مصطفى كامل/ الأناضول وصفت صحيفة "غارديان" البريطانية، الأربعاء، قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بأنها تمثل "اختبارا حاسما" للعلاقات بين لندن والرياض. وقالت الصحيفة، في مقال أوردته بموقعها الإلكتروني، إن "ما يشاع عن تورط سعودي محتمل في اختطاف أو قتل خاشقجي، يفرض ضغوطا غير مسبوقة على العلاقات الأمنية والتجارية الوثيقة بين بريطانيا والسعودية". ولفتت إلى أن تلك العلاقات "كانت ركيزة السياسة الخارجية البريطانية تجاه السعودية". وأشارت الصحيفة، إلى أنه كان باستطاعة وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، في السابق أن يدافع على هذه العلاقة حين قال إنها تحافظ على أمن بريطانيا وتجعل خزانتها ممتلئة. وأضافت: "إلا أن قضية خاشقجي، تهدد بجعل هذه الصداقة غير جذابة". وأوضحت أن الضجة التي أثارتها لندن بشأن محاولات القتل خارج نطاق القضاء لعملاء روس في مدينة سالزبري البريطانية، والتصعيد مع روسيا بسبب ذلك، ستكشف عن "نفاق" في السياسة البريطانية إذا قابل ذلك غض للطرف عن القتل المحتمل للصحفي خاشقجي. وأضافت أن معضلة بريطانيا تتفاقم بالنظر إلى أن تركيا تتوقع من الدول الأخرى أن تدين أي انتهاك لسيادتها، لاسيما مع اختيار لندن، الوقوف بجانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016. وأمس الثلاثاء، أبلغ وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، السعودية أن بلاده تتوقع "إجابات عاجلة" بشأن اختفاء خاشقجي. وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، شدد هانت، على أن "الصداقات (بين الدول) تعتمد على القيم المشتركة"، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). واختفى الصحفي السعودي الشهير بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، بتاريخ 2 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي. يذكر أن خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، قالت في تصريح للصحفيين، إنها رافقته إلى أمام مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول، وأن الأخير دخل المبنى ولم يخرج منه، فيما نفت القنصلية ذلك، وقالت إنّ خاشقجي زارها، لكنه غادرها بعد ذلك. وكانت الخارجية التركية استدعت لأول مرة سفير الرياض لدى أنقرة، الأربعاء الماضي، أي بعد يوم من اختفاء خاشقجي، قبل أن تستدعيه للمرة الثانية، الأحد الماضي، للسبب ذاته. كما طالب الرئيس أردوغان، مسؤولي القنصلية السعودية بإثبات خروج خاشقجي منها، بتقديم تسجيلات مصورة. والسبت الماضي، أعلنت نيابة إسطنبول فتح تحقيق حول اختفاء خاشقجي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :