العمل الجزئي لطلبة الجامعة من شأنه أن يرقى بالطالب ويمنحه الكثير من المهارات والملكات الإبداعية الفكرية والإنسانية، لذا تحرص المؤسسات الأكاديمية على وجود قسم يتابع هذا الموضوع ويوفر للطلبة فرصاً للعمل داخل الجامعة وخارجها حيث المجال مفتوح من قبل المؤسسات والدوائر الحكومية كما الخاصة لإتاحة الفرص أمام الطلبة . فضلاً عن إمكانية إضافة مهام العمل إلى السيرة الذاتية والتي تنفع الطالب عند التقدم إلى وظيفة ما . إذا تحدثنا عن الجوانب الأخرى وإيجابيات عمل الطلبة في ساعات الفراغ وأثناء الإجازات خاصة الاجتماعية، فنلاحظ أن له جانباً مهماً ألا وهو أنه يحد من تسكع الطلبة خلال أوقات الفراغ . مجموعة من آراء الطلبة والمسؤولين عن مراكز التدريب المهني في السطور التالية تبين الآراء المختلفة حول عمل الطلبة . ديانا وهبة طالبة سنة أولى هندسة مدنية في الجامعة الأمريكية بالشارقة رحبت كثيراً بفكرة العمل خلال الدراسة وتحديداً خلال العطلات والمناسبات، وتشجع الطلبة كافة على هذه العادة الحميدة . والتي من شأنها أن ترقى بالطالب ومؤهلاته إلى مستويات أعلى ليس فقط من الناحية الدراسية بل والخلقية والاجتماعية والمهنية، ومن شأنها أيضاً أن تكسبه مهارات إبداعية تفيده في مستقبله . حسن سعيد سنة ثانية في الهندسة المدنية في الجامعة الأمريكية بالشارقة يقول: إن العمل أثناء الدراسة له ميزة كبيرة جداً، فهو يخفف من الاعتماد على الأهل ومن الطلبات الكثيرة التي نطلبها منهم، من أغراض للسيارة أو احتياجات وملابس إضافة إلى المصروف، كل ذلك يشكل عبئاً عليهم، وكذلك رغبتي في تحسين مهاراتي وملكاتي الإبداعية من خلال المشاركة في الكثير من الفعاليات داخل الجامعة وخارجها، وبشكل مستمر . ويضيف: أعمل يومياً بمعدل ساعتين في الاستقبال، و5 ساعات في أيام العطلات، وأستمتع بهذه الأوقات كثيراً، لكوني اكتسب مهارات في التعامل مع شرائح مختلفة من الجنسيات وبذلك أكون مستعداً إلى المستقبل . وفيما يتعلق بكيفية تنظيمه للوقت وما إذا كان العمل الإضافي يؤثر في دراسته، أنكر حسن هذا الأمر كلياً، مؤكداً أن حسن تنظيم الوقت والساعات، هو المطلوب في مثل هذه الحالة . وهو يعرف تماماً كيف يقسم أدواره، والأمر الذي يفيده ويساعده أنه مقيم في سكن الجامعة، ويستغل هذه الأوقات في العمل . على الرغم من اعتراض والده على هذا الأمر لكونه يفضل أن يتفرغ إلى الدراسة كلياً . وينصح حسن أقرانه بان يعملوا خلال دراستهم بدلاً من إمضاء أوقات فراغهم في أمور لا جدوى منها . مريم حلواني طالبة في السنة الأخيرة إدارة أعمال في الجامعة الأمريكية أشارت إلى أنها بدأت بالعمل الجزئي منذ مدة قصيرة كي تكون على استعداد للعمل بعد التخرج والتزود بملكات التعامل مع الآخرين، خاصة وأن عملها سوف يتطلب منها ذلك، إضافة إلى أن العمل الجزئي سيضاف إلى سيرتها الذاتية، مشيرة إلى أنها تفضل الأعمال التطوعية والتي شاركت فيها مرات عديدة، وتعلق على الأمر عندما عرضت فكرة العمل على صديقاتي الكثير منهن فضلن الراحة ورفضن الفكرة لأنهن يفضلن الخروج والاستمتاع في إجازاتهن . أمينة شهواري ضابط أول