أكد جيرارد لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، أن مصر شريك مهم واستراتيجي لفرنسا، مشيرا إلى حرص الدولة الفرنسية على مد جسور التواصل وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، كما أن هناك العديد من القضايا والتحديات المشتركة التي تتطلب التنسيق والتعاون لمواجهتها.جاء ذلك، أثناء استقباله الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، خلال الزيارة الأولى له كرئيس لمجلس النواب؛ تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى، حيث أشار إلى أن فرنسا تسعى بالفعل إلى زيادة استثماراتها فى مصر، وتدعم جهود الدولة المصرية للإصلاح الاقتصادى وتعتبرها غير مسبوقة ومُبشرة.كما أكد "لارشيه" فرنسا تعتبر الإرهاب خطرا يحيق بالجميع، ويتطلب تضافر الجهود بين الشركاء لمواجهته، مثمنًا جهود مصر فى محاربة الإرهاب وما نتج عنها من استقرار وأمن يشهد به الجميع.وعقب المباحثات، وجَّه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، الدعوة للدكتور علي عبدالعال والوفد المرافق له، لعشاء عمل، ألقى خلاله كلمة ترحيبية بـ"عبد العال"، حيث أشاد بالحضارة المصرية القديمة، مكررًا مقولة جون فرانسوا شامبليون، العالم الفرنسي الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة، "أنا كل شيء لمصر، ومصر كل شيء بالنسبة لي". وفي الجانب الاقتصادي، أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، وجود العديد من الشركات الفرنسية في السوق المصرية، وعلى استعداد فرنسا لمزيد من الاستثمارات في البنية التحتية المصرية. وكذلك تطلعه إلى تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين.وأعرب عن ثقته في الدور الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به جمعية الصداقة البرلمانية في هذا الشأن، مختتما كلمته بعبارة أن "من شرب من نهر النيل، فلابد أن يعود لمصر مرة أخرى، وتحيا كل من مصر وفرنسا".من جانبه أكد عبدالعال حرصه على تلبية الدعوة؛ انطلاقًا من الأهمية التي توليها الدولة المصرية بكافة مؤسساتها الحكومية والبرلمانية لتعزيز العلاقات مع الدولة الفرنسية بكافة مؤسساتها، منوهًا إلى عمق العلاقات البرلمانية بين الدولتين، اللتان تعدان من الدول العريقة في التمثيل النيابي.وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن العلاقات بين الدولتين قائمة على الاحترام المتبادل، والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يتوافق مع مكانة البلدين الكبيرين ودورهما الداعم للسلام.وخلال اللقاء، بحث الدكتور عبدالعال مع جيرارد لارشيه سبل تطوير العلاقات مع مجلس الشيوخ الفرنسي على جميع المستويات، مشيرًا إلى أهمية تكثيف الزيارات المتبادلة والفعاليات المشتركة، حيث دعا إلى المزيد من التنسيق بين المجلسين فى المحافل البرلمانية الدولية.وحرصًا على نقل الصورة كاملة عن مصر لشركائها، تابع الدكتور عبدالعال مباحثاته باستعراض تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، وبالأخص جهود الدولة المصرية فى مكافحة الإرهاب، وجهود الإصلاح الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، حيث أكد أن مصر تسعى إلى تحقيق موازنة بين حاجتها للتعامل مع خطر الإرهاب والتطرف الديني في إطار من احترام لحقوق الإنسانونوَّه إلى أن ما تم تحقيقه من تقدم فى هذا السياق على أرض الواقع، والكُلفة التي تتكبّدها مصر نتيجة اضطراب الأوضاع في عدد من دول المنطقة، مؤكدا استعادة مصر لإستقرارها وإسهامها فى تحقيق استقرار المنطقة.كما أشار عبدالعال إلى الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية في مجال الإصلاح الاقتصادى والارتقاء ببيئة الأعمال والاستثمار وتدشين المشروعات التنموية العملاقة والتي أضحت محل تقدير من المؤسسات الدولية، وتُرجمت إلى مؤشرات أولية لتعافي الاقتصاد المصري مثل زيادة كلا من "الاحتياطي النقدي الأجنبي وتدفق الاستثمارات الأجنبية"، داعيًا الجانب الفرنسى إلى توجيه المزيد من الاستثمارات للسوق المصرى الواعد، خاصة المشروعات المصرية القومية الكبرى.ونقل رئيس مجلس النواب إلى "لارشيه" حرص مصر على تذليل كافة العقبات أمام الشركات الفرنسية وتيسير تواجدها في أسواقها، كما دعا إلى عودة التدفق السياحي الفرنسي إلى مصر لسابق مستوياته المعهودة، للاستفادة من مناخ الأمن والاستقرار الحالى.وعلى المستوى الإقليمي، تطرق الدكتور علي عبدالعال إلى مناقشة عدد من الأزمات القائمة في المنطقة، واحتل الوضع في ليبيا وضعا خاصا في حديثه، بالنظر إلى تأثر مصر الشديد بطبيعة الأوضاع في هذا البلد الذي تربطه بمصر حدود يتعدى طولها الألف كيلو متر.وفي هذا السياق، أكد عبد العال على حرص مصر الشديد على تحقيق الاستقرار في الداخل الليبي وأن الدولة المصرية لا تألو جهدًا لتحقيق هذا الهدف، وطالب الجانب الفرنسي ببذل مزيد من الجهود من أجل العمل على استقرار الأوضاع الداخلية في ليبيا.
مشاركة :