مع اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، انطلق أرباب الفن المصرى بكل أشكاله فى محاولات لتخليد الانتصار العظيم، فسمع المواطنون المشتاقون لأية أخبار من الجبهة أغنيات مثل «بسم الله» و«عاش اللى قال» و«تعيشى يا ضحكة مصر» و«ابنك يقول لك يا بطل»؛ واعتاد المتفرجون فى كل عام مُشاهدة أفلام «العبور العظيم» و«الرصاصة لا تزال فى جيبي» و«بدور»؛ بينما جاء الكثير من الكتابات لتخليد بطولات وحكايات المصريين من الانكسار إلى الانتصار، مثل «حكايات الغريب» و«الحرب فى بر مصر»؛ كذلك أبدع التشكيليون الذين شاركوا فى الحرب فى رسم مشاهداتهم خلال المعارك. وخلال الأعوام التى تعاقبت على ما اقترب من نصف قرن، تغيرت ملامح المجتمع والدولة المصرية، وشهدت قوتها الناعمة الكثير من فترات النهوض والانحدار. * جيل جديد يواصل المسيرة.. محمد عبلة أسس أول متحف للكاريكاتير فى الفيوم تستمر كلية الفنون الجميلة فى إبهار العالم كله بنماذج من الفنانين المؤثرين، وظهر على الساحة مجموعة أخرى من الفنانين، ربما لم تجمعهم الصُدف فى العمل سويًا، ولكن جمعهم القدر بأن يُمثلوا حركة الفن التشكيلى منذ التسعينيات وحتى الآن. الفنان المُبدع «محمد عبلة»، واحد ممن أعطوا الفن التشكيلى بكل طاقاتهم، حتى اهتم بتعليم الأجيال القادمة من خلال الدورات التدريبية التى يعقدها، تخرج من كلية الفنون الجميلة فى ١٩٧٧، وسافر إلى العديد من البلاد الأوروبية لاكتساب الخبرة، وقدم العديد من اللوحات الفنية التى تنقل حالات وحياة الكثير من البيئة المحيطة به. أسس «عبلة» أول متحف للكاريكاتير فى مصر فى مدينة الفيوم إلى جانب مركز الفيوم الدولى للفنون الذى أسسه فى ٢٠٠٦، رغم أنه فنان تشكيلى لم يرسم الكاريكاتير من قبل، إلا واهتم بهذا الفن لنشر ثقافة الكاريكاتير وتشجيعًا منه لفنانى الكاريكاتير، بجانب اهتمامه الحالى بفن النحت، بعد أن توقف عنه منذ سنوات وكانت له تجربه واحدة فى ألمانيا وهى تمثال «سزيف» الذى يحتل مكانه الآن فى أحد ميادين مدينة فالسرودة بشمال ألمانيا، وعاد فى هذا العام للنحت من جديد. ومن الشخصيات التى حملت اسم مصر أمام العالم كله فى التسعينيات، كان الفنان «عادل ثابت» الذى تخرج فى كلية التربية الفنية فى ١٩٦٤، وله أتيليه خاص، وكان رئيس مجلس إدارة الجمعية الأهلية للفنون الجميلة. حمل عادل ثابت اسم مصر خلال مشاركته فى مهرجان الفنون التشكيلية فى مدينة المحرس التونسية لثلاث دورات فى ١٩٩٣، ١٩٩٥، و١٩٩٧، كما حصل على ميداليات فضية وشهادات تقدير، بالإضافة إلى ترشيحه لتمثيل مصر فى معرض الفن المصرى المعاصر بدوسلدورف بألمانيا فى ١٩٨٥. أما الفنان «مصطفى البط»، فأسلوبه يمتاز بمحاكاة البيئة الشعبية التى نشأ بها وعاش فى بيئتها ومشكلاتها من خلال لوحاته التجريدية والتشكيلية، فهو يتميز باستخدام أكثر من مدرسة فنية فى أعماله، يطلق على البط لقب «الأسطورة» فى مسقط رأسه محافظة المنوفية، وتميزت أعماله بالبساطة واستخدام الخامات الملائمة والمناسبة فى كل أعماله. * معاناة عقب انتصار أكتوبر.. جمال السجينى نحت تمثالًا عن عبور القوات المُسلحة فى حرب أكتوبر فى بنى سويف عانى المشهد الثقافى من بعض الركود بعد انتصار ١٩٧٣ نتيجة غلق بعض المجلات الفنية والثقافية، ولكن رغم ذلك تجلت الإنجازات النحتية واضحة فى أعمال الفنان جمال