رأس الخيمة:عدنان عكاشة يواجه مسجد تراثي بمنطقة شمل، نحو 6 كيلومترات شمال شرق مدينة رأس الخيمة، يقدر عمره بحوالي 120 عاماً، مخاطر الاندثار والتدهور، في ظل تقادم عمره وغياب أي مشروع للترميم والصيانة عن مبناه المتهالك، منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، في حين طالب المواطنون من أهالي المنطقة بسرعة ترميم المسجد التراثي، حفاظاً على ذاكرة المنطقة وتراث الإمارات، باعتباره جزءاً أصيلاً من تاريخ المنطقة وتراثها العمراني، ويحمل بين ثناياه الكثير من الحكايات وذكريات الأهالي.مسجد شمل القديم، الذي يقع في وسط شمل وقلب البلدة، شيد كما يقول أهالي المنطقة، نقلاً عن شوّابهم، على يدي شخص يدعى يرسان، مشيرين إلى أن مسجدهم القديم يعيش الآن على حافة الاندثار والتلاشي تدريجياً، بعد تهدم أجزاء من جدرانه وتداعي بعض مكونات السقف. وأكد راشد بن عامر بن راشد الشميلي، أحد أكبر المعمرين في المنطقة، يبلغ من العمر حوالي 90 عاماً، أن عمر المسجد يصل إلى 120 عاماً تقريباً، في ظل معاصرته له وأدائه الصلاة فيه أعواما طويلة قبل هجره منذ عقد السبعينات ويتسع ل 50 مصلياً تقريباً. وأوضح محمد علي راشد بن عامر الشميلي موظف في حكومة رأس الخيمة، أن «شمل» تشتهر في الماضي ب«النخيل» والزراعة إجمالا وتكثر فيها البساتين والمزارع، ما جعلها تشتهر أيضا ك«مصيف» على مستوى إمارة رأس الخيمة والدولة إجمالا، وكان ل«يرسان»، الذي بنى المسجد التراثي مزرعة بالقرب من الموقع، حيث شيد المسجد ليتمكن من أداء الفريضة فيه، هو وأصحاب المزارع الأخرى المجاورة والعاملون فيها والأهالي إجمالاً. ولفت محمد بن عامر إلى أن المسجد مهجور منذ أوخر السبعينات من القرن العشرين، وقال: إنه أدى الصلاة في المسجد لأعوام عدة وهو صبي صغير، ورفع الأذان فيه أيضا رغم صغر سنه، حوالي 10 سنوات، الأمر، الذي عوده عليه والده، الذي كان بمثابة «مؤذن المسجد»، في حالات غيابه. وأوضح بن عامر أن المسجد، الفريد من نوعه والصغير في حجمه، الكبير في قيمته التراثية والتاريخية، بني من «الجص»، الذي يصنعه الأهالي من الطين داخل «محارق خاصة ينشئونها بمواقع مفتوحة في العراء، والحصى المأخوذ من جبال منطقة شمل ذاتها، في حين أن «الدكة» محاطة أيضا ب«الحصى»، ويتكون سقف المسجد من سعف النخيل وحطب أو خشب «الجندل»، الذي كان يستورد من الهند، وتفرش «الدكة» ويصلي عليها الناس مقابل المسجد. ونوه بأن المسجد خضع للصيانة البسيطة، من قبل الوالد علي بن عامر الشميلي، رحمه الله، الذي فارق الحياة في شمل عام 1974، وذلك في حالات تعرض جدرانه للتشققات أو أي شرخ، لكنه استخدم «الأسمنت» آنذاك، ولا تزال التشققات يظهر فيها «الأسمنت» الدخيل على المبنى التراثي وعمارته التاريخية الأصيلة.
مشاركة :