«زمن اليباب».. الموت يعيش في قلب الحياة

  • 10/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمدو لحبيبفي إطار فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الثانية عشرة، شهدت قاعة العروض في ندوة الثقافة والعلوم، مساء أمس الأول، عرضاً مسرحياً بعنوان «زمن اليباب»، من تأليف هزاع البراري، وإخراج سالم التميمي، ومن تنفيذ مسرح دبي الأهلي، وبطولة عذاري، وجمعة صالح، وهيفا العلي، وبدر حكمي ومحمد السويدي.وتناول العرض مسألة التعامل مع الأموات، والحياة ضمن ذكراهم المستمرة، من خلال قصة الشابة «فرح» التي تقوم بالمحافظة داخل بيت مهجور على جثث أبيها، وأمها، وحبيبها، الذين قتلهم الوباء، الذي اجتاح مدينتها، وتبذل فرح جهدها في تعقيم الجثث على الدوام كي لا تتعفن، وترفض أن يدفنوا في مقابر ترابية عادية، لأنها تخشى الحياة من بعدهم في وحدة بائسة.وتتفاعل الأحداث بعد ذلك، وعبر حوارات متخيلة مع الأموات الذين يجاورونها، يدرك المشاهد أن أولئك الأموات، يتمردون على موتهم ذاك، وعلى محاولة حفظهم من طرف الشابة، ويطالبونها بأن تسمح بدفنهم كما يدفن كل الأموات، وفي تلك الحوارات يطرح الكاتب قضايا إشكالية عدة عن الأشخاص العالقين بين حياتهم الوحيدة، وبين موت أحبائهم الذي يثقل عليهم، ويدفعهم إلى اجترار الذكريات، والإصرار على استحضار صورهم على الدوام، ويجسد ذلك من خلال عدة جمل حوارية من بينها ما تقوله الأم «الميتة» لبطلة العرض الشابة «فرح»: «الموت لا يموت، لا ينتهي، أنت تنتظرين ما لن يتحقق، لم لا تدعيننا نهنأ بموتنا، أنت تسجنيننا هنا، وتعذبيننا بهذا الشكل»، في حين ترد الابنة وهي تحاول تبرير الاحتفاظ بجثثهم معها، والحياة من أجل المحافظة عليها: «أنا أعيش موتكم في كل لحظة، أنتم موتى أنانيون، ترحلون ولا ترحلون، قساة بلا رحمة، الوباء أخذ كل شيء ورفض أن يأخذني معكم، تركني هنا وحيدة».ونجح المخرج إلى حد كبير، بالرغم من أن العرض هو عمله الإخراجي الأول، في محاولة تجسيد تلك القيم الفلسفية التي يطرحها النص، واستطاع عبر ديكورات وأكسسوارات عكست حالة الخراب والموت التي تلت الوباء الذي عصف بمسرح الأحداث، وعبر تحريره للحركة على الخشبة، وتصميم استعراضات تحاول التعبير عن علاقة الموت مع الحياة من دون الدخول في المناطق المعروفة من قبل المشاهدين بشأن تلك العلاقة، أن يقدم عرضاً متوازناً إلى حد كبير، برغم بعض الهنات التي انتابته في ما يتعلق بغياب الانسجام في توظيف الموسيقى والإضاءة في بعض الأحيان، والكسور والأخطاء اللغوية التي ظهرت في نطق بعض الممثلين للجمل العربية الفصحى.هزاع البراري قال «للخليج» بعد نهاية العرض: إن فكرة النص مستوحاة مما يحدث في المنطقة العربية في السنوات القليلة الماضية، حيث انتشر الموت في كثير من البيوت بسبب الأحداث الدامية التي تجري في المنطقة، وأكد البراري أن حضور هذا الموت هو الذي جعله يفكر في عمل مسرحي يناقش تجاور ذلك الموت مع الحياة في مكان واحد. بدوره قال سالم التميمي، إنه لم يخش من تناول هذا النص رغم جرأته وعمقه الفلسفي، وإنه اشتغل عليه هو وفريقه محاولين تجسيد فكرته.

مشاركة :