طلبة جامعيون يستعدون لسوق العمل بدوام جزئي

  • 10/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: آية الديب تطرح جامعات عدة مبادرات؛ توفر خلالها فرصاً للطلاب؛ للعمل بنظام العمل الجزئي في مقراتها، وفق عدد محدد من ساعات العمل، وتقدم لهم مكافآت مالية؛ لإنجازهم هذه الأعمال، وتتيح لهم العديد من المهام المختلفة والمتنوعة، التي يمكن لهم أن يسهموا في إنجازها؛ حرصاً منها على دعم وتأهيل الطلاب؛ للالتحاق ببيئات العمل المختلفة.وأكد عدد من أساتذة الجامعات، أن العمل الجزئي خلال الدراسة الأكاديمية في الجامعة، لا يؤثر في التحصيل الدراسي للطلاب؛ لأنه يتم وفق معايير محددة، كما أنه يساعد الطلاب على الاندماج في بيئات عمل مختلفة، ويكسبهم الخبرات المطلوبة، ويساعدهم على اختيار مجالات العمل، التي تناسبهم مستقبلاً، مشيرين إلى أن الطلاب، الذين يعملون جزئياً في الجامعات يمتلكون دافعاً أكبر لمواصلة الدراسة بعد التخرج، ويتاح لهم التواصل مع جهات أخرى خارج الجامعة قد توفر لهم فرصاً للتوظيف. رأى طلاب الجامعات أن العمل الجزئي خلال الدراسة، يساعدهم على تحمل المسؤولية، وتخفيف العبء المادي الناتج عن المصروفات الدراسية عن كاهل أسرهم، وأنه يتم وفق ساعات عمل مرنة، تتناسب مع جداولهم الدراسية، وأن تنظيم الوقت هو سر نجاح الطالب في هذا العمل بالتوازي مع دراسته الأكاديمية، مشيرين إلى رفض الكثير من الأهالي التحاق أبنائهم بالعمل الجزئي، اعتقاداً منهم أن الهدف منه هو الربح المادي فقط.800 فرصة عمل جزئي وقال الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، ل «الخليج»: توفر الجامعة في فرعيها في أبوظبي ودبي ما بين 700 إلى 800 فرصة عمل جزئي سنوياً للطلاب، وتتنوع هذه الفرص بين العمل كباحثين مساعدين لأعضاء هيئة التدريس، أو العمل في قسم تسجيل الطلاب الجدد والراغبين في الالتحاق بالجامعة، أو العمل على عقد مراجعات للطلاب الآخرين، أو في مركز إرشاد الجامعة، وغيرها من فرص العمل بالأعمال الإدارية في الجامعة. وأضاف: تقدم فرص العمل الجزئي للطلاب وفق آليات محددة تضمن عدم تأثير هذا العمل على تحصيلهم الدراسي، كالالتزام بعدد ساعات عمل معينة تبلغ نحو 15 ساعة، ولا تزيد على 20 ساعة أسبوعياً، وفق ما يتناسب مع الطالب، كما يتم تقديم مكافآت مالية للطلاب؛ تقديراً لجهودهم في هذه الأعمال. بيئة العمل واعتبرت الدكتورة فاطمة القاسمي مديرة إدارة التسهيلات الطلابية في جامعة زايد، العمل الجزئي للطلاب بأنه تجربة ثرية للطلاب، تضيف لهم، وتصقل مهاراتهم، قائلة: معظم دراسات الطلاب خلال القاعات الدراسية تقتصر على الجانب النظري فقط، والانخراط في مجال العمل بشكل مبكر ولو بصورة جزئية يكون تكاملاً لدراساتهم؛ إذ يضيف لهم الخبرة العملية، ويهيئهم للاندماج في بيئة العمل بعد التخرج، على عكس الطلاب، الذين يتخرجون دون تجربة العمل؛ حيث إنهم يتفاجأون ببيئات العمل المختلفة. وأشارت إلى أن الطلاب الذين يندمجون في مجال العمل بالتوازي مع الدراسة، يمتلكون دافعاً أكبر لمواصلة الدراسة بعد التخرج، كما تتيح لهم التواصل مع جهات أخرى خارج الجامعة قد توفر لهم فرصاً للتوظيف، مؤكدة أن العمل الجزئي لا يؤثر في التحصيل الدراسي للطلاب؛ لأنه يتم وفق معايير محددة. توجيه المسار وقالت الدكتورة هيفاء عبدالجابر، المحاضر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة زايد: العمل الجزئي يعلم الطلاب تحمل المسؤولية، والعديد من جامعات العالم تطبق هذا النظام منذ سنوات.