الدين رأفت السجينى والمعروف بـ«جمال السجيني»، حيث أقام تمثالًا فى مدخل مدينة بنى سويف يُعبر عن عبور القوات المُسلحة فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، فيُعد من أهم الأعمال التى برع فيها السجيني، يتشكل التمثال على هيئة مجسم أفقى جانبه الأيمن على هيئة شخص نائم على بطنه ومندفع برأسه ويده إلى أعلى، وجسده ممتد بكامل قوته ليُشكل قارب العبور وبه مجموعة من الجنود الشُجعان وأيديهم قابضة بحركة قوية على المجاديف للاندفاع نحو الأمام. لم يذكر التاريخ أسماء لامعة أخرى بعد السجينى فى فترة السبعينيات، غير «آدم حنين» النحات الأصيل من جيل الستينيات، حيث تميز أسلوبه بالتعبيرية، ولكن بعد سفره إلى فرنسا وإقامته فى باريس، تحول إلى مرحلة التجريد، حيث أقام مجموعة من التماثيل بخامة الفخار الزلطي. ومن مظاهر عدم الاستقرار الفنى خلال السبعينيات أن سافر العديد من الفنانين إلى الدول العربية وهجروا مصر، وكان منهم الفنانون أحمد عزمي، يحيى سويلم، فاروق وهبة، جورج بهجورى وعبد الرحمن النشار، كما اضطر بعضهم إلى تغيير منهجه إلى المدرسة التجريدية، بعد أن فقدت أعمالهم طبيعتها الحية التى اعتادوا عليها. * شخصيات أثرت فى الحركة التشكيلية المصرية الحديثة تم نقل المدرسة فى ١٩٢٣- ١٩٢٤ من مكانها بدرب الجماميز إلى ميدان السيدة زينب فاروق حسنى نشر الثقافة فى ربوع مصر.. واستحدث العديد من الأنشطة الفنية يقف التاريخ عند بعض الشخصيات باحترام ووقار لما قدموه من عطاء متفان وجهد لا مثيل له، ومن بين هؤلاء، جاء الفنان التشكيلى «فاروق حسني» الذى شغل منصب وزير الثقافة فى الفترة ما بين ١٩٨٧ وحتى ٢٠١١، وعُرف بأسلوبه التجريدى الخاص به فى لوحاته، حيث لاقت إقبالًا جماهيريا عند عرضها فى أهم متاحف ومعارض ومراكز الفنون حول العالم، وكانت له بصمة كبيرة فى تاريخ الفن التشكيلى بتأسيسه العديد من قاعات العرض وتنظيمه للعديد من المعارض الدولية، وإضافته للعديد من الأنشطة الفنية المُختلفة. وساهم «حسني» بالعديد من الإنجازات الثقافية والفنية، من بينها تحويل هيئة الآثار المصرية إلى المجلس الأعلى للآثار الذى ترتب عليه أكبر حركة تنقيب وترميم وإنشاء متاحف جديدة للآثار المصرية فى عصورها المتنوعة، كما قام بترميم وتطوير المتحف القبطى والمتحف الإسلامى بالقاهرة وترميم وتطوى كل مسارح الدولة، بالإضافة إلى مبنى معهد الموسيقى العربية وإضافة خمسة مسارح جديدة. كما التفت واهتم بتطوير أوبرا مسرح سيد درويش والمسرح الرومانى بالإسكندرية، بالإضافة إلى أوبرا مسرح بلدية دمنهور بدلتا مصر وجميعها كانت فى حالة شديدة من التهالك والإهمال إضافة إلى إنشائه مسرحا ضخما مكشوفا جديدا هو «محكى القلعة». هذا بالإضافة إلى اهتمامه بألا يترك متحفا أو أى آثار مصرية ومكانا عريقا دون ترميم، ومن بعدها أنشأ العديد من قصور الثقافة ومراكز الإبداع المتخصصة داخل هذه المبانى الأثرية المرممة. استحدث أيضًا العديد من الأنشطة الفنية المختلفة والجذابة مثل صالون الشباب، بينالى القاهرة الدولي، المسرح التجريبى الحر ومسرح الهناجر. لم ينته تاريخ فاروق حسنى الثقافى والفنى عند هذا الحد، فقد استحدث العديد من الأجهزة والقطاعات مثل الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، قطاع الإنتاج الثقافى، والمركز القومى