فسيفساء في العالم تبلغ مساحتها 180 مترا مربعا، ويبلغ عدد حجارتها 3 ملايين و500 ألف قطعة من الرخام والغرانيت والبازلت تسعى للدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهذه اللوحة منصوبة، الآن، في ساحة الزائرين وسط مدينة مادبا”. بلغت كلفة إنشاء مجمع الحكاية السياحي، بحسب الطوال، مليونين و830 ألف دولار أميركي، وهو يضم قاعة لكبار الزوار مجهزة بشاشة للعرض ومطعما وقاعة ألعاب وصالة سينما. قصة إنسان تسكن مؤسس المجمع والمشرف عليه فكرة أن لكل مكان حكاية ولكل إنسان حكاية لكن المكان يزول والإنسان يفنى ولا تبقى غير الحكاية، وفكرة المتحف جاءت لتحكي قصة الإنسان في المنطقة، منذ فجر التاريخ، بأسلوب عرض متسلسل وشيق، منذ عصر سيدنا نوح وأنبياء الله موسى وعيسى والفترات الإسلامية المتعاقبة، التي مرت على المنطقة. ويجسد متحف لاستوريا المعالم الإسلامية البارزة مثل الكعبة المشرفة بيت الله الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وغار ثور، الذي لجأ إليه النبي محمد وصاحبه أبوبكر الصديق أثناء هجرتهما إلى المدينة المنورة. هذا المتحف، المتميز بشموليته، والمبهر بأسلوب عرضه، أصبح قبلة للزوار من طلبة المدارس والجامعات، لإيصاله المعلومة بسهولة من خلال شرح مختلف الفترات التاريخية أمام مجسم ملموس، فيما يغص بزيارات الوفود الرسمية التي تزور المملكة، إذ أصبح على رأس المواقع التي تتم زيارتها حاليا. ورغم تراجع الحركة السياحية الأجنبية، منذ سنوات، إلا أن السياحة المحلية من مختلف الفئات تزور المتحف للتعرف عن قرب على التاريخ والتراث التقليدي الأردني.

مشاركة :