في إجاباته على أسئلة فريق مجلة «بلومبيرغ»، وضع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، النقاط على الحروف في ما يتعلق بالقضايا والملفات المتعلقة في بلاده. أجاب ولي العهد بشفافية ووضوح على أسئلة تتعلق بموقف المملكة من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول بلاده، وثوابت سياستها الخارجية والتي تجلت في التعامل مع تصريحات مسؤولين ألمان وكنديين، وفي مقابل ذلك؛ وقوف المملكة إلى جانب أشقاءها في الخليج. وتطرق الحوار إلى اكتتاب شركة أرامكو السعودية واستحواذها على حصة في شركة سابك، إضافة إلى أسعار النفط ومحاولة المملكة ودول منتجى أخرى لتعويض النقص في الإمدادات بعد تقلص الحصة الإيرانية، وإنتاج النفط من المنطقة المحايدة بعد تسوية الأمور مع الكويت. وتناول الحوار أيضاً ملف الاستثمارات السعودية الخارجية، وجلب الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد ومستقبل صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق «سوفت بنك»، والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والهيكلية التي تنتظرها المملكة وخصخصة قطاعات الدولة، وملف البطالة بين السعوديين وخلق الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص. وأشار إلى الموقوفين والموقوفات في قضايا أمنية والمتهمين بالتخابر مع دول أجنبية، أو ضمن ملف مكافحة الإرهاب، وآخرين مرتبطين في ملف الفساد، أو ما عرف بـ«الريتز كارلتون»، وكذلك اختفاء جمال خاشقجي في تركيا، ورؤيته للحرب في اليمن، ومستقبل منطقة «نيوم»، مشيراً إلى ترقب أخبار عنها. الإصلاح الاقتصادي: الدين الإسلامي هو النموذج، والمتطرفون يحاولون نقله إلى الجانب الخاطئ، وحققنا الكثير في السنة الماضية مقارنة بما حُقق في الثلاثين سنة الماضية. لم أدع نفسي مصلحاً للمملكة، أنا ولي عهد السعودية وأحاول أن أبذل قصارى جهدي من خلال منصبي. لا يهمني كيف ينظر العالم إلي بقدر ما يهمني ما يصب في مصلحة البلاد والشعب السعودي. وأي أمرٍ يخدم الشعب السعودي والسعودية كدولة، سأفعله بكل قوة، بغض النظر عن الانطباعات التي سيخلقها عني. لا يمكنك أن تقوم بإعادة هيكلة من دون وجود آثار جانبية. اليوم نحن أقوى بكثير، نتحدث اليوم عن ميزانية 2019، التي زادت عن تريليون ريال لأول مرة في المملكة. الزيادة في المداخيل أو الإيرادات غير النفطية وصلت إلى 300%. يوجد هناك إنجازات ضخمة تتيح لنا التعامل مع القضايا الأخرى من الآن فصاعداً. معدل البطالة سيبدأ في الانخفاض بدءاً من عام 2019 حتى يصل إلى 7% في عام 2030 على النحو المستهدف في «الرؤية». عملية خلق الوظائف ستبدأ من عام 2019، وربما في أواخر عام 2018. نسير في الاتجاه الصحيح لكن لن يتم تحقيق كل شيء اليوم. صافي الاستثمار الأجنبي في سوق الأسهم السعودية ارتفع بنسبة 40.4٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017. لننظر إلى أرقام 2018، إنها أعلى من أرقام 2017 بنسبة 90% وهذا يعني أننا نسير في الاتجاه الصحيح. لن يكون هناك أي فرض لضرائب جديدة حتى عام 2030. ستبدأ أكثر من 20 شركة بالتحول إلى القطاع الخاص في عام 2019، ومعظم الشركات ستكون في مجال تحلية المياه. في الربعين الأولين (من عام 2018) تحصلنا على زيادة في الاستثمار بنسبة 90% في المملكة. أصلحنا أسعار الوقود في السعودية، وأسعار الكهرباء والمياه تم إصلاحها، ولذا تم تحقيق الإصلاح. ليس هناك إصلاحات في الطريق سنتجنبها. في الرد على تصريحات الرئيس ترامب:  السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأميركية.  لا يمكنك أن تحظي بأصدقاء يقولون أموراً جيدة عنك بنسبة 100% حتى داخل عائلتك.  كندا أعطت أمراً للسعودية في شأن مسألة داخلية (سعودية) ولم يكن رأي كندا حول السعودية بقدر ما هو إعطاء أمر لدولة أخرى.  لن ندفع شيئاً مقابل أمننا.  جميع الأسلحة التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأميركية دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية. حول أسعار النفط واكتتاب «أرامكو»:  على مدى تاريخ السعودية لم نقرر قط ما إذا كان سعر النفط صحيحاً أم لا.. السعر يعتمد على العرض والطلب.  في عام 2020 سيتم طرح «أرامكو» للاكتتاب العام، وحاولنا الدفع بطرحها في أقرب وقتٍ ممكن، ولكن هذا هو الجدول الزمني، بناءً على الوضع الراهن.  «أرامكو» أكبر اكتتاب عام في تاريخ البشرية.  نصدر ما يُقدر ببرميلين إضافيين مقابل أي برميل مفقود من طرف إيران أخيراً.  في السعودية 1.3 مليون برميل جاهزة يومياً في حال احتاجت السوق لذلك.  حل الخلاف السعودي - الكويتي حول الإنتاج من المنطقة المحايدة مسألة وقت.  شراء «أرامكو» حصة 70% من «سابك» ستكون في منتصف عام 2019 وقد تكون أقرب أو أبعد من ذلك.  ملكية «أرامكو» ستكون في يد الحكومة السعودية غير أن أموال الاكتتاب ستذهب إلى صندوق الاستثمارات العامة. عن كندا وجمال خاشقجي: كل قائد يحاول القيام بالأفضل من أجل الوصول إلى أفضل وضع لبلاده، هذا هو عمله. يجب على كندا الاعتذار ببساطة. كما يجب عليهم أن يعرفوا أنهم قد ارتكبوا خطأً. الحكومة الكندية التي لا تملك معلومات عمَّا يحدث، والتي لا تملك الحق في التدخل في تلك المسألة، تقوم بالتدخل وهذا أمر غريب حقّاً. جمال خاشقجي مواطن سعودي ونحن حريصون جدّاً على معرفة ما حدث له. نحن مستعدون للترحيب بالحكومة التركية في حال كانوا راغبين في البحث عن خاشقجي في المبنى الخاص بنا (القنصلية). المبنى يعد منطقة سيادية، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والقيام بكل ما يريدونه. في حال طلبوا ذلك، فسنسمح لهم قطعاً بالقيام به. فليس لدينا ما نخفيه. عن شبكات التجسس والموقوفين: الحديث لديبلوماسي يختلفُ تماماً عن الحديث إلى الاستخبارات، وتقاضي الأموال، والحصول على مبالغ مالية مقابل تسريب المعلومات. قطر واحدةً من بين الدول التي جندت بعض هؤلاء الأشخاص (الموقوفين)، وبعض الوكالات التي تعملُ بشكلٍ غير مباشر مع إيران. عن الحرب في اليمن: نأمل أن ينتهي الصراع في اليمن في أقرب وقت ممكن. لا نريد أن يكون لدينا «حزب الله» جديد في شبه الجزيرة العربية وهذا خط أحمر ليس بالنسبة للسعودية فحسب وإنما للعالم أجمع. لا أحد يريد وجود «حزب الله» في مضيقٍ يمر من خلاله حوالى 15% من التجارة العالمية. لا يمكننا أن نخاطر بأمننا القومي لصالح علاقاتنا مع دول أخرى. عن موقوفي «الريتز كارلتون»: حصل من موقوفي «الريتز كارلتون» على أكثر من 35 بليون دولار اليوم. وتم تحصيل 40% من المبلغ الحالي على شكل نقد، والـ60% الباقية على شكل أصول. تبقى حوالى ثمانية أشخاص (من موقوفي «الريتز كارلتون») هم الآن مع محامين خاصين بهم ويواجهون (القانون).
مشاركة :