للترجمة. وعلاوة على ذلك كله أقام العديد من المهرجانات، مثل المهرجان القومى للسينما المصرية، مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال، مهرجان الأفلام التسجيلية القصيرة، مهرجان الموسيقى العربية، سمبوزيوم أسوان الدولى لنحت الحجر، ومهرجان القلعة السنوى للموسيقى والغناء. وقال عنه الفنان والناقد الدكتور صبحى الشاروني: «رغم دراسته لفن الديكور إلا أنه تألق كرسام تجريدى وحقق لأعماله نجاحًا واضحًا فى فرنسا وإيطاليا، ويتميز الفنان فاروق حسنى بإجادته لإدارة العمل الثقافى حيثما كان، لقد استطاع حيثما حل أن يحول المكان إلى مركز إشعاع ثقافى لمصر يلفت الأنظار ليس لفئة فقط وإنما للفن المصرى عامة وهو يتميز بإجادته تحقيق التوازن بين مسئوليات المناصب التى يتولاها من ناحية ومتطلبات فنه وإبداعه من ناحية أخرى». كما ظهر خلال فترة الستينيات أحد رواد ومؤسسى الثقافة فى مصر، هو الفنان التشكيلى «عز الدين نجيب» أحد قادة الازدهار الثقافى الذى حدث بعد ثورة يوليو، وبدأ ترك بصماته الثاقبة فى التاريخ الثقافى منذ تخرجة فى كلية الفنون الجميلة فى ١٩٦٢، بتأسيسه قصور الثقافة ومشاركته بالمعارض التشكيلية الجماعية والخاصة وتشجيعه لجيل الشباب نحو إبداعات أفضل. فعلى الرغم من دراسته الفنية المُتعمقة وعشقه للألوان واللوحات، اتجه فى بداية مشواره إلى تأسيس قصور الثقافة إيمانًا منه بأهمية دورها فى بناء الإنسان بناءً سليمًا وعلى قواعد صحيحة، فشارك فى بداية مشواره العملى فى بناء وتأسيس قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية فى ١٩٦٣، وبعد النجاح الذى حققه وانتشار روح الفنون المختلفة من خلال هذا القصر اتجه مرة أخرى نحو بناء قصر ثقافة بورسعيد فى ١٩٦٤. لم يتوقف عند هذا الحد فوسع أعماله إلى المحافظات التى كانت تجهل الفن مثل محافظة كفر الشيخ، فأسس فصر ثقافة كفر الشيخ الذى لاقى إقبالًا جماهيريًا واسعًا وتشجيعًا من أبناء المحافظة ممن جذبهم الفن سواء بالمُشاركة أو الرؤية وذلك فى ١٩٦٦. وبالرغم من إسهاماته الثقافية، لم ينس «نجيب» الفن التشكيلى وحبه الشديد له، فاتجه نحو تأسيس مركز الجرافيك بوكالة الغورى فى مطلع الثمانينيات، حتى أصبح المشرف العام على مراكز الفنون التشكيلية فى الفترة بين ١٩٨٢ وحتى ١٩٩٠. * مدرسة الفن التشكيلى.. حلم الأمير يوسف كمال بدأ الفن التشكيلى فى مصر منذ تأسيس الأمير يوسف كمال، أحد أبناء الأسرة المالكة فى مصر مدرسة الفنون الجميلة فى ١٩٠٨، وكان معروفا بحبه الشديد للفنون الجميلة، راودته فكرة إنشاء وتأسيس مدرسة الفنون الجميلة بعدما طرح «جيوم لابلان» النحات الفرنسى هذه الفكرة، وعزم على فتحها أمام جميع من لديه الموهبة دون قيد السن ومجانًا بدون مصروفات، فقط اختبار القبول هو الفيصل للقبول فى هذه المدرسة. تم نقل المدرسة فى ١٩٢٣- ١٩٢٤ من مكانها بدرب الجماميز إلى ميدان السيدة زينب، حتى عام ١٩٢٧، وفى العام نفسه أنشات وزارة المعارف العمومية المدرسة التحضيرية للفنون الجميلة قبل إلغاء مدرسة الفنون الجميلة المصرية بالسيدة زينب. * أحمد نوار أنشأ المتاحف.. فرغلى عبدالحفيظ طور بينالى القاهرة الدولى استمر عدم الاستقرار فى أوضاع الفن التشكيلي، حتى تكونت جماعة المحور فى ١٩٨١، وكانت تضم أربعة فنانين هم أحمد نوار، عبدالرحمن النشار، فرغلى عبدالحفيظ، ومصطفى