بيروت: ليال أبو رحال رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس اقتراحا إيرانيا أورده الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قبل أيام، ويقضي بتسهيل الحوار بين المعارضة والنظام السوري. وقال إن الاقتراح «يفتقر إلى الصدقية»، واصفا إياه بأنه «أمر يدعو للسخرية»، غير آبه بالإشارات الإيجابية الأخيرة التي يرسلها روحاني إلى المجتمع الدولي. وكان روحاني أعرب في مقاله المنشور الخميس الماضي عن استعداده للمساعدة في «تسهيل إجراء الحوار»، مؤكدا «ضرورة التعاون المشترك بشأن التوجه نحو إجراء الحوار الوطني، سواء في سوريا أو البحرين». وشدد على وجوب «تمهيد الأجواء لتقوم شعوب الشرق الأوسط بتقرير مصيرها بنفسها». وشكك الائتلاف السوري المعارض في قدرة إيران على المساعدة في تسهيل الحوار، معتبرا أنها «جزء من المشكلة». ورأى أنه «من الأجدى للقيادة الإيرانية أن تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سوريا قبل أن تبادر بطرح المبادرات والتسهيلات أمام الأطراف المعنية». وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض كمال اللبواني لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «كل ما يصدر عن حلفاء النظام السوري من مبادرات ودعوات هدفه توقي الضربة العسكرية»، معربا عن اعتقاده بأن «الطرفين الروسي والإيراني لن يقدما على أي خطة حقيقية لحل الأزمة، فيما لن يسلم النظام إلا جزءا من السلاح الكيماوي ويخفي الباقي منه». ووجه اللبواني انتقادات قاسية إلى الرئيس الإيراني، مذكرا إياه بأن «الضباط الإيرانيين هم من يديرون العمليات العسكرية ويتولون الأمن والتخطيط الاستراتيجي». وقال إنه «من الأجدى لروحاني عوض كلامه المعسول هذا أن يبادر إلى سحب مقاتليه من سوريا»، مؤكدا أن «ما يريده السوريون اليوم هو إجراءات عملية، تبدأ بتسليم القتلة إلى المحاكم الجنائية ووقف عمليات القصف والقتل». في المقابل، أبدى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن السوري سامي نادر لـ«الشرق الأوسط» تفهمه لموقف المعارضة السورية، لكنه أشار إلى أن «مشكلتها الأساسية هي مع منظومة (المرشد الأعلى في إيران آية الله علي) خامنئي والحرس الثوري الإيراني، أي مع الجهة الداعمة للنظام ولمواجهته العسكرية»، مذكرا بأن «روحاني يقف على المقلب الآخر منهما». ويرى نادر أنه «لا يمكن مقاربة موقف الرئيس الإيراني بشأن سوريا قبل التذكير بملامح الحوار الأميركي - الإيراني الجديد، بعد انفتاح أظهره روحاني ورد عليه الرئيس الأميركي باراك أوباما، ثم جرى تبادل رسائل ثنائية». ويعتبر أن «هناك أكثر من بادرة على جدية روحاني في انفتاحه، إذ إن قاعدته الشعبية لا تريد الحرب وعزلة إيران عن العالم وترغب في تفادي انفجار الاقتصاد بعد حصار أميركي موجع»، لكنه يشدد في الوقت ذاته على أن «روحاني لا يمثل إيران وحده، فهناك مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، الداعم الأساسي للنظام والممول والمدبر»، معربا عن اعتقاده أن «الدبلوماسية الأميركية تحاول اللعب على هذا التمايز، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا التي لم تكن لتمسك بالورقة السورية لولا التمايز الإيراني هذا، أي بعد انتهاء ولاية الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد». وفي حين لم يستبعد نادر أن يكون «روحاني يحاول من خلال مواقفه لعب دور الوساطة، بمعنى أنه لم يصب الزيت على النار، كما عودنا نجاد والجناح المتشدد الإيراني»، يعتبر أن السؤال المحوري يبقى حول الطرف الذي يلعب على الآخر، بمعنى أنه «هل خامنئي هو من يعطي هذا الهامش لروحاني بهدف كسب الوقت أكثر؟ أم أن روحاني يدرك أن نفوذ خامنئي لن يدوم بعد أن حصل مرشحه للرئاسة على 11 في المائة من أصوات الإيرانيين، وبالتالي يحاول (روحاني) إرضاء جماهيره ودعم تطلعات قواعده؟».
مشاركة :