نخشى أن يتحول البرلمان إلى منتدى..!

  • 10/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على نواب مجلس الأمة ولجانه، التي باشرت عملها متأخرة، أن يحددوا أولوياتهم ويخرجوا في مؤتمر صحافي ليعلنوا من خلاله عن عدد من أهم وأبرز الأولويات التي سوف يتبنونها خلال دور الانعقاد المقبل، الذي سيبدأ نهاية الشهر الحالي. نقول ذلك ونحن نسمع ونشاهد كل يوم حالة من التذمر من قبل المواطنين على أداء ودور بعض نواب مجلس الأمة، وضعفه بشكل عام، في تشريع الأهم ثم الأهم من القوانين التي تنعكس إيجاباً على راحة المواطن. أمام نواب مجلس الأمة اليوم دور انعقاد كامل من الفصل التشريعي الحالي، وهو ما قبل الأخير من عمره.. وهي الفترة التي لا تقبل القسمة على اثنين، وقد ذكرنا في مقال سابق أهمية إنجاز القوانين التي يستفيد منها المواطن، وأنها المعيار لتقييم اداء النواب وعملهم.. لكن في الوقت ذاته لا يمكن ان نعتبر قانونا كـ«التقاعد المبكر» انجازاً سيبهر المواطنين اذا ما تحقق واستطاع النواب تمريره بالتوافق أو الضغط على الحكومة، التي لا تزال ترفضه بشكله الحالي، لأن التقاعد المبكر لا يضيف شيئاً ملموساً إلى المواطن.. فما معنى ان يسمح للموظف بالتقاعد مبكراً وفي الأربعينات، سن العطاء، والجلوس في المنزل؟! ما هذا الإنجاز العظيم الذي سيتحقق من وراء قانون كهذا؟ نقول ان الاولويات التي يجب ان تكون على رأس عمل النواب في دور الانعقاد الجديد هي التي تمس حياتهم بشكل مباشر، كالتعليم الذي لم تشهد الكويت في تاريخها فشلا ذريعا في الاستعدادات للعام الدراسي كما حصل هذا العام.. ونقصد بالفشل هو مدى تراكم الفساد الاداري الذي كانت نتيجته فضيحة «التكييف» بالمدارس وغيرها من حالات الفشل على مستوى التحصيل العلمي، وهنا المسؤولية مشتركة تتحملها الوزارة ويتحملها ايضاً مجلس الأمة الذي فشل تشريعياً ورقابياً في وضع قضية التعليم على رأس أولوياته.. كذلك هنالك قضايا لا تقل أهمية عن التعليم كتطبيق إحلال العمالة الوطنية في الوظائف لحل مشكلة البطالة او على الأقل التقليل منها. لا نكذب عندما نقول إن حالات التذمر مستمرة وفي ازدياد من المواطنين على اداء المجلس.. ووسائل التواصل الاجتماعي تشهد على ذلك! ونخشى ان يأتي اليوم الذي يتحول فيه البرلمان الى مجرد منتدى يخرج بقرارات وتوصيات غير ملزمة. قبل الختام لا بد أن اذكر ذلك الاستبيان حول أولويات المجتمع الذي أعلن عن تبنيه السيد مرزوق الغانم بداية المجلس السابق، الذي لم يكمل مدته.. لقد كان استبياناً فريداً من نوعه وشمل شرائح متعددة من المواطنين، تم بعدها جمع النتائج وترتيب الاولويات وفق الأول فالأول، فأين هذا الاستبيان ولماذا لم نره بداية المجلس الحالي؟! محمد هزاع المطيري

مشاركة :