تراجعت صادرات الخام الإيراني أكثر في الأسبوع الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، وفقاً لبيانات الناقلات ومصدر بالقطاع، متأثرة بالعقوبات الأميركية الوشيكة وملقية بتحد في وجه منتجي «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) الآخرين الراغبين في تعويض النقص. وأظهرت بيانات «رفينيتيف أيكون» أن إيران صدّرت 1.1 مليون برميل يومياً من الخام في فترة الأيام السبعة تلك. وأكد مصدر في الصناعة يرصد الصادرات، أن شحنات تشرين الأول أقل من مليون برميل يومياً حتى الآن. وبالمقارنة كانت الصادرات 2.5 مليون برميل يومياً على الأقل في نيسان (أبريل)، قبل أن ينسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أيار (مايو) من اتفاق 2015 النووي مع إيران ويعيد فرض العقوبات. ويقل الرقم أيضاً عن مستوى شحنات أيلول (سبتمبر) البالغ 1.6 مليون برميل يومياً. وغالباً ما يحصل تعديل مواعيد الناقلات ومن الممكن أن تختلف الصادرات من أسبوع لآخر. غير أن بيانات الأسبوع الأول من تشرين الأول تعطي مؤشراً جديداً على أن صادرات النفط تهبط بوتيرة أكبر بكثير من المتوقع. وقال مدير أبحاث الاقتصاد الكلي والسلع الأولية لدى «بنك جوليوس باير» السويسري نوربرت روكر، إن «موقف الحكومة الأميركية الصارم رفع أخطار فقدان كميات من الصادرات الإيرانية أكبر بكثير من المتوقع في السابق». وتشير بيانات رفينيتيف إلى أن أيّاً من صادرات الخام الإيرانية في الأسبوع الأول من تشرين الأول لم يتجه إلى أوروبا. وتبحر الناقلات إلى الهند والصين والشرق الأوسط. وفي حين قالت واشنطن إنها تريد وقف صادرات النفط الإيرانية تماماً، تقول إيران إن ذلك أمر مستبعد. وتدرس إدارة ترامب إعفاءات من العقوبات للدول التي تقلص وارداتها. وطلبت الهند، أحد المشترين الرئيسين، نفطاً إيرانياً لشهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وإن كانت نيودلهي لا تعرف حتى الآن ما إذا كانت ستحصل على هذا الإعفاء. وشككت إيران في ما إذا كانت السوق بحاجة لمزيد من النفط، وتقول إن إنتاجها مستقر عند حوالي 3.8 مليون برميل يومياً. غير أن البيانات التي تجمعها «أوبك» من مصادر ثانوية، وتشمل وسائل إعلام معنية بقطاع النفط وجهات حكومية، تظهر أن الإنتاج في آب (أغسطس) بلغ 3.58 مليون برميل يومياً، بانخفاض 150 ألف برميل يومياً عن تموز (يوليو). وتشير بعض هذه المصادر إلى أن الإنتاج تراجع أكثر في أيلول (سبتمبر). وفي الإطار، نزل النفط عن 83 دولاراً للبرميل أمس، تحت وطأة توقعات بأن يستمر تدفق بعض صادرات النفط الإيراني بعد أن تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات، ما سيخفف الضغط عن الإمدادات. وطلبت شركتان في الهند، المشتري الكبير للنفط الإيراني، شراء إمدادات من طهران في تشرين الثاني، وفقاً لما قاله وزير النفط الهندي أمس. وكان مسؤول حكومي أميركي لفت الجمعة إلى أن إدارة ترامب تدرس استثناءات من العقوبات. وانخفض خام القياس العالمي «برنت» 1.38 دولار إلى 82.78 دولار للبرميل. وسجل الخام أعلى مستوياته في أربع سنوات عند 86.74 دولار الأسبوع الماضي. ونزل الخام الأميركي 1.14 دولار إلى 73.20 دولار. وفي الإطار، أكدت شركة «إيني» الإيطالية أنها وقعت مع «بي بي» البريطانية ومؤسسة النفط الليبية اتفاقاً لاستئناف التنقيب عن النفط في ليبيا، لافتة إلى أن الاتفاق سيشهد شراء الشركة حصة 42.5 في المئة، وتشغيلها لثلاث من مناطق التنقيب عن النفط في ليبيا التابعة لـ «بي بي». إلى ذلك، أكدت شركة «إرفينغ» للنفط والغاز على حسابها في «تويتر»، أن حادثاً كبيراً وقع في مصفاة «القديس جون» التابعة لها في «نيوبرانسويك» صباح أمس. ونقلت وسائل إعلام محلية عن سكان في المنطقة وقوع انفجار كبير تلاه حريق في المصفاة. ولم يتسن حتى الآن التواصل مع الشركة التي تدير المصفاة التي تبلغ طاقتها 320 ألف برميل نفط يومياً للحصول على تعليق.
مشاركة :