الرزاز. فالفنان الدكتور أحمد نوار هو مؤسس وعميد كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا منذ عام ١٩٨٢ وحتى ١٩٨٨، كما شغل منصب رئيس قطاع الفنون التشكيلية فى الفترة بين ١٩٨٨ وحتى عام ٢٠٠٦، حيث قام بتحقيق العديد من الإنجازات، منها إنشاء متحف محمد ناجى ومتحف الفن المصرى الحديث فى ١٩٩١، ومتحف طه حسين ومتحف أحمد شوقى فى ١٩٩٦، متحف محمود خليل وحرمه فى ١٩٩٥، متحف الخزف الإسلامى ومركز الجزيرة للفنون وقاعة قصر الفنون بالأوبرا فى ١٩٩٨، مركز محمود سعيد للمتاحف ومتحف دنشواى فى ١٩٩٩. كما وسع أعماله لتشمل محافظات الوجه القبلى، وأنشأ متحف التحنيط بالأقصر واستكمل متحف النوبة فى ١٩٩٧، هذا إلى جانب إسهاماته فى تطوير بينالى القاهرة الدولى فى ١٩٨٨، تأسيس بينالى القاهرة الدولى للخزف فى ١٩٩٢ وآخر للجرافيك فى ١٩٩٣، هذا بالإضافة إلى تأسيس سمبوزيوم النحت الدولى فى أسوان بدورتيه الأولى والثانية، هذا بالإضافة إلى العديد من الإسهامات فى قطاع الفن التشكيلى، حتى سافر فى العديد من الدول العربية والأجنبية لاستشارته فى بعض الأمور الثقافية بها. أما عن الفنان عبد الرحمن النشار، فقد شغل منصب رئيس قسم التعبير الفنى ووكيل الكلية للدراسات العليا بكلية التربية الفنية، إلى جانب أمانته العامة لنقابة الفنانين التشكيليين فى ١٩٨٧، وقال وزير الثقافة السابق بدر الدين أبو غازى عن أحد معارضه: «عبد الرحمن النشار فنان تميز فى مرحلته التشخيصية بقدرة فائقة على بناء اللوحة وتجميع عناصرها فى وحدة متسقة. وبالنسبة لـ«فرغلى عبدالحفيظ»، فهو فنان شغل منصب العميد لكلية التربية الفنية فى ١٩٨٩، هذا بالإضافة إلى مجموعة المعارض الفردية والجماعية الداخلية منها والخارجية، التى شارك بها على مدار مشواره الفني، ويعمل حاليًا أستاذا للتصميم بكلية التربية الفنية. أما عن ضلع المربع الرابع لـ«جماعة المحور»، الفنان مصطفى الرزاز، هو عضو جمعية محبى الفنون الجميلة، بالإضافة إلى ذلك هو أحد مؤسسى الاتحاد العالمى لنقاد الفن «الأيكا» وقد شغل منصب عميد كلية التربية النوعية بالدقى سابقًا. تولى «الرزاز» العديد من المهام الفنية، فكان عضو ورئيس لجان تحكيم للعديد من المعارض والمسابقات والبيناليات الدولية، ذلك إلى جانب إدارته ومشاركته فى المؤتمرات والندوات وحلقات البحث فى الفن والثقافة والتربية الفنية فى مصر والعالم العربى وأوروبا وآسيا وأمريكا بداية من عام ١٩٧٩، ذلك بالإضافة إلى توليه رئاسة الملتقى القومى الأول والثانى والثالث للفنون التشكيلية، بالمجلس الأعلى للثقافة. واستمر تواصله مع المؤسسة الحكومية كرئيس للجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة المعارض الخارجية، كما حصل على عضوية اللجنة المنظمة لبينالى القاهرة الدولى فى دورته الثانية عشرة، وحصل على جائزة النيل للفنون العام السابق ٢٠١٧. وفى الوقت نفسه، كان لعودة النحت المصرى بعض البوادر التى اتضحت مع النحات والخزاف «حسن حشمت» بعد تخرجه من كلية الفنون التطبيقية فى عام ١٩٣٨، وبصمته فى تاريخ النحت واضحة، فيُعتبر أحد المناضلين الذين ساهموا لإحياء فن النحت والخزف بعدما رقد مدة طويلة بالرغم من تميزهما فى وسط عالم الفن كله. ومن إبداع حشمت الكبير، كتب عنه العديد من نقاد الفن ومنهم الناقد الراحل «حسين بيكار»، حيث كتب عنه