أعلنت مفوضية الانتخابات في البوسنة فوز الصربي القومي ميلوراد دوديتش، وشفيق ظافروفيتش مرشّح حزب «العمل الديموقراطي» المحافظ، أبرز الأحزاب المسلمة، بالمقعدين المخصصين لطائفتيهما في المجلس الرئاسي الثلاثي، لينضما إلى مرشّح «الحزب الاجتماعي الديموقراطي» الكرواتي المعتدل زليكو كوميتش، الذي شغل المقعد لولايتين متتاليتين. وقال رئيس المفوضية إن حوالى 1.7 مليون ناخب شاركوا في اقتراع لاختيار أعضاء المجلس، المكوّن من بوسني وكرواتي وصربي، ونواب المجلس الأدنى من البرلمان، مشيراً إلى أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 53.3 في المئة. وأضاف أن فرز 43 في المئة من الأصوات أظهر حصول دوديتش على 55 في المئة من الأصوات، في مقابل 42 في المئة لخصمه المرشح الوسطي ملادين إيفانيتش. أما عن المقعد المخصّص للبوسنيين المسلمين، فنال ظافروفيتش 38 في المئة من الأصوات، فيما فاز كوميتش بالمقعد الرئاسي المخصص للكروات، بحصوله على 49 في المئة من الأصوات، في مقابل 38 في المئة لخصمه اليميني القومي دراغان كوفيتش، زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي» اليميني. وكان مراقبون تخوفوا من أخطار حقيقية تنذر بتفكك البوسنة، في حال فوز دوديتش وكوفيتش في آنٍ، إذ يدعو الأخير إلى تقسيم إثني للبلاد، ويطالب الأول بتنظيم تصويت على انفصال نصف البلاد الذي يهيمن عليه الصرب، علماً أنه يتولى قيادة الكيان الصربي منذ العام 2006، ويصف العاصمة البوسنية سراييفو بأنها «أرض أجنبية» معادية. كما يتزعم حزباً موالياً لروسيا، ويخضع لعقوبات فرضتها عليه الولايات المتحدة، باعتباره تهديداً لسلامة البلاد. وتتشكل جمهورية البوسنة والهرسك من كيانين سياسيين: جمهورية صرب البوسنة، والفيديرالية الكرواتية- المسلمة، يتولى كل منهما إدارة شؤونه الداخلية، من أمن وتعليم واقتصاد، فيما يتولى المجلس الرئاسي الثلاثي حصراً مسائل متعلّقة بالسياسة الخارجية والدفاع. ويحكم البلاد نظام سياسي معقد، نتج من تسوية صراع دامٍ بين البوسنيين المسلمين والصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك (1992- 1995). وتعاني البلاد من ثقافة محسوبية زادت من معدلات هجرة الشباب في السنوات الأخيرة، وفاقمت أوضاعاً اقتصادية متردية، إذ يقّل متوسط الأجور عن 430 يورو شهرياً، كما يبلغ معدل البطالة نحو 20 في المئة، علماً أنها تسعى إلى عضوية الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.
مشاركة :