أكد وزير التجارة والصناعة، خالد الروضان، أن استخدام الحلول الرقمية يشكل دعماً مباشراً لرواد الأعمال، ويساهم بجعلهم يديرون أموالهم بكفاءة، معتبراً أن ذلك يعود على الاقتصاد الوطني والقومي بالنمو المتزايد، ويساهم في رفع كفاءة أداء قطاعات الاقتصاد المختلفة.وشدد على العمل لخلق فرص جديدة في الاقتصاد الوطني، عبر استقطاب الشركات العالمية التكنولوجية والاستفادة من خبراتها. جاء ذلك في تصريح للصحافيين على هامش رعايته النسخة الثالثة من مؤتمر «عرب نت»، والذي اجتمع فيه أكثر من 1000 شخص من قادة الحكومات في المنطقة والعاملين بالقطاع الرقمي و رواد الأعمال، برعاية، بنك بوبيان، و«بيتك»، وشركة «VIVA للاتصالات»، و«ديجيتال ميديا سيرفيسز» و«كويت نت»، و«الخليجية للإعلان».وشدد الروضان على أهمية التعاملات الرقمية وتوجه التجارة والاقتصاد في العالم نحوها، مشيراً إلى تزايد إجمالي الإنفاق والدفع الإلكتروني.ولفت إلى انعكاس ذلك الدفع الإيجابي على تسهيل المعاملات وإصدار الرخص التجارية إلكترونياً بفترة وجيزة، ما أسهم في تشجيع الدخول إلى السوق وريادة الأعمال، منوهاً باستقبال وزارة التجارة والصناعة طلبات إصدار الرخص إلكترونياً في مركز الكويت للأعمال (KBC) لشركات الشخص الواحد وشركات متناهية الصغر العام الماضي، والعربات المتنقلة، والشركات العادية.وذكر أن التسجيل الرقمي بسط إجراءات تأسيس الشركات وتحسين ما هو متبع في هذا الإطار للقضاء على الدورة المستندية الطويلة وشوائبها، كما قضى بشكل كبير على «الواسطة» في إصدار الترخيص.وقال الروضان إنه «في الكويت كل سنة نتفاجأ بصفقة كبيرة، فقبل سنوات كانت صفقة (طلبات)، تلتها صفقة (كاريدج)، وهذه الأيام صفقة (فورسيل)، وهو الأمر غير الغريب على الشباب الكويتي المبدع».واعتبر أنه على الرغم من صغر حجم الكويت جغرافياً، وقلة عدد الكويتيين والكثافة السكانية الصغيرة، ولكننا نشهد ظهور هذه الإبداعات الكبيرة في مجال التطبيقات والتجارة الإلكترونية.وقال إن الكويت نجحت في عالم المعرفة والاقتصاد، وأصبح لديها صفقات تاريخية بشركات معتمدة على التكنولوجيا، ما يبشر بأن هناك شباباً مبدعاً قادراً على أن يبدأ بخطوات صغيرة ومن ثم ينتقل إلى هذه التطورات في الشركات ويتحدث عن صفقات بهذا الحجم المعلن.ولفت الروضان إلى أن الأمر المهم في تلك الصفقات، هو قناعة القطاع الخاص بهذا النوع من الاستثمارات، مبيناً أن عمليات شراء الشركات والبنوك لتلك التطبيقات، تدفع نحو تطويرها بشكل أكبر ونقلها إلى مرحلة أخرى، إذ تعتبر أمراً مهماً للدمج بين المال والإدارة، والفكر المتطور للشباب الكويتي.ورأى أن الشباب الكويتي أبدع وتغلب على كثير من الظروف، وأتى بأفكار نادرة وجيدة وخلاقة، لافتاً إلى أنها اجتهادات فردية من البداية، وأثبتت علو كعبها مع عقدها للصفقات الكبيرة، خصوصاً أن القطاع الخاص لا يجامل، مبيناً أن الشركات الكبيرة استثمرت بهذه التطبيقات لتطورها بشكل أكبر. وأفاد الروضان بأنه دائماً ما تتهم الحكومة بأنها ليس لديها التكنولوجيا المناسبة، ولكنها تملك خطوات ملموسة وجادة سواء في مركز الكويت للأعمال وغيره من المراكز المختلفة.