سيف بن زايد: شهداء الإمارات رسموا صورة مشرقة للمواطنة الإيجابية

  • 10/10/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن "المعادلة الإماراتية للريادة والتميز" ترتكز على مكونات، أهمها: رؤية القيادة الاستثنائية، وبصيرتها الثاقبة، والمواطنة الإيجابية لشعب الإمارات، والعقيدة التكاملية، حيث تمتزج جميعها في بوتقة واحدة، قوامها العمل والطموح والمشاركة الفاعلة، تعزيزاً لمسيرة "الإمارات.. الرقم واحد". جاء ذلك في الكلمة الختامية لسموه في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، والتي استهلها سموه بتوجيه تحية اعتزاز وإكبار لشهداء دولة الإمارات من جنودها البواسل الذين سطروا بدمائهم أسمى معاني وقيم الولاء والانتماء، ورسموا صورة مشرقة وفعلية وحقيقية للمواطنة الإيجابية والريادة والشجاعة والإقدام، عبر تطلعهم لمستقبل أكثر نوراً وقوة وأماناً. وفي المحور الأول لحديثه، وتحت عنوان "المعادلة الإماراتية"، عرض سموه فيلماً قصيراً، تناول صور عدد من القادة الملهمين، مشيراً سموه إلى أن الإنجازات العظيمة التي تحققها الدول تبدأ بطموح وحلم قادة مستنيرين، لافتاً إلى أن القادة الاستثنائيين على مر التاريخ حققوا الإنجازات العظمى من خلال طموح، تجاوز مصلحتهم إلى مصلحة الناس المحيطين بهم، وبمشاركة الجميع. قادة عالميون واستعرض سموه، في المحور الثاني، "الحكومة والقيادات في تطبيق المعادلة"، أمثلة لقادة عالميين لديهم أحلام كبيرة وطموحات تتجاوز المستحيلات مع عرض لفيديوهات مصاحبة لقصص نجاحاتهم، متناولاً سموه القائد اليوناني الشاب الإسكندر المقدوني كمثال واضح على الإنسان الذي صنع تاريخاً جديداً للعالم، ولم يخسر في حياته معركة واحدة، مبتكراً أساليب قتالية، قاهراً بعزيمته البر والبحر. وفي هذا الصدد، أشار سموه إلى أن اختراع الغواصة والذي جاء بعد الإسكندر بقرون، استند إلى فكرته عندما كان يحلم بقهر البحار والمحيطات لتحقيق حلمه. ثم تناول سموه مثال مهندس الفضاء الألماني براون الذي بدأ طموحه برسم الصواريخ وهو على مقاعد الدراسة، حتى عرف لاحقاً بأنه "أبو تكنولوجيا الصواريخ الفضائية". وارتكز الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان على مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حين قال: "الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل"، منوهاً إلى أنه، طيب الله ثراه، طالما واجه التحديات والمصاعب التي تقف في مسيرة الطموحات والإنجازات، معتبراً أن هذه الروح الإيجابية من القائد المؤسس تعد خريطة طريق لنا ونموذجاً للعمل للمضي قدماً في تحقيق أحلامنا على الرغم من الصعوبات والتحديات التي من الممكن أن تعترض دوماً مسيرة أي بناء. وعرض سموه فيديو وصوراً من استقبال المغفور له الشيخ زايد لأعضاء رحلة المكوك أبولو في أبوظبي، معتبراً سموه هذا اللقاء بأنه مثال على رؤية الأب القائد المؤسس وحكمته ورؤيته الاستشرافية للمستقبل، حيث كان يحلم بتأسيس دولة جذورها راسخة في الأرض وتعلو إنجازاتها لتصل إلى الفضاء، وهو ما تحقق اليوم بقيادة الوطن والمبادرات الريادية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. أسرة واحدة وفي المحور الثالث المتمثل في «الشباب وتطبيق المعادلة»، أشار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان إلى عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يتلوها على مسامعنا دوماً حين يخاطب أبناء الإمارات بـ «عيال زايد» والتي تؤكد أننا في الإمارات أسرة متوحدة، وأن القيادة الإماراتية الحكيمة تعتبر الجميع أعضاء بالأسرة الواحدة في البيت المتوحد الكبير، الأهل والإخوة والأخوات، حيث روح الأسرة الواحدة التي تفرح لنجاحات أبنائها، وتعينهم على أي تحدٍ يواجهونه. وقال سموه: «إننا تعلمنا من أهلنا أن (المجالس مدارس) باختلاف أشكالها، فيما يأتي مجلس الشيخ محمد بن زايد لأجيال المستقبل استمراراً لحلقات الحوار المجتمعي الريادي المحافظة على الإرث والعراقة الإماراتية والهوية المتميزة لشعب الإمارات، وصولاً إلى منصة حوارية تعزز مسيرة البناء والتطوير، وتعمل على استدامة رفاهية العيش وجودة الحياة الإماراتية المتمازجة بالسعادة والأمان والرفاه». وتابع سموه: «إن مجتمع الإمارات تميز بتعاقب أجيال اقتضتها مراحل التأسيس، فبدأ بجيل ما قبل النفط والذي أسماه سموه (جيل المقاتلين) الذين واجهوا تحديات كبيرة ونقصاً في كل الموارد المائية والتعليمية والصحية، لكنهم تميزوا بصلابتهم في البناء، وحب القيادة والوطن، والأخلاق المستمدة من القيم والموروث الإماراتي الأصيل، حيث الأخلاق دستور الحياة، والإيمان الذي جعلهم يواجهون