العديد من المقالات جاء فى أحدها «إنه الفخر لمصر بأن يكون من أبنائها أمثال الفنان حشمت الخزاف الذى استطاع أن يُسجل الروح المصرية الشعبية الأصيلة فى هذه القوالب الحية النابضة، فهنيئًا به للفن المصري». * محمود مختار أسس لحركة النحت.. ومحمود سعيد الأب الروحى للمدرسة الحديثة بدأت الحركة التشكيلية والنحت فى الازدهار منذ تأسيس مدرسة الفنون الجميلة فى ١٩٠٨، وكان النحات «محمود مختار» من أول المنضمين لهذه المدرسة، فطبيعته الفنية الناتجة عن المناخ القروى الذى نشأ وتربى به فى ١٨٩١ جعلت منه قائدا ومؤسسا لحركة النحت فى مصر. فكان يجلس «مختار» على شاطئ الترعة فى قرية قريبة من محافظة المنصورة، ويقوده حسه الفنى نحو اللعب بالطمى وصنع التماثيل، حتى استطاع أن يُبدع ويصنع تماثيلًا لمجموعة من أبطال العرب، وكان أول نحات مصرى يُقيم تماثيله فى الميادين العامة والشوارع، فأعاد روح الفن إلى الأذهان. وازدهرت المدارس التشكيلية مع ظهور الفنان التشكيلى العالمى محمود محمد سعيد، والشهير بـ«محمود سعيد»، أحد مؤسسى المدرسة المصرية الحديثة فى الفنون التشكيلية، ومن أشهر أعماله الفنية لوحات بنات بحري، الشادوف، الدراويش، بالإضافة إلى لوحة عيد الأضحى التى رسمها فى ١٩١٧، موضحًا فيها عادات وتقاليد الشعب المصري. استغل «سعيد» فرصة سفره إلى باريس لاستكمال الدراسات العليا فى القانون، ودرس الفن التشكيلى بالأكاديمية هناك لتعزيز وتطوير موهبته، ومن هنا شغلته الطبيعة وزياراته للمتاحف التى استطاع من خلالها تكوين شخصيته الفنية التى لا تزال محط دراسة حتى يومنا هذا، وكانت لوحاته دائمًا مرآة تعكس تلك العادات، بالإضافة إلى اهتمامه بالهوية والوطنية. وتستمر الإبداعات الفنية المصرية مع التحاق الفنان التشكيلى «يوسف كامل» بمدرسة الفنون الجميلة فور إنشائها فى ١٩٠٨ بقسم التصوير، وترك تُراثًا فنيًا مُكونًا من ألفى لوحة زيتية، بالإضافة إلى مجموعة من الاسكتشات السريعة الزيتية والصغيرة المساحة، وكان أول عميد يسمح بدخول الفتيات إلى الكلية الملكية للفنون الجميلة فى جميع الأقسام الفنية التى تشمل النحت، التصوير، الزخرفة، والحفر. وعلى الشاكلة نفسها التحق الفنان «راغب عياد» بمدرسة الفنون الجميلة فى نفس توقيت «يوسف كامل» وبالقسم نفسه، حتى استطاعا سويًا تأسيس وخلق أجيال من الفنانين التشكيليين لحمل الراية من بعدهما، تاركين أثرًا عظيمًا من خلال إسهاماتهما وأعمالهما الفنية الخالدة. لا يمكن المرور بتاريخ الفن التشكيلى دون ذكر مجموعة من الأسماء المؤسسة أيضًا، مثل السكندرى محمد ناجى المتميز بلوحاته الجدارية الكبيرة، ومن بعده جاء الفنان سيف وانلى وأخوه أدهم وانلى اللذان أصرا على دراسة الفن رغم رفض والدهما، وتميزت أعمالهما بالواقعية والتنوع فكانا يُسابقان الاتجاهات الفنية الحديثة والمعاصرة التى ظهرت فى العالم، وذلك بعد دراسة الفن فى مدرسة حسن كامل فى ١٩٢٩. شاركت الفنانة المصرية «إنجى أفلاطون» مجموعة رواد الحركة التشكيلية، باعتبارها أول فنانة تتخذ «السيريالية» منهجًا، وذلك بسبب إيمانها الكبير بأهمية حرية الرأى والتعبير. وتتوالى الإنجازات الفنية والإبداعية واحدة تلو الأخرى، خاصة بعدما انضمت مجموعة من الفنانين منهم «حامد ندا» والفنان «عبد الهادى الجزار» إلى مشوار الإنجازات فى الفن التشكيلي.
مشاركة :