وأشارت إلى أنها تلقت دراستها الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تعمل بنظام العمل الجزئي إلى جانب الدراسة الأكاديمية، وأن العمل بهذا النظام لم يقتصر على كونه مصدراً للربح لها؛ بل كان له أثره الكبير في توجيه مسارها التعليمي والوظيفي فيما بعد. وأضافت: كنت أقوم بمهام التدريس لطلاب آخرين كتدريس اللغة الإنجليزية والرياضيات، والعمل بشكل جزئي على إنجاز هذه المهام؛ هو ما دفعني لاستكمال دراستي الجامعية بعد التخرج، إلى أن أصبحت عضوة من أعضاء هيئة التدريس.وأكدت أن العمل الجزئي خلال دراستها الجامعية، لم يؤثر في تحصيلها الدراسي؛ نظراً لأنه لم يكن يزيد على 20 ساعة كحد أقصى أسبوعياً، وكان محدداً بأيام معينة، علاوة على عدم السماح بالعمل الجزئي للطلاب خلال فترة الامتحانات؛ حرصاً من الجامعة على عدم تأثير هذا العمل على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي في هذه الفترة. وشددت على ضرورة توجيه الطلاب في العمل الجزئي وفقاً لما يتطابق مع هواياتهم وتوجهاتهم، لافتة إلى أن إقبال فئة الطالبات الإناث على العمل الجزئي في مختلف الجامعات يكون بشكل أكبر من إقبال الطلاب الذكور.فجوة كبيرة وقالت الدكتورة وفاء زغبر مساعد العميد للبحوث في الكلية الجامعية بجامعة زايد: عادة ما توجد فجوة كبيرة بين بيئة العمل والدراسة الأكاديمية؛ نظراً للاختلاف الكبير بين البيئتين، ويعد العمل الجزئي تفاعلاً وتكاملاً بين البيئتين، ومساعدة للطلاب؛ لتشكيل شخصياتهم، ورؤية الوجه الآخر للحياة، مؤكدة أن العمل الجزئي للطلاب لا يؤثر في تحصيلهم الدراسي؛ حيث يتوفر لدى الطلاب العديد من أوقات الفراغ، ولابد من شغلها بالأعمال والمهام، التي تصب في مصلحتهم مستقبلاً. وأضافت: الخبرة تكون مطلوبة للطلاب حتى يحصلوا على الوظائف المختلفة بعد التخرج؛ حيث إن الخريجين الجدد الذين حصلوا على خبرة في مجال عملهم ولو داخل الحياة الجامعية، تكون لهم الأولوية في الاختيار للوظائف، عن أقرانهم من الخريجين غير المتمتعين بأية خبرة، مؤكدة أن تنوع الأعمال والمهام، التي تقدمها الجامعات للطلاب بنظام العمل الجزئي، يتيح لهم الاندماج في بيئات عمل مختلفة. المكافآت المادية وقال إبراهيم الزعابي، طالب في تخصص علم الاجتماع في جامعة عجمان: العمل الجزئي للطلاب خلال فترة الدراسة الأكاديمية؛ يعلم الطلاب تحمل المسؤولية، ولاسيما فئة الطلاب الذكور؛ إذ يساعدهم في تخفيف العبء المادي عن أسرهم؛ إذ يساهمون بتحمل المصاريف مع أسرهم؛ من خلال المكافآت المادية، التي يحصلون عليها، وخاصة أننا في وقت يصعب فيه تحصيل وظائف للخريجين الجدد. تنظيم الوقت ولفتت العنود عبيد الشميلي الطالبة في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إلى مساهمة العمل الجزئي في تطوير مهارات الطلاب، وإكسابهم الخبرات المختلفة بشكل سريع؛ نظراً للاحتكاك والتعامل المباشر مع ذوي خبرات تصل لسنوات، مؤكدة أنه لابد وأن يكون وفق ساعات عمل مرنة، تتناسب مع محاضرات وجداول كل طالب، وأن يسمح لهم بالتوقف عن العمل خلال فترة الامتحانات مؤقتاً، حتى لا يؤثر العمل في تحصيلهم الدراسي خلال هذه الفترة. خبرة مطلوبة وقال خلفان الرميثي الطالب في كلية الاتصال والإعلام في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا: شهادة تخرج بتقدير امتياز في مجالي بدون خبرة، غير قادرة على تأهيلي للعمل، خاصة وأن مجال الإعلام يحتاج إلى الخبرة في العمل الميداني، التي لا تكتسب إلا من خلال العمل والتدريب العملي خارج الإطار الأكاديمي، بما يوجه إلى ضرورة العمل جزئياً.

مشاركة :