ضنك الحياة والتحديات بابتسامة وأمل»، مؤكداً سموه أن هذا الجيل هو الذي أسس لنا دولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة. الجيل الثاني وأضاف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان: «إن الجيل الثاني هو جيل الطفرة النفطية، والذي أسماه (جيل المقاتلين الرواد) الذين عملوا على بناء ممكنات ساعدت في إكمال المسيرة وتحلوا بصفات التفكير النقدي، وحب التطوير والواقعية، والتفاني في العمل، والأهم من ذلك حفاظهم على القيم والصفات التي ورثوها من (جيل المقاتلين)، ما عزز وصول الدولة إلى سلم الريادة العالمية». وقال سموه مخاطباً الحضور من الطلبة بشكل خاص: «ثم تأتون أنتم، جيل الألفية مواليد ما بعد 1984 والجيل الذي يليه مواليد ما بعد الـ 2004، والذي أسماه سموه (مقاتلي المستقبل) والذين من أجلهم عملت الأجيال السابقة، وتعمل حكومة الإمارات اليوم». وأضاف سموه: «أنتم آباء الجيل الذي سيعاصر دولة الإمارات الحديثة والتكنولوجيا والذكاء الصناعي الذي يحمل صفات الجيل التقني، والاعتماد على الذات، والتعلم الذاتي، والإصرار والمنافسة والعمل الجماعي». وأوضح سموه أن هذا الجيل يشكل أكثر من 50% من مواطني الدولة، وهم ثروة البلاد الحقيقية، حيث يحمل ما نسبته 97% منهم شهادات عليا، و32% منهم متخصص في تخصصات هندسية وعلمية وطبية مرموقة، مشيراً سموه إلى أنه وفي كل أنحاء العالم يتحدثون عن الاستثمار النفطي والسمكي والتكنولوجي، ولكن حكومة الإمارات تركز على الاستثمار البشري قبل أي استثمار آخر. نماذج مشرقة ثم عرض سموه لنماذج مشرقة من أبناء وبنات الإمارات عبر فيديوهات سطر أصحابها ملاحم من النجاحات المحلية والإقليمية والعالمية، داعياً سموه النشء وأجيال المستقبل للمضي قدماً، والمحافظة على صدارة الإمارات على مؤشرات التنافسية العالمية، والوصول إلى تحقيق المعادلة الإماراتية على أكمل وجهها والتي ترسخت معالمها بفضل إنجازات وتضافر جهود الجميع في ظل القيادة الإماراتية الحكيمة. ثم ترك سموه المجال لفريق عمل «خليفة سات» الموجود في اليابان للحديث عن منجز إماراتي ريادي، وتوجيه نصائح للنشء والشباب من جمهور المجلس. كما توجه سموه للشباب بالقول: «كلنا فخورون بكم لتحقيق المعادلة الإماراتية، فكونوا مقاتلين ورواداً وصناعاً للمستقبل»، لافتاً إلى عدد من التحديات التقنية التي تواجه شباب اليوم مثل حجم المعلومات ودقتها وسرعتها ومصداقيتها، وغيرها. وأشار سموه إلى معالي محمد عبدالله الجنيبي، رئيس المراسم الرئاسية بوزارة شؤون الرئاسة الذي وصفه سموه بالنموذج الحي الذي يجسد معنى الجندي المجهول، ويعمل بصمت، ويقف خلف إنجازات فريقه. صناع المستقبل وفي المحور الرابع، أشار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان إلى أهمية نهج قيادة الإمارات الحكيمة، بوصفه حقلاً ثرياً للتعلم لا ينضب معينه، ويلهم الأجيال باستخلاص الإرشادات المهمة والمسالك القويمة، ويمكن الشباب من القدرة على أن يكونوا مقاتلين ورواداً وصناعاً للمستقبل. وسرد سموه مقولات خالدة ترسخ معالم طريق التطوير والنمو والازدهار، ومعرفة أسس بناء الأوطان وكيفية المحافظة عليها، وتعزيز فرص تعلمهم والأخذ بآرائهم ومقترحاتهم باستمرار، ومن ذلك ما قاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «ننتظر من الشباب المتعلم أن يوصلنا إلى الأشياء الجديدة التي نجهلها في الوقت الحاضر»، ومقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «الإمارات أمانة في عنقنا جميعاً علينا أن نحافظ عليها»، إلى جانب مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «الإمارات حققت إنجازات كثيرة وأهمها الشباب الذين نتطلع منهم إلى تقديم أفكار ومقترحات جبارة». كما أورد مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «سلوك كل واحد منكم يكون بحجم حبه لبلاده، من كان سلوكه إيجابياً يقال عنه الإماراتي، ومن كان سلوكه غير ذلك يقال عنه الإماراتي أيضاً». ونوه إلى أن هذه الكلمات تحمل جميعها تذكرة وعبراً ودروساً لأجيال المستقبل للتصرف بحنكة ولباقة ومسؤولية، كي يعمل كل فرد فينا على أن يكون خير سفير لبلاده أينما حل أو ارتحل، مضيفاً سموه: «إن قوة أية سلسلة بقوة أضعف حلقة فيها، والقيادة ترى كل واحد منكم بوصفه أقوى الحلقات». واختتم سموه موجهاً حديثه لشباب المستقبل: «إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، امتطى الإبل بعد أن مكنه والده المغفور له الشيخ سلطان، ومكن الوالد المؤسس الشيخ زايد أبناءه من التحليق بالطائرات، ومكن أبناؤه أبناءهم من الصعود للفضاء، متفائلون بما ستمكنون أنتم أولادكم من فعله».

مشاركة :