سوريون فارون من الحرب يواجهون فوضى اللجوء في اليونان

  • 1/5/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مثل الكثيرين قبله، اعتقد جوان عكاش أن مشاكله ستنتهي بمجرد وصوله إلى شواطئ آمنة في أوروبا. ولكن بعد نجاته من رحلة محفوفة بالمخاطر من سوريا إلى اليونان، يقول الصحفي -الذي أكد تعرضه للتعذيب والسجن على ايدي قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد- إن الوصول إلى جنوب شرق اوروبا لم يكن سوى بداية محنة أخرى. يقول عكاش، الذي وصل الى اليونان في يوليو عام 2012: «منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها أردت أن أتوجه إلى إحدى دول أوروبا الشمالية -ربما بلجيكا أو ألمانيا- ثم أحضر زوجتي وابني ليعيشا معي». ومع ذلك، بعد خمس محاولات فاشلة للصعود على متن طائرة أو سفينة متوجهة إلى ايطاليا، باستخدام جوازات سفر مزورة خاصة بدول الاتحاد الاوروبي، اضطر عكاش إلى التقدم بطلب للحصول على حق اللجوء في نفس الدولة التي لا يريد البقاء فيها: اليونان. ومنذ اندلاع الحرب قبل نحو أربعة أعوام، فر أكثر من ثلاثة ملايين سوري من بلادهم، حيث يعيش العديد منهم في مخيمات اللاجئين في دول لبنان والأردن وتركيا المجاورة، وينضمون لعشرات الآلاف الآخرين الفارين من الاضطرابات في ليبيا والعراق وقطاع غزة. والآن، وبعد وضع سياج من الاسلاك الشائكة على الحدود البرية بين تركيا وسوريا، يحاول الكثيرون من أولئك الذين يتوجهون إلى أوروبا الوصول إلى اليونان عبر مسارات بحرية أكثر خطورة. واعتقلت قوات خفر السواحل في اليونان 17 الف مهاجر غير شرعي في الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي فقط، أكثر من نصفهم من السوريين، أي بزيادة نسبتها 55% عن الفترة نفسها من العام الماضي. وتشير أحدث التوقعات إلى أن إجمالي المهاجرين في عام 2014 وصل إلى 40 ألفا. وتقول المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما يقرب من ثلاثة آلاف من طالبي اللجوء لقوا حتفهم أثناء محاولة عبور البحر المتوسط في عام 2014 فى قوارب يلجأ المهربون الى تحميلها بأكثر من طاقتها من الركاب. ووجدت جماعات حقوق الإنسان أن معظم من يتمكنون من النجاة يلقى القبض عليهم ويتم احتجازهم، ورفض منحهم حق اللجوء او حتى ترحيلهم. وفي الشهر الماضي، أدانت لجنة مناهضة التعذيب في مجلس أوروبا اليونان لفشلها في تحسين أوضاع مراكز الاحتجاز المكتظة بطالبي اللجوء، التابعة لها على طول حدودها البرية والبحرية، حيث أنها تفتقر إلى النظافة. وسجل التقرير أيضا ارتفاعا في إساءة معاملة المهاجرين من قبل الشرطة. ويقول عكاش «في إحدى محاولاتي للوصول إلى إيطاليا تم اعتقالي قبل الصعود على متن القارب، وفي الطريق إلى مركز احتجاز كورينثوس تعرضت للضرب من قبل الشرطة -وعلى مدى الخمسين يوما التالية في الاحتجاز شاهدت ما تعرض له المعتقلون الآخرون من ضرب بلا رحمة» مشيرا إلى تعرضه إلى إصابات لم يتم علاجه منها. وبعد أن وجد نفسه بلا خيار آخر، تقدم عكاش للحصول على حق اللجوء في عام 2013، بعد الانتظار في طوابير طويلة لعدة أسابيع مع المئات من المهاجرين الآخرين في وسط أثينا. وعلى الرغم من منحه حق اللجوء السياسي في نهاية المطاف، كان عليه أن ينتظر وقتا أطول حتى يحصل على الوثائق اللازمة فيما يكافح المسؤولون للتعامل مع 40 ألف طلب لجوء. وتقول إلينا ساراتو، مسؤولة الصحافة في المجلس اليوناني لشؤون اللاجئين، إن اليونان «بدأت في مايو 2013 تقديم خدمة مستقلة مصممة خصيصا للتعامل مع طلبات منح صفة اللجوء، وبينما يشكل النظام الجديد تحسنا مقارنة بالقديم لا تزال هناك مشاكل» مشددة على أن النظام الجديد لا يتعامل مع طلبات طالبي اللجوء الذين دخلوا اليونان قبل عام 2013 - وهي المشكلة التي تواجه عكاش حاليا. واستجابة لدعوة الأمم المتحدة بشأن التسامح بشكل أكبر مع السوريين، بدأت اليونان في الآونة الأخيرة في تعليق عمليات الترحيل لمدة ستة أشهر. لكن التصريح المؤقت لا يجيز لهم الحصول على المساعدة الطبية والمزايا الاجتماعية والإقامة أو العمل في اليونان، وفقا للمجلس اليوناني لشؤون اللاجئين. ويقول عكاش «البطاقة المؤقتة التي أحملها لا تضمن لي أي حماية من الشرطة وليس مسموحا لي بالسفر»، مشيرا إلى أنه يعتقل في كثير من الأحيان أثناء عمليات تمشيط عشوائية للشرطة.

مشاركة :