التدريب المهني في كليات التقنية العليا للطلاب في دبي، قالت إن مركز التدريب المهني يساعد الطلاب على إيجاد فرص عمل دائمة وجزئية إضافة إلى عمل صيفي، وتطوعي خلال العطلات وخلال الدراسة أيضاً، وهدف المركز الرئيسي الاستراتيجي تأهيل وتحضير الطلبة لسوق العمل من خلال إكسابهم المهارات والقدرات التي تساعدهم على العمل . وتبدأ فرص التدريب منذ السنة الأولى التأسيسية وحتى السنة الدراسية الأخيرة، والعمل لا يقتصر مكانه داخل الجامعة بل وخارجها أيضاً، في الجهات الخاصة والحكومية وشبه الحكومية . وأردفت بالقول إن الطلاب اليوم يفضلون أن يكون العمل خارج الجامعة وفي المؤسسات والدوائر وغيرها، لاكتساب الخبرة لأنهم يريدون أمكنة جديدة وليس الجامعة التي يعرفونها ويعرفون طلابها، وهذا ما لاحظته من خلال عملي منذ سنتين في هذا القطاع وعرفت المكاسب التي يكسبها الطلبة من جراء عملهم خلال الدراسة منها المهارات اللغوية خاصة تقوية اللغة الإنجليزية، كتابة ومحادثة وقراءة، إضافة إلى الإلمام بكيفية كتابة الرسائل والمراسلات، ومهارات حل المشاكل والمهارات القيادية، حتى مهارة تنظيم الوقت . وحول الفرق بين توجهات الطلاب عن الطالبات أجابت شهواري، الطالبات لا فرق لديهن في العمل بأي مؤسسة في حين أن الطلاب يفضلون العمل في الدوائر الحكومية على الرغم من أن الطلب عليهم كثير، في سوق العمل أكثر من البنات . وتشير رنا قباني رئيسة وحدة التوجيه الوظيفي وتدريب الطلبة، في جامعة الشارقة إلى أن الوحدة تعنى بتأهيل الطلبة ومساعدتهم في مجالات التوجيه الوظيفي والتدريب الميداني، وتلحق بالوحدة عدة خدمات يتم تقديمها للطلبة . وفيما يتعلق بالتوجيه الوظيفي يقوم المكتب بتنظيم ورش عمل تستهدف الطلبة الجدد لاطلاعهم على مهارات الدراسة الجامعية وغيرها من ورش العمل التي تعنى بصقل الشخصيات وإكساب مهارات حياتية واجتماعية بالإضافة إلى توفير برنامج تشغيل الطلبة بدوام جزئي داخل أو خارج الجامعة والهدف من ذلك صقل مهارات وتدريب الطلبة على المهارات الوظيفية الإدارية منها والتنظيمية والإبداعية . وأشارت قباني إلى أن الإقبال من الطلبة الشباب غير متوقع وغير متوقف، ودائماً هناك استفسارات من جانبهم حول العمل، أما عن أهداف العمل فجزء كبير منه يعود إلى الحصول على المادة، وكذلك لاكتساب مهارات التعلم والتعامل مع الجمهور، وصقل شخصياتهم خارج حدود الجامعة خاصة طلبة السنة الأولى الذين طلعوا من بيئة مغلقة وهي بيئة المدرسة، إلى بيئة منفتحة وهي الجامعة، والتي توجد فيها تنافسية عالية من ناحية دعم الخبرة، وبهذا البرنامج يكتسبون الخبرة ويدعمون السيرة الذاتية، فعلى سبيل المثال إذا عمل الطالب بدوام جزئي داخل الجامعة في إدارة التسجيل فإنه ينضم إلى مجموعة "أصدقاء التسجيل"، أو في المكتبة أو الاستقبال، يصبح عضواً في لجنة تنظيم المؤتمرات والاحتفالات أو يعمل بتحديث البيانات للخريجين أو أن يكون من أصدقاء القبول والتسجيل لمساعدة الطلبة المستجدين . أما عن شروط العمل فهي أن يكون الطالب قد أنجز 15 ساعة دراسية وأن لا يقل معدله عن 5 .2 من 4 كي لا تتأثر دراسته .
مشاركة :