تشهد جادة سوق عكاظ الثقافي في نسخته السابعة مشاركة سيدات حرفيات يقدمن مجموعة متنوعة من الحرف المنزلية القديمة، مثل الحياكة، وغزل الصوف، وصناعات السلال والحصير والقفاف، وصناعة الأجبان المحلية والإقط، واستخلاص السمن البلدي والقشطة من حليب الماشية، حيث يقدمن نماذج مضيئة لكيفية المحافظة على التراث التقليدي من الاندثار. «المدينة» التقت عددًا من الحرفيات المشاركات في عكاظ 7، حيث أوضحت السيدة حمدة الزهراني (من ممارسات حرفة الحياكة) أنها تشارك كل عام بسوق عكاظ، وقد تقدت للمسابقة بجائزة عكاظ وتنتظر النتائج، أما مقبولة الثبيتي فتشير إلى أنها تعمل على الرصاص بصبه على تطريز الصور، ومبينة أنها اختارت صور خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في هذا العمل ملتنافس بها في جائزة عكاظ، وتبين الحرفية كاسة الشمري، التي تمارس مهنة النسيج، أنها درجت عل المشاركة كل عام في فعاليات سوق عكاظ، مزجية شكرها للهيئة العامة للسياحة والآثارعلى اهتمامها بالحرفيين والحرفيات، وحرصها على بقاء هذه الحرف التي كادت توشك على الزوال والاندثار لولا تدارك المسؤولين في السياحة وعلى رأسهم صاجب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، وأشارت الشمري إلى أن جائزة عكاظ تمثل دليلاً على حرص المسؤولين في الحفاظ على هذه المهن من الاختفاء. ومن الرياض قدمت السيدة زهور الدوسري بحرفة الخوص والسعف، مبينة أنه هذه الحرفة ورثتها من أجدادها، مشيرة إلى تعدد العوائل الحرفية التي تمتاز بصناعة السلال واشتهرت المناسف واستمدت أدوات المواد الخام من عسق التمر بعد تليينه بالماء، مؤكدة أن مشاركتها بسوق عكاظ يعد محل فخر واعتزاز لها، والجائزة هي مطلب لجميع الحرفيات. أما أم محمد (50 سنة) فتكشف عن طريقة صناعة الحصيرة من خشب الأثل قائلة: ورثت أصول المهنة من أجدادي حيث تعلمتها من الصغر رغم صعوبة وعناء المجهود والكبير في صنعها واستخدام الأدوات الخشبية من أجل نسج القطع الخشبية الأثلية في حصيرة نافعة بعد قطع أغصان (شجر الأثل) وتجفيفه في الشمس الصالح وأبعاد الأخشاب والقطع غير الصالحة عنه بحيث يلين بالماء ويقطع لقطع طولية صغيرة وكبيرة ثم يصف في آلة الصنع حسب مقاسات صغيرة أو متوسطة لا يتجاوز طولها مترين وثلاثة أمتار، وبعد الانتهاء تقطع الحبال بالمحش وتربط الزوائد ثم تنشر في الشمس مرة أخرى لتجف مرة يومين لثلاثة ثم ترسل لصاحبها. وتختم أم محمد حديثها مبينة أن أغرب ما صنعه زوجها مدة حسب طلب أحد الزبائن بطول 16 مترًا واستغرق صنعها مدة طويلة.
مشاركة :