علمت «الحياة» أن الخرطوم وواشنطن اتفقتا على حوار بين الطرفين بعيداً عن الاعلام وفق جدول زمني محدد لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وتطبيع العلاقات بين البلدين ورفع التمثيل الدبلوماسي بينهما الى مستىوى سفير بحلول حزيران (يونيو) المقبل. ورفعت الولايات المتحدة في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي العقوبات الاقتصادية على السودان بسبب التقدم الذي أحرزته من خلال خطة من خمسة مسارات لكن أبقت على اسم البلاد في قائمة الدول الراعية للارهاب. وقالت مصادر دبلوماسية لـ «الحياة» أن الحوار السوداني - الأميركي سيراجع خمس مسارات هي مكافحة السودان للارهاب ومحاربة متمردي «جيش الرب» الأوغندي ، ودور الخرطوم في عملية السلام في جنوب السودان، وتوصيل المساعدات الانسانية الى منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وتحقيق السلام في المنطقتين ودارفور. وأفادت أن واشنطن باتت على قناعة بأن السودان لعب دوراً ايجابيا في استضافة فرقاء جنوب السودان وتوقيع اتفاق سلام، ومحاصرة متمردي «جيش الرب»،كما وافقت الاسبوع الماضي على تمرير المساعدات الانسانية الى المناطق التي يسيطر عليها متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» في جنوب كردفان والنيل الازرق. واضافت المصادر ان الرئيس عمر البشير تعهد بتحقيق السلام في دارفور والمنطقتين بحلول نهاية العام، وكشف ان وزارتي الدفاع والخارجية الاميركيتين ووكالة المخابرات الاميركية «سي آي أيه» مقتعنة بتعان السودان في مكافحة الارهاب. واضافت ان واشنطن اضافت مسارين جديدين بإطلاق الحريات العامة، وإتاحة حق التعبير وممارسة الأنشطة السياسية العامة من دون قيود واحترام حقوق الانسان ووقف الانتهاكات من اعتقالات وغيرها مع ضمان الحريات الدينية، مشيرة الى ان المسارين الجديدين سيكونان تحدياً للخرطوم في المحادثات السرية بين الجانبين. وأكدت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوداني أن الحوار مع واشنطن في مساره الثاني سيسير بصورة سلسة وأن مطلوباته أصبحت واضحة، وتوقعت أن يتم رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب خلال فترة وجيزة. وشدد نائب رئيس اللجنة متوكل محمود التجاني في تصريح امس على ضرورة الحوار من أجل رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب تمهيداً لدمجه في المجتمع الدولي بصورة أشمل وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلي أهمية أن يُجري الحوار في أجواء هادئة بعيداً عن أي مؤثرات داخلية أو خارجية ليقود إلي نتائج إيجابية. وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد إن اتفاقا جرى مع واشنطن بشأن مسائل وصفها بالمهمة فيما يخص الحوار بينهما لافتا الى أن اللقاء الذي جمعة بنائب وزير الخارجية الأميركي جون سيلفان ومساعدة للشؤون الأفريقية وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية أخيراً «سيكون له ما بعده».
مشاركة :