وكشف عن وجود باقة من الخدمات موجودة سواء لحماية المستهلك أو دفتر السمسار الإلكتروني، وتعديل خدمات الشركات، وغيرها الكثير.بدوره، توقع المؤسس الرئيس التنفيذي في «عرب نت»، عمر كريستيديس، أن يبلغ حجم التجارة الإلكترونية أكثر من 20 مليار دولار في المنطقة العربية بحلول 2020.وأفاد أن هذا الأمر تبلور في استحواذ شركة «أمازون» ودخولها المنطقة العربية، من خلال «سوق دوت كوم»، بقيمة 650 مليون دولار، وانطلاق «نون دوت كوم» لكي تكون منافساً إقليمياً لـ«أمازون» برأسمال مليار دولار للاستثمار في هذه الشركة.وأشار إلى وجود شركات صغيرة تظهر على الساحة خصوصاً في العامين الأخيرين، والتي تصل قيمتها الى مئات الملايين من الدولارات.وأوضح كريستيديس أن السوق السعودي هو الأكبر في العالم العربي من حيث التجارة الإلكترونية، لافتاً إلى وجود قصص نجاح هائلة في المجتمع الكويتي، وأن الكويت تتمتع بأكبر عدد من الاستحواذات والتي تجاوزت 100 مليون دولار.وأضاف «شاهدنا أول عملية استحواذ لشركة طلبات بقيمة 170 مليون دولار، تلاها شركة كاريدج فوق 100 مليون دولار، والآن سمعنا عن صفقة استحواذ فورسيل والذي كان تقييمها أكثر من 200 مليون دولار، علماً بأنه لم يتم الإعلان عنها بعد».وذكر أنه توجد عدة شراكات إستراتيجية بين المصارف والشركات الناجحة في المجال التكنولوجي، واستثمارات كبيرة أطلقتها البنوك الكويتية بكل ما يتعلق بالتقنيات الجديدة، من التطبيقات واستخدامات الذكاء الصناعي، مشيراً إلى أن البنوك الكويتية تتفوق بمبادرات خاصة بالتكنولوجيا المالية على مستوى الخليج، وهو ما يحصل أيضاً في قطاع التسويق.وذكر أن الكويتيين من أهم المؤثرين في العالم العربي، ومن أكثر مستخدمي الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية في المنطقة، على الرغم من صغر حجم السوق، مشيداً بالجهد الضخم المبذول من قبلهم في تنفيذ ما يرغبون فيه، وإحساسهم العالي باحتياجات المجتمع وفن الإنتاج العالي، وانفتاحهم للعالمية.وأعلن كريستيديس إطلاق تقرير «الشركات الناشئة التقنية في الابتكار والتنوع الاقتصادي في الكويت لعام 2018»، الذي يتناول التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات الناشئة التقنية في هذا المجال.وأكد أن الحكومة تعمل على زيادة جهودها المبذولة في تشجيع نظام الريادة المحلي، ودعمه من خلال إقامة مبادرات متنوّعة وتحديث إطار العمل الاقتصادي.طفرة تأسيس ... وشفافيةذكر الروضان أنه جرت العادة أن يكون عدد الشركات التي تؤسس في الكويت ما بين 2000 إلى 3000 شركة، بينما شهد العام الماضي وبعد تسهيل الإجراءات تأسيس 12 ألف شركة بما يعادل 4 أضعاف ما كانت عليه في السنوات السابقة.وأكد أن شفافية المعلومات وسهولة الحصول عليها، جعلا بإمكان أي شخص بالكويت، أن يعرف عدد الشركات التي تأسست في الشهر والسنة المعينة وأنواع الرخص المختلفة، منوها بتبسيط الإجراءات عبر الربط بالتكنولوجيا، والتي كانت بدايتها من خلال تأسيس الشركات، ما دفع نحو تحسن ملموس في مؤشر تحسين بيئة الأعمال وهي البداية فقط.
مشاركة :