اعتقلت ميليشيات جماعة الحوثيين عدداً من المتظاهرين بينهم نساء في صنعاء أمس، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الأساسية، في وقت نشرت الجماعة مسلحيها في شوارع المدينة وأحيائها، خوفاً من اتساع الاحتجاجات. وترددت معلومات عن اطلاق الحوثيين النار على المتظاهرين. في غضون ذلك، قال مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، في رسالة إلى مجلس الأمن والمنظمة الدولية، إن «هناك أدلة كثيرة على تدخلات إيران ودعمها الحوثيين، وتزويد ميليشياتهم صواريخ باليستية» (راجع ص2). وفي تطور لافت، قال السفير اليمني لدى روسيا أحمد سالم الوحيشي أن حكومة بلاده «لا تمانع في أن يكون تسليم ميناء الحديدة لرقابة الأمم المتحدة، مخرجاً لأزمة الميناء». وأكد لوكالة «سبوتنيك» أن الحكومة «اقتنعت باقتراح سابق (للموفد الدولي مارتن غريفيث) لإدارة الميناء من قبل الشرطة المحلية الموجودة سابقاً، وبإشراف الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن عائدات الميناء «يجب أن تحول إلى المصرف المركزي في عدن، كي تدفع الحكومة رواتب الموظفين في كل المحافظات». وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أعلن أول من أمس، أن جماعته قدمت اقتراحاً إلى غريفيث، بقبول الرقابة الأممية على ميناء الحديدة. وعلى صعيد التظاهرات في مدن جنوب اليمن وصنعاء، احتجاجاً على تفاقم الغلاء، أكدت مصادر لـ «الحياة» أن «الزينبيات» (قوة نسائية تابعة للحوثيين) اعتدين على عدد من النساء المحتجات بالضرب في «ميدان التحرير» وسط العاصمة. وأفادت وكالة «خبر» بأن مسلحين من جماعة الحوثيين أطلقوا النار على المحتجين في الميدان، ما أدى إلى جرح بعضهم. وأشارت مصادر أمنية إلى أن الجماعة أغلقت «جامعة صنعاء» ونشرت مدرعات على مداخلها، واعتقلت عشرات الطلاب»، لافتةً إلى أن 18 طالبة بين المعتقلين، اقتدن إلى قسم شرطة الجديرب، ومنه إلى معتقلات». وشهد محيط المنشآت العسكرية والأمنية حراسات مشددة، ومتاريس وحواجز ترابية، فيما استحدثت الميليشيات عشرات من نقاط التفتيش، ومنعت المواطنين من السفر من صنعاء وإليها. ودانت «رابطة أمهات المخطوفين» خطف الميليشيات عدداً من النساء المحتجات، معتبرةً ذلك «جرائم خارجة عن عادات المجتمع اليمني المحافظ». وكان ناشطون دعوا إلى تظاهرات تحت عنوان «ثورة الجياع» أو «هبة صنعاء»، احتجاجاً على انتهاكات الحوثيين، والأوضاع الاقتصادية الصعبة. إلى ذلك، طالبت منظّمتا «يونيسكو» و «يونيسيف» ومبادرة «التعليم لا يمكن أن ينتظر» و «الشراكة العالمية من أجل التعليم» الحوثيين باستئناف دفع رواتب المدرسين في مناطق سيطرتهم، وعددهم 145 ألف مدرس. وحذّرت المنظمات في بيان لمناسبة «يوم المعلّم العالمي»، من أن «يؤدّي التأخير في دفع الرواتب إلى انهيار قطاع التعليم، ما سيؤثّر في ملايين الأطفال، ويجعلهم معرضين للتشغيل والتجنيد». ميدانياً، تمكن الجيش اليمني أمس، من السيطرة على «جبال العظيدة» المطلّة على مركز مديرية باقم شمال محافظة صعدة، بعد معارك ضارية مع الحوثيين